شباب عدن الأعجوبة الثامنة البشرية
في البداية أتقدم بالتعازي الحارة والمواساة الصادقة لذوي الضحايا الذين توفوا بسبب كارثة السيول الجارفة التي خلفتها الأمطار، سائلاً الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم أهلهم وذويهم وكافة محبيهم الصبر والسلوان. متمنياً الشفاء العاجل للجرحى والمصابين وإنا لله وإنا إليه راجعون.
شهدت عدن أمطاراً غزيرة سببت سيولاً جارفة خلفت أضرارا بشرية ومادية وزادت من معاناة المدينة التي تعاني أساساً من وضع صعب للغاية.
فخلال الثلاثين سنة الماضية، تعرضت البنية التحتية في عدن للتدمير المتعمد والتخريب المقصود الذي مارسته سلطات دولة الوحدة، وأمطار أمس أظهرت حجم التآمر والتخريب المتعمد، وتعرضت مجاري الصرف الصحي ومجاري تصريف مياه الأمطار للتخريب، فأصبحت معطلة ومسدودة، وجزء من المشكلة كان بسبب تشجيع هذه السلطات للبناء العشوائي تنفيذا لرغبة عفاش بجعل عدن قرية.
وفي هذه المأساة غابت أي جهود رسمية لا حكومية ولا مدنية ولا عسكرية من التحالف والرئيس والحكومة، والذي بأيدهم كل الموارد المالية ومساعدات الأمم المتحدة والدول والمنظمات الإقليمية والأجنبية.
لأن ممثلي التحالف ورئيس الوزراء ونوابه ووزراء حكوماتهم ومحافظ عدن ومسؤوليها لا يعلموا أن ما حصل في عدن هو تسونامي وزع نفسه على شوارعها وإحيائها.
لأن كل اهتمامهم منصب بتوفير رواتب ونثريات النشطاء والناشطات والكتاب التابعين لأحزاب صنعاء المقيمين في القاهرة وإسطنبول والرياض وقطر، من أمثال المتحول مهند الرديني.
لا يعول أبناء عدن والجنوب على هذه الحكومات والشرعية.. لأن من هرب بالبراقع وترك أرضه وأهله يفعل بهم الحوثي ما يشاء. الأكيد إنه لن تهتز له شعره حين يرى الكارثة في بلد غيره.
لكن وللأسف أيضا كارثة الأمطار أظهرت أن قيادة ألوية الدعم والإسناد والأحزمة الأمنية وقوات الطوارئ وحماية المنشآت لم تهزهم الكارثة التي تحصل في المدينة التي عليهم تأمينها ولم يعطوا أوامرهم لهذه الألوية بالتحرك لإنقاذ المدينة حتى اللحظة.
مع أنه من المفترض أن تنزل إلى الشوارع لإنقاذ المواطنين والحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة وفتح الطرق وإعادة سيارات المواطنين التي جرفتها السيول وتتواصل مع كافة مؤسسات الإغاثة لإنقاذ المدينة المنكوبة.
رغم تعليمات اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، لهؤلاء القادة بالتحرك.
وقد يكون السبب الانجرار للمماحكات والكسب السياسي على حساب أهلهم ومواطنيهم وخراب مدينتهم.
وبالمقابل، وكما هي عادتهم في وقت الأزمات والكوارث والحروب، قام شباب عدن بدور كبير في الإنقاذ والإخلاء حتى اللحظة لإنقاذ مدينتهم وأهلها.
الحقيقة الساطعة في كل زمان وكل شدة وكارثة أن أعظم كنز عندنا في الجنوب هم شباب عدن. لم تر عيني قط أشجع ولا أرجل ولا أشرف منهم.
برزوا أيّام الحراك السلمي الجنوبي وتسابقوا للموت والتضحية منذ بداياته رفضاً لإبادة شعبهم الجنوبي من قبل نظام صنعاء الإرهابي.
وفي 2015 هبوا للمقاومة متناوبين كل خمسة على بندق واحد حتى حرروا مدينتهم ومحافظات الجنوب وانتصروا وكان أول انتصار للعرب ضد أذرع إيران في المنطقة العربية ويسجل لهؤلاء الشباب مع أخوتهم أبطال الجنوب.
وبعد التحرير عادوا لحياتهم المدنية. لم يبحثوا عن مقابل أو مكافأة أو وظيفة، رغم أنه تم تهميشهم وإقصاء كثير منهم من الوظيفة المدنية والعسكرية والتي حظي بها شباب من أرياف الجنوب بسبب قيادات مناطقية. ومع ذلك لم ينجروا للقتال أو التحشيد مع أي طرف، رفضا للقتال والفتنة الجنوبية - الجنوبية.
ويوم أمس الكارثة كانوا ولازالوا هم طوق النجاة لمن جرفتهم السيول تسابقوا بأجسادهم النحيلة لإنقاذ كبار السن والحيوانات الضعيفة وفتح الطرقات وتجريف المياه وعمل كل شيء لإنقاذ أهلهم ومدينتهم المنكوبة.. لقد قاموا بما لم تقم به حكومات الفساد.
حماهم الله من عالي سماه يا من تقف الكلمات عاجزه عن وصف بطولاتهم الجبارة! الله محيي أصلهم وتسلم البطون التي أنجبتهم، لم ينهبوا أو يبسطوا أو يتقطعوا يوماً لأحد. شرفاء أبطال متفائلون باستمرار.
إذا كانت الشعوب قد أنشأت الحضارات على مرّ العصور العديد كالمباني، والقبور، والمعابد، والكنائس، إضافة إلى المساجد، وغيرها الكثير من المعالم، ممّا أدى إلى ظهور مفهوم عجائب الدنيا السبع مثل الأهرام وحدائق بابل المعلقة ومدينة البتراء المنحوتة في الجبال وسور الصين العظيم وبرج إيفل بفرنسا وتاج محل في الهند ومدرجات الإمبراطورية اليونانية.
فسجلوا على مسؤوليتي أن الأعجوبة البشرية الثامنة هم شباب عدن الأبطال الذي لا يوجد مثيل لهم في الدنيا.
كلهم غادروا المعركة ونهبوا المدد، أصحاب المنصات والأضواء المناضلين الجدد، من كثرهم لم نستطع حصر العدد، كلهم غادروا الميدان ولم يبق أحد، لم يبق إلا ابن المدينة هذا الولد، ذو الجسم النحيل حافي القدمين، بالكاد يحمل سلاحه الدين، ليذود عن وطنه ويزار كالأسد، يقارع أحفاد أبا رغال وحيداً في البلد، وكل أجيالهم ونسلهم ومن ولد، لم يبق إلا ابن عدن نحيل الجسد فارسا شجاعا مهاجما لا يرد، ضاربا رؤوس الغزاة بسيف لا يصدأ نازله صيحاته عليهم كرياح من مسد انتصر هذا العدني لأنه صمد، انتصر هذا الولد وإلى الأبد.
شهدت عدن أمطاراً غزيرة سببت سيولاً جارفة خلفت أضرارا بشرية ومادية وزادت من معاناة المدينة التي تعاني أساساً من وضع صعب للغاية.
فخلال الثلاثين سنة الماضية، تعرضت البنية التحتية في عدن للتدمير المتعمد والتخريب المقصود الذي مارسته سلطات دولة الوحدة، وأمطار أمس أظهرت حجم التآمر والتخريب المتعمد، وتعرضت مجاري الصرف الصحي ومجاري تصريف مياه الأمطار للتخريب، فأصبحت معطلة ومسدودة، وجزء من المشكلة كان بسبب تشجيع هذه السلطات للبناء العشوائي تنفيذا لرغبة عفاش بجعل عدن قرية.
وفي هذه المأساة غابت أي جهود رسمية لا حكومية ولا مدنية ولا عسكرية من التحالف والرئيس والحكومة، والذي بأيدهم كل الموارد المالية ومساعدات الأمم المتحدة والدول والمنظمات الإقليمية والأجنبية.
لأن ممثلي التحالف ورئيس الوزراء ونوابه ووزراء حكوماتهم ومحافظ عدن ومسؤوليها لا يعلموا أن ما حصل في عدن هو تسونامي وزع نفسه على شوارعها وإحيائها.
لأن كل اهتمامهم منصب بتوفير رواتب ونثريات النشطاء والناشطات والكتاب التابعين لأحزاب صنعاء المقيمين في القاهرة وإسطنبول والرياض وقطر، من أمثال المتحول مهند الرديني.
لا يعول أبناء عدن والجنوب على هذه الحكومات والشرعية.. لأن من هرب بالبراقع وترك أرضه وأهله يفعل بهم الحوثي ما يشاء. الأكيد إنه لن تهتز له شعره حين يرى الكارثة في بلد غيره.
لكن وللأسف أيضا كارثة الأمطار أظهرت أن قيادة ألوية الدعم والإسناد والأحزمة الأمنية وقوات الطوارئ وحماية المنشآت لم تهزهم الكارثة التي تحصل في المدينة التي عليهم تأمينها ولم يعطوا أوامرهم لهذه الألوية بالتحرك لإنقاذ المدينة حتى اللحظة.
مع أنه من المفترض أن تنزل إلى الشوارع لإنقاذ المواطنين والحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة وفتح الطرق وإعادة سيارات المواطنين التي جرفتها السيول وتتواصل مع كافة مؤسسات الإغاثة لإنقاذ المدينة المنكوبة.
رغم تعليمات اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، لهؤلاء القادة بالتحرك.
وقد يكون السبب الانجرار للمماحكات والكسب السياسي على حساب أهلهم ومواطنيهم وخراب مدينتهم.
وبالمقابل، وكما هي عادتهم في وقت الأزمات والكوارث والحروب، قام شباب عدن بدور كبير في الإنقاذ والإخلاء حتى اللحظة لإنقاذ مدينتهم وأهلها.
الحقيقة الساطعة في كل زمان وكل شدة وكارثة أن أعظم كنز عندنا في الجنوب هم شباب عدن. لم تر عيني قط أشجع ولا أرجل ولا أشرف منهم.
برزوا أيّام الحراك السلمي الجنوبي وتسابقوا للموت والتضحية منذ بداياته رفضاً لإبادة شعبهم الجنوبي من قبل نظام صنعاء الإرهابي.
وفي 2015 هبوا للمقاومة متناوبين كل خمسة على بندق واحد حتى حرروا مدينتهم ومحافظات الجنوب وانتصروا وكان أول انتصار للعرب ضد أذرع إيران في المنطقة العربية ويسجل لهؤلاء الشباب مع أخوتهم أبطال الجنوب.
وبعد التحرير عادوا لحياتهم المدنية. لم يبحثوا عن مقابل أو مكافأة أو وظيفة، رغم أنه تم تهميشهم وإقصاء كثير منهم من الوظيفة المدنية والعسكرية والتي حظي بها شباب من أرياف الجنوب بسبب قيادات مناطقية. ومع ذلك لم ينجروا للقتال أو التحشيد مع أي طرف، رفضا للقتال والفتنة الجنوبية - الجنوبية.
ويوم أمس الكارثة كانوا ولازالوا هم طوق النجاة لمن جرفتهم السيول تسابقوا بأجسادهم النحيلة لإنقاذ كبار السن والحيوانات الضعيفة وفتح الطرقات وتجريف المياه وعمل كل شيء لإنقاذ أهلهم ومدينتهم المنكوبة.. لقد قاموا بما لم تقم به حكومات الفساد.
حماهم الله من عالي سماه يا من تقف الكلمات عاجزه عن وصف بطولاتهم الجبارة! الله محيي أصلهم وتسلم البطون التي أنجبتهم، لم ينهبوا أو يبسطوا أو يتقطعوا يوماً لأحد. شرفاء أبطال متفائلون باستمرار.
إذا كانت الشعوب قد أنشأت الحضارات على مرّ العصور العديد كالمباني، والقبور، والمعابد، والكنائس، إضافة إلى المساجد، وغيرها الكثير من المعالم، ممّا أدى إلى ظهور مفهوم عجائب الدنيا السبع مثل الأهرام وحدائق بابل المعلقة ومدينة البتراء المنحوتة في الجبال وسور الصين العظيم وبرج إيفل بفرنسا وتاج محل في الهند ومدرجات الإمبراطورية اليونانية.
فسجلوا على مسؤوليتي أن الأعجوبة البشرية الثامنة هم شباب عدن الأبطال الذي لا يوجد مثيل لهم في الدنيا.
كلهم غادروا المعركة ونهبوا المدد، أصحاب المنصات والأضواء المناضلين الجدد، من كثرهم لم نستطع حصر العدد، كلهم غادروا الميدان ولم يبق أحد، لم يبق إلا ابن المدينة هذا الولد، ذو الجسم النحيل حافي القدمين، بالكاد يحمل سلاحه الدين، ليذود عن وطنه ويزار كالأسد، يقارع أحفاد أبا رغال وحيداً في البلد، وكل أجيالهم ونسلهم ومن ولد، لم يبق إلا ابن عدن نحيل الجسد فارسا شجاعا مهاجما لا يرد، ضاربا رؤوس الغزاة بسيف لا يصدأ نازله صيحاته عليهم كرياح من مسد انتصر هذا العدني لأنه صمد، انتصر هذا الولد وإلى الأبد.