الفشل الكلوي يفتك بحياة الأسر في رضوم شبوة

> يسلم العظمي:

> يُعد الفشل الكلوي من الأمراض الخطيرة التي تُصيب الإنسان، حيث تفقد الكلى قدرتها على ترشيح فضلات الاستقلاب من الدم بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى تراكم السموم في الجسم واختلال وظائف الأعضاء الحيوية.

تُهدد هذه المشكلة العديد من الأسر في مديرية رضوم بمحافظة شبوة، حيث هاجرت بعض الأسر من منطقة حورة الساحل بسبب هذا المرض الذي أدى إلى وفاة عدد من أفرادها، بينما هجرت أسر أخرى إلى مناطق أخرى بحثًا عن العلاجات.

وفي مديرية رضوم، هاجرت عددًا من الأسر في منطقة حورة الساحل بسبب هذا المرض الذي أدى إلى عدد من الوفيات منهم وهجرت الآخرين إلى مناطق أخرى بحثًا عن العلاجات وتركوا أعمالهم وأصبحوا بدون مصدر للدخل، منطقة الجويري هي الأخرى فيها عددًا من المصابين بمرض الفشل الكلوي وناهيك عن عدد آخرين من مناطق متفرقة من مديرية رضوم.

في السياق، قال الدكتور محمد سعيد كندوح مدير معهد الأحقاف العالي للعلوم الطبية وهو من أبناء منطقة عين بامعبد:"الفشل الكلوي هو اضطراب ناتج عن الاختلال الوظيفي للكليتين، حيث تعمل الكلية الطبيعية السليمة كفلتر حيوي للجسم، وتحافظ على توازن سوائل الجسم، والمواد الكيميائية وحامضية الدم، وتنتج هرمونات تتحكم في إنتاج كريات الدم الحمراء ونمو العظام، ويؤدي الفشل الكلوي إلى تراكم نواتج الفضلات في أنسجة الجسم المختلفة، ويصيب جميع الفئات العمرية وخاصة كبار السن، وفي ما يخص أعراض وعلامات المرض فأنه يصعب تحديد أعراض مرض الفشل الكلوي في بدايته حيث تكون الأعراض بسيطة؛ فلا تظهر أية علامات أو أعراض إلا بعد أن تتناقص الوظائف الكلوية إلى حد لا تستطيع فيه تحقيق التوازن بين الماء والأملاح، وتتمثل أهم الأعراض فيما يلي:

تورم الأطراف خاصة الساقين والكاحلين والقدمين وانتفاخ حول العينين وعلى الأخص في الصباح، ضيق التنفس وألم في الصدر، صعوبة التركيز".

ووفقًا للمختص، تتعدد أسباب الفشل الكلوي، ويعد ارتفاع ضغط الدم وداء السكري غير المنضبط من أهمها، وتتمثل بعض الأسباب الأخرى في الجفاف نتيجة فقدان سوائل الجسم، أمراض القلب والأوعية الدموية، التهاب المسالك البولية المتكررة حصوات الكلى، الإفراط في استخدام بعض أنواع الأدوية المسكنة للآلام وبعض المضادات الحيوية، أدوية العلاج الكيميائي المعالجة للسرطان وبعض أمراض المناعة الذاتية، التهاب الكبيبات الكلوية، وهو التهاب الأوعية الدموية الصغيرة في الكلى، إدمان المخدرات والكحول.

وأضاف: "ذكرت بعض الدراسات التي أجريت في كلٍّ من كلية الطب في جامعة ميشيغان الأميركية، ونشرت نتائجها في دورية «بلوس وان» العلمية، وفي كلية طب جامعة واشنطن، ونشرت بدورية العلمية وفي جامعة "نيويورك"، ونشرت عبر الموقع العلمي "Science Daily". وكل الدراسات خلصت إلى أن تلوث الهواء والماء يؤثر بشكل مباشر على الكليتين، ويزيد مخاطر الإصابة بمرض الكلى المزمن ويفاقم خطر الإصابة بالفشل الكلوي وأن هناك علاقة بين زيادة التعرض للجسيمات الدقيقة المحمولة الملوثة للهوى ، وبين ارتفاع معدلات الإصابة بمرض الكلى المزمن المؤدي إلى الفشل الكلوي ، وأن الهواء الملوث يحتوي على معادن ثقيلة مثل الرصاص والزئبق وكلها معروفة بأنها تؤثر سلبا على الكلى، فضلا على أن الهواء الملوث يزيد مخاطر الإصابة بمرض الكلى المزمن.

كما أشارت دراسات أخرى بحسب الدكتور إلى أن المياه التي تحتوي على نسبة مرتفعة من النيترات والكلورايد، تعدّ سببًا من أسباب الفشل الكلوي كما يعد احتواء المياه على نسبة مرتفعة من بعض المعادن الثقيلة مثل الكادميوم الرصاص والزئبق والكبريت من الأسباب التي تؤثر على صحة الناس.

أما في ما يخص انتشار المرض في المجتمع يعتقد الدكتور، إنه ناتج عن زيادة نسبة تلوث الهواء والمياه بالمعادن الثقيلة واستخدام المياه المعاملة بالكلور بشكل عشوائي وغير صحيح في غياب الرقابة على تلك المياه مضاف إلى ذلك الوضع المعيشي والنفسي السيء للمجتمع الذي ينتج عنه عدد من الأمراض تساعد بشكل أو بآخر في انتشار أمراض الفشل الكلوي.

وطالب أهالي المنطقة الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال باعتماد مخصص من 200 إلى 400 لتر من مادة الديزل شهريا لتسهيل نقل أمراض الغسيل الكلوي من أبناء المديرية إلى مركز الغسيل بمستشفى عزان بمعدل مرتين في الأسبوع إلى جانب اعتماد سلة غذائية شهرية كافية ودائمة لكل أسرة لديها مصاب بالفشل الكلوي أو بمرض السرطان أو توفى بسبب تلك الأمراض من الهلال الإماراتي.

وطالب الأهالي الحكومة بتكليف فريق بحث وتقصي للأثر البيئي الناتج عن تسرب وتبخر مواد النفط الخام وعوادم احتراق الغاز المسال للشركات والموانئ في النطاق الجغرافي للمديرية لمعرفة مدى ضلوعها في المأساة التي يعيشها السكان المحيط بتلك المنشآت.

ودعوا مكاتب الصحة والمياه والبيئة بالمديرية والمحافظة بانزال فرق متخصصة لجمع البيانات والعينات من المياه وكل ماله علاقة بالمشكلة لتحليلها وفحصها ومتابعة نتائجها وإظهارها للمجتمع والجهات المسؤولة بكل مهنية.

في المقابل، قال موسى صالح من أقارب الأسر التي أصيبت بمرض الفشل الكلوي بمنطقة حورة الساحل: "بخصوص الأسر التي عانت وتأثرت من مرض الفشل الكلوي وهي أسرة الأخ( ع ، ع ، أ) الذي فقد ثلاثة من أولاده بسبب هذا المرض بينما الرابع أصيب بنفس المرض وأبو المصابين قدم كل شيء عنده وطرق كل وسائل المشافي من أجل الخلاص من هذا المرض لكن دون جدوى فقد فتك به هذا المرض واضطر إلى ترك منطقته ومسكنه ومسقط رأسه باحثا عن علاج لأولاده من المعلوم أن ديرته مكان بعيداً عن المستشفى عانا الأمرين من بعد ومشقة الطريق و شحت الإمكانيات".

وتابع: "ترك مزرعته وترك مرعى مواشيه واضطر أن ينتقل إلى مكان قريب الخط الاسفلتي من أجل الغسيل لأنه لا يستطيع تحمل المشاوير من مكان سكنه إلى عزان للغسيل، ثم انتقل إلى عين بامعبد من أجل أن يقرب من المواصلات وترك منطقته اضطراريا لأنه لا يمتلك حلا آخر، بعد أن فتك به المرض وأخذ ثلاثة من فلذات كبده فارق أولاده وفارق مكان مسكنه، على أمل أن يجد علاجا ولا يفارق رابع أولاده".

وبحسب موسى: "انتقل المرض إلى جاره وابن عمه و الأخ ( أ ، ع ، ع) الثلاث وهم من نفس المنطقة والمكان، نفس المعاناة انتقل وترك منطقته ومزرعته من أجل البحث عن علاج لبناته ومن أجل القرب من مراكز غسيل الكلى".

وفي الاتجاه ذاته، مدير مكتب الصحة والسكان بمديرية رضوم د. ياسر الميقاز، قال: "الفشل الكلوي مرض عضوي ومنه الحاد والمزمن وله عدة أسباب منها أسباب وراثية مثل تكيسات بالكلى أو عيوب خلقية تضرب الكلى، الجفاف وقلة التروية للجسم أما بسبب اسهال أو طرش مستمر أو أسباب أخرى تؤدي إلى قلة التروية على الكلى، كذلك التسمم بمأكولات أو مشروبات وأخذ الأدوية بدون استشارات طبية وهذا يعتبر سبب مهم جدًا كالمسكنات وغيرها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى