رجــــال في ذاكــــرة التـاريـــخ.. 1- هشام باشراحيل: عاش طودا ومات كمدا 2- عبدالمجيد عراسي: أحب خلق الله فأكرمه الله

> نجيب محمد يابلي

>
 -1  هشام باشراحيل:
الميلاد والنشأة 
هشام محمد علي عمر باشراحيل من مواليد منزل رقم A 38 D  - 116 شارع رقم (3)، التواهي عدن يوم 19 يونيو 1944..
تلقى هشام باشراحيل مراحل دراسته في عدن، بدأها في ابتدائية التواهي ومتوسطة كريتر، وأنهاها في كلية عدن، العطرة الذكر في الشيخ عثمان.
القوة سمة بارزة في حياة هشام باشراحيل
برزت القوة في حياة هشام باشراحيل وتجسد ذلك في تكوينه الجسمي والرياضي: جر الحبل، رمي الجلة، رحلات الصيد البري والبحري، وكان رحمه الله شغوفا بالدراجة النارية الضخمة التي كنا نراها معه ومع شرطة مرور عدن وعلي محمد عبادي (من أسرة عدنية عريقة في الشيخ عثمان).
 وتأكدت قوته بارتباطه بقسم (C) بالشيخ عثمان، وكان هذا القسم قسم فتوات الشباب.
النزعة الكفاحية عند هشام باشراحيل
كان قدر هشام باشراحيل النحت في الصخر وارتبط بالعمل الميداني وكان يقطع المسافات الطويلة بين الحديدة وصنعاء في رحلات المعاملات مع ميناء الحديدة لإخراج بضائع مؤسسة باشراحيل للمواد القرطاسية وأجهزة التصوير وطباعة الرينيو (النسخ) والصحف والمجلات العربية والأجنبية.. وعشق هشام الأجهزة الميكانيكية والكهربائية والإلكترونية.
هشام باشراحيل في  محيط صحافة عدنية عظيمة
نشأ هشام باشراحيل في وسط صحفي صاخب، فوالده محمد علي باشراحيل صاحب «الرقيب» التي أصدرها عام 1955 باللغتين العربية والإنجليزية ثم «الأيام» عام 1958 والـ«Recorder» الإنجليزية.
خاله عبدالرحمن جرجرة صاحب «النهضة» الأسبوعية عام 1949 ثم «اليقظة» اليومية عام 1957.. خاله علي محمد لقمان، زوج خالته غالية جرجرة، صاحب «القلم العدني» ثم «الأخبار»، وخالته (ماهية جرجرة) والتي عرفت بعد زواجها بـ(ماهية نجيب) صاحبة مجلة «فتاة شمسان» أول مجلة نسوية في الجزيرة العربية.. وأسرة جرجرة هي أسرة محمد عمر الشيبة.
هشام باشراحيل ومنعطفات تاريخية
استأنف هشام باشراحيل مع شقيقه تمام، إصدار «الأيام» في نوفمبر 1990 ومع حادث البرجين في نيويورك (سبتمبر 2001) أصبحت «الأيام» يومية وصدرت «الأيام الرياضي» في يونيو 2002 مع موسم كأس العالم ومع سلسلة النجاحات التي حققها هشام برزت معها سلسلة استدعاءات بعضها آخر الليل ومحاكمات لا تنقطع، حتى سمعناه في إحدى الجلسات وهو يطلب من عدالة المحكمة أن توفر له غرفة في المحكمة لينام فيها وتوفر له أتعاب الحركة من بيته إلى قاعة المحكمة.
واجه هشام باشراحيل منغصات ما أنزل الله بها من سلطان، منها ما حدث للفارس الضرغام أحمد عمر العبادي المرقشي في فبراير 2008 والحرب النتنة على العبادي و «الأيام» حتى يومنا هذا.
ولا ننسى الهجوم البربري على مبنى «الأيام» وسكن الناشرين هشام وتمام باشراحيل صباح الثلاثاء 5 يناير 2010 وأطلقت عصابات نظام صنعاء قذائف على المبنى والسكن وكانت بعدد النساء والأطفال في المسكن وسقوط الشهيد سلام اليافعي برصاص عصابات النظام.
هشام ورحلات المتاعب
احتجزت عصابات النظام هشام باشراحيل ونجله هاني يوم الأربعاء 6 يناير 2010 وأطلقت سراح هشام يوم الثلاثاء 24 مارس 2010 وأطلقوا سراح نجليه هاني ومحمد يوم الأحد 9 مايو 2010.
يغادر هشام وأم أولاده ونجله باشراحيل إلى جدة يوم السبت 14 ديسمبر 2010.. هشام يغادر مع نجليه باشراحيل ومحمد إلى ألمانيا للعلاج يوم الثلاثاء 24 أبريل 2012.. يلقى هشام ربه في ألمانيا يوم السبت 16 يونيو 2012.
يوم الأحد 17 يونيو 2012 شهدت عدن أكبر موكب جنازة من مطار عدن الدولي حتى مقبرة كريتر بجوار والديه وابنته هناء.
خلف هشام باشراحيل وراءه سجلا ضخما وعطرا من الإنجازات وقلوبا من المحبين لا حصر لهم، وخلف وراءه شريكة عمره في السراء والضراء السيدة الفاضلة سعاد جرجرة، ذلك أن الله أكرم محمد علي باشراحيل ونجليه هشام وتمام بزوجات صالحات بدت بصماتهن في الذرية الصالحة.. وذرية هشام: 1) باشراحيل، 2) هاني، 3) محمد، والبنات: 4) بشرى، 5) يسرى، 6) هناء (توأم هاني).
عبدالله الأصنج في شهادة للتاريخ
نشرت الزميلة «الطريق» في عددها الصادر يوم الأحد 17 يونيو 2014 تقريرا أخباريا وردها من الزميل فراس اليافعي من القاهرة بأن الأستاذ عبدالله الأصنج قال في اتصال هاتفي: «خسرت مدينة عدن وأبناؤها الكرام رائدا ومناضلا من أجل التحرر وحماية الحق العام وصون كرامة الإنسان الجنوبي خاصة والإنسان اليمني والعربي والمسلم».. وأضاف الأصنج: «تعرض هشام باشراحيل لصنوف من القهر والعدوان وإرهاب الدولة».
-2عبدالمجيد عراسي
الميلاد والنشأة
عبدالمجيد عبدالله علي ثابت عراسي ترتيبه الثالث من ذرية عبدالله علي ثابت عراسي، من أعيان عدن والشيخ عثمان وهم على النحو الآتي: محمود (1942) وشفيقة (1945) وعبدالمجيد (1947) وفهمي (1950) وأحمد (1955) وهناء (1964).
عبدالمجيد عراسي من مواليد الشيخ عثمان يوم 5 يناير 1947، وتلقى دراسته الابتدائية والمتوسطة في الشيخ عثمان وكان من أبرز زملائه الزميل محمد عبدالله مخشف، أما دراسته الثانوية فقد تلقاها في الثانوية العطرة الذكر (كلية عدن) Aden college.
مجيد عراسي والموهبة الفنية المبكرة
نشأ عبدالمجيد عراسي في بيئة عدن الثقافية الخصبة التي عكست أثرها على البيئة الخاصة في منزل والده عبدالله علي ثابت عراسي وتمثلت في دار الأدب العربي، والتي عرفت لاحقا بمبرز العراسي ورموزه الخالدة: عبدالمجيد الأصنج وعبدالله هادي سبيت وهاشم مصطفى عيسى وعبدي حسين وناصر باشجيرة وآخرون.
تأثر مجيد عراسي بالصحف والمجلات المصرية وخاصة «صباح الخير» و«روز اليوسف» وما حملته من رسومات كاريكاتيرية وتفتقت بذلك موهبته المبكرة في الفن التشكيلي بالرسم التعبيري الكلاسيكي للشخوص portraits والأمكنة والمناظر الطبيعية بالألوان الخشبية ثم الألوان المائية (راجع ما كتبه الزميل نصر باغريب في «الأيام» بتاريخ 12 سبتمبر 2017).
مجيد عراسي ومشوار فني بدأه في «أنغام» وأنهاء في «صم بم»
ساحت موهبة مجيد عراسي في فن الكاريكاتير في الصحف والمجلات العدنية العطرة بالذكر، وكانت فاتحة أعماله في مجلة «أنغام» لصاحبها علي أمان، أمد الله بعمره ومتعه بالصحة، ثم في مجلة «الغد» لصاحبها المغفور له بإذن الله حسن علي عمر ونشرت له «الأيام» العدنية عددا من أعماله سخر فيها من مواقف السياسي الألماني ايرهارد في الستينيات من القرن الماضي.. كما نشرت له صحيفة 14 أكتوبر ومجلة تلفزيون عدن المطبوعة عددا من أعماله في فن الكاريكاتير.
مجيد عراسي ومحمد مخشف في خدمات ومهمات
ارتبطت سيرة مجيد عراسي بسيرة محمد عبدالله مخشف منذ سنوات الدراسة الأولى وكلاهما من سكان قسم (B) في الشيخ عثمان، وتطرقت إلى تفاصيل ذلك في حلقة رجال في الذاكرة الخاصة بالمخشف التي نشرته «الأيام» (11 مارس 2018)، حيث شكل العراسي والمخشف ثنائيا إعلاميا في المدرسة المتوسطة في الشيخ عثمان، حيث انشغل المخشف بكتابة المواضيع في الصحيفة الحائطية للمدرسة فيما أكمل العراسي رسالة الصحيفة بالرسومات.
محطات في مشوار مجيد عراسي الحياتي
غادر مجيد عراسي إلى القاهرة وأكمل الثانوية العامة (1967 - 1968) ثم التحق بجامعة عين شمس لدراسة الاقتصاد والإدارة وتخرج فيها في يونيو 1971 وعين بعد تخرجه نائب مدير عام المؤسسة الاقتصادية بعدن ثم نائب مدير عام شركة أحواض السفن للشؤون الإدارية والمالية، ثم انتقل للعمل في كلية الاقتصاد والإدارة ومن وثائق كلية الاقتصاد والإدارة انه تم تكريم 28 شخصية من مؤسسي كلية الاقتصاد والإدارة وتصدر قائمة المكرمين أ.م. عبدالمجيد عراسي ومن ضمنهم أ. محمد عبدالله العصار وعمر الكثيري ومحمد العماري وحسن القفعي وعلي مجور وسعاد يافعي وصباح أحمد شرف وأحمد صالح منصر وعبدالله باسردة ومحمد مجيد
عبدالوارث وفؤاد راشد.
مجيد عراسي إلى فرنسا عبر بوابة النوبان
تولى مجيد عراسي منصب عميد كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة عدن (1973 - 1975) وغادر بعد ذلك إلى مصر العربية للدراسات العليا وعاد منها حاصلا على الماجستير، وشغل رفعة العمل الأكاديمي بإلقاء المحاضرات إضافة إلى توليه منصب مدير عام التخطيط والتنمية بجامعة عدن.
في العام 1982 ابتعثه البروفيسور سعيد عبدالخير النوبان، رئيس جامعة عدن آنذاك للدراسة في فرنسا باللغة الإنجليزية في مجال الإدارة والتخطيط التربوي.
طاف مجيد عراسي ربوع الدنيا متنقلا بين جامعة كمبردج والهند وألمانيا وقطر والكويت.
مجيد عراسي ومكرمته تعالى بالزوجة الصالحة
أحب مجيد عراسي خلق الله فأكرمه الله بالزوجة الصالحة والجليس الصالح والولد الصالح، وتزوج مجيد من أسرة صالح محمد عبداللاه العدنية العريقة ابنتهم الفاضلة التربوية الجليلة أم محمود (أحلام صالح عبداللاه) ليجسدا بذلك قوله تعالى (والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات) وأصبحت أم أولاده وذاكرته الحديدية ولو اتصلت بمجيد عراسي نسأله عن معلومة في حياته لقال لك: لحظة سأسأل سكرتيرتي وما شاء الله على المخزون الهائل في ذاكرتها.. أثمرت تلك الزيجة أولادا صالحين هم: 1) د. منى 2) د. ميرفت 3) د. مونيا 4) مشيرة (ماجستير) مقيمة مع زوجها في ألمانيا، 5) محمود (بكالوريوس هندسة)، 6) مروى (جامعية مقيمة مع زوجها في قطر.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى