سيؤدي الاضطراب المستمر في اليمن إلى تهديدات جديدة ومجال جديد للإخوان المسلمين
الحرب المستمرة في اليمن هي السادسة التي تواجهها البلاد منذ توحيد جنوب وشمال اليمن في عام 1990م. سنوات عديدة من الاقتتال الطائفي والقبلي جعلت البلاد أرضاً خصبة للإرهابيين. استخدمت مجموعات مثل القاعدة اليمن كمنصة انطلاق لمهاجمة أهداف في الغرب. شنت الولايات المتحدة عملية ضد جماعة القاعدة اليمنية التي كانت مسؤولة عن تفجير المدمرة الأمريكية (كول) وهي العملية التي أسفرت عن مقتل 17 أمريكياً. استهدفت الولايات المتحدة عشرات، إن لم يكن المئات، من ناشطي القاعدة في اليمن منذ ذلك الحين، بعد أن جعلوا اليمن قاعدة عمليات للتخطيط لهجمات ضد المصالح الغربية والإقليمية وشنها.
أصبح من الواضح أن توحيد اليمن عام 1990م قد فشل. أصبحت الدولة اليمنية الفاشلة مستغلة من قبل الجماعات الإرهابية الإسلامية. كما هو متوقع في مثل هذه الحالات، فإن العواقب هي الفظائع الإنسانية التي حلت بالسكان العاديين في اليمن، والتي لعبت الحرب اليمنية بين أيدي الجماعات الإسلامية من خلال القفز على العربة الإنسانية.
لا ينبغي لواجبنا المتمثل في الاهتمام الشرعي بالوضع الإنساني الخطير في اليمن أن يؤدي إلى نتيجة غير مقصودة لإضفاء الشرعية على الإسلاميين، الذين هم أصل مشاكل اليمن في المقام الأول.
يجب أن نكون متيقظين لليمنيين الذين يقفزون على العربة الإنسانية بطريقة تخدع الرأي العام العالمي، ليس بدافع القلق الإنساني، ولكن لضمان بقاء اليمن ملاذاً آمناً لعمل المتطرفين.
التقطت منظمة (Faith Matters) الخيرية البريطانية الرائدة في مجال مكافحة التطرف أهمية وضع سياق ما يجري في حرب اليمن. استشهدت المنظمة بمثال عادل الحسني، وانتقدت القناة الرابعة في المملكة المتحدة لتزويده بمنصة لمناقشة انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة، بينما كان يغني نشيد هو النشيد غير الرسمي لتنظيم القاعدة. قام الحسني في وقت لاحق بضهور ذي نفس المغزى على قناة الجزيرة في 29 أغسطس 2019.
على المستوى السياسي، تمكن حزب الإصلاح، وهو تابع لجماعة الإخوان المسلمين أيضاً، من التسلل إلى ما تبقى من بنية الدولة، وغالباً ما يقفز لمساعدة إخوانه الإسلاميين. الإخوان المسلمون في اليمن مثال على كيفية عمل الإخوان بلا كلل لتوفير الدعم السياسي للجماعات الإسلامية الأكثر تطرفاً.
إذا كان لدى اليمن أي أمل في العودة إلى الاستقرار، فعليها أولاً أن تطهر نفسها من الإسلاميين الذين سيطروا لفترة طويلة على ما يجري في البلاد. إن أعداء اليمن الرئيسيين هم الإسلاميون، وينبغي أن يركز اهتمامنا باستقرار البلاد على هزيمة قوى الظلام، مع الاستمرار في نفس الوقت في تخفيف المعاناة الإنسانية لليمنيين العاديين.
لا يوجد أحد أعمى مثل الشخص الذي لا يريد أن يرى.
لا نحتاج إلى مؤتمر للتبرع: نحتاج إلى إيجاد اتفاق لحظر الأسلحة، في مقابل العفو عن الأسلحة، نحتاج إلى مؤتمر مصالحة ولتأمين الحدود.
في واقع الأمر، نحتاج إلى فرقة عمل دولية لحفظ السلام في اليمن ومحاولة منع وقوع كارثة إنسانية جديدة ستشكل تهديداً كبيراً للأمن الإقليمي.
عن نشرة "ذا هيل"