د. محمد عبدالهادي لـ"الأيام": 4 مايو تأتي كشهادة تحول في المشهد الجنوبي

> عدن "الأيام" علاء أحمد بدر:

> قال د. محمد عبدالهادي، إن أهمية 4 مايو تأتي كشهادة تحول في المشهد الجنوبي من حيث إن الجنوب كان يعيش حالة من التضارب في المكونات السياسية وكل مكون كان يدعي تمثيله للجنوب وعندما جاء تفويض 4 مايو 2017م في ضوئه تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي في 11 مايو 2017م".

جاء ذلك خلال لقاء خاص أجرته "الأيام" مع أستاذ الإعلام في جامعة عدن د. محمد عبدالهادي والذي قال: "شكَّـل تفويض الرئيس عيدروس الزبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بتحمل ملف الجنوب نحو استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة تحولًا لافتًا وأثبت للمجتمعين الإقليمي والدولي أن هناك جهة وشخص يقود هذا المكون (الائتلاف الجنوبي الواسع) ألا وهو المجلس الانتقالي الجنوبي نحو تحقيق غاياته أي أنها شكلت علامة فارقة في مسار الثورة الجنوبية، وهذا الجانب الأول تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي".

وأضاف عبدالهادي بأنه ومن جانب آخر فإنه ومن حيث أهدافه فلديه خطواته سواء التكتيكية أو الاستراتيجية ولكن تظل الخطوة الثانية هي الأساس وهو استعادة الدولة الجنوبية، وربما هناك أناس تتباين بشأن الخطوات التكتيكية للوصول إلى الهدف وهذا حق مشروع ولكن يظل الهدف السامي والمنشود وهو استعادة دولة الجنوب لكل الجنوبيين.

وتابع: "الجانب الثالث من هدف التأسيس هو أن المجلس الانتقالي الجنوبي ومن خلال هذا التفويض الرئيس استطاع أن يتجاوز حدود الجنوب وأوصل قضيته إلى كل المحافل الإقليمية والدولية والعربية، وأصبحت قضية الجنوب حية وبات التعاطف دولي في مسألة النظر إلى القضية وأنه لا يمكن أن تستقر الأوضاع في اليمن إلا بوضع معالجة حقيقية وصائبة للقضية الجنوبية والنظر إلى تطلعات الجنوبيين بكل حرية وبما تتوافق مع المواثيق والقوانين الدوليتين النافذتين.

واستطرد: "المجلس الانتقالي الجنوبي صار اليوم شريكًا في السلطة، مضيفًا بأنها مرحلة انتقالية وكانت الشراكة ضرورية في هذه المرحلة حتى يستطيع المجلس الانتقالي من ترتيب أوراقه الداخلية ويكون له دور فعّال ومؤثر في العملية السياسية وكذا حضور قوي داخل مؤسسات الدولة المختلفة".

وواصل: "الشراكة مع الشرعية قامت على أساس المناصفة على الرغم من أن هذه المناصفة يُـقصد بها كل الجنوبيين المنضويين في الأحزاب السياسية وليس المجلس الانتقالي الجنوبي فقط، وتظل هذه الشراكة غير مكتملة طالما أن الانتقالي الذي يُـمثل كل القوى الجنوبية اليوم وخاصةً بعد ما شهد الجنوب حوارًا وطنيًّا جنوبيًّا استمر لمدة عام تمخض عنها اللقاء التشاوري والذي نتج عنه وثيقة أساسية أجمع عليها كل الجنوبيين المتطلعين لاستعادة الدولة ألا وهو الميثاق الوطني الجنوبي الذي يمثل اليوم العقد الاجتماعي لكل أبناء الجنوب وكذلك يرسم ملامح الدولة الجنوبية الفيدرالية القادمة، بالإضافة إلى مسار العملية السياسية الجنوبية في إطار التسوية السياسية الشاملة للملف اليمني، وبالتالي فإن الانتقالي في خطواته اللاحقة سيكون كما عهدناه له دورًا فاعلًا ومؤثرًا في العملية السياسية".

ولفت عبدالهادي إلى أنه وفي مشاورات الرياض الأخيرة تم الاتفاق على أن يكون هناك ملفًا خاصًّا للقضية الجنوبية في إطار مشاورات ومفاوضات الحل النهائي وعلى هذا الأساس وضع الانتقالي الجنوبي نصب عينيه رسم ملامح هذا الطريق للوصول إلى الهدف الاستراتيجي.

وأشار إلى أنه تحققت للجنوب الكثير منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي وتفويض عدن التاريخي وعلى رأسها تشكيل قوات جنوبية عسكرية وأمنية ضاربة قادرة على الدفاع عن هذا الوطن، كما أن المجلس الانتقالي الجنوبي شريك دولي في مكافحة الإرهاب وها هم الجنوبيون يقدمون شهدائهم في سبيل انتصار الحق واجتثاث معاقل الإرهاب في كل ربوع الجنوب.

وتابع د. عبدالهادي حديثه ننظر في المجلس الانتقالي الجنوبي ومن منطلق هذا اليوم 4 مايو أنه شكَّـل نقطة فارقة في التاريخ الجنوبي ومنعطف مهم، وصحيح أن هناك تحديات كبيرة قائمة وتتمثل في الخدمات مثل الكهرباء والمياه، وتعثر كثير من العمال في استلام مرتباتهم وهذا الخلل لا يُـمكن معالجته إلا بتصويب عمل حكومة الشرعية وهذا يستدعي فهم طبيعة هذه العلاقة التشاركية وتفهم المجتمع الدولي لهذه الشراكة وأن تكون هناك فرص لبحث هذه الشراكة وأهمها أن الجنوبيين موجودون على أرضهم المحررة منذ عام 2015م وأن عليهم أن يديروا هذه المحافظات ومناطقهم الجنوبية بأنفسهم ويستفيدون من هذه الإمكانيات ومن ما تكتنزه أرضهم من ثروات.

واختتم اللقاء بقوله: "إن 4 مايو شكَّـل ركيزة أساسية في إطار التعاون المثمر والداعم مع الأشقاء في التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقتين اللتان قدمتا وما زالتا تقدمان الكثير من الدعم والمساندة لمسيرة العمل الجنوبي، ودعم الجنوب والملف اليمني بشكل عام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى