مشكلة الحضارم
عندما نتحدث عن القيادة فالتاريخ الإنساني يزخر بكمّ كبير من الشخصيات القيادية الملهمة صاحبة الرؤى العظيمة والمطالب العادلة والأهداف السامية والتي استطاعت أن تجمع الناس من حولها للمطالبة بحقوق أو رفع ظلم أو مناهضة مستعمر أو التصدي لمحتل، فتمكنت مع أتباعها من أن تحصل على تأييد الأحرار من خارج حدودها الجغرافية وأن تحقق المكاسب لعدالة قضيتها، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر "عبدالقادر الجزائري" و "عمر المختار" و "مارتن لوثر كينج" و "نيلسون مانديلا" و "المهانتا غاندي" فهؤلاء وغيرهم خلد الناس أسماءهم في التاريخ كقادة ناضلوا من أجل تحقيق حياة كريمة للناس من ظلم كان واقع بهم.
وجود عنصر القيادة أمر مهم وفاعل في التأثير للصدح بالمطالب ونيل الحقوق على المستوى الداخلي والخارجي، فعن طريقها يتمكن الناس من إيصال ما يريدون بصوت واحد وواضح ومسموع فتكون هذه القيادة ممثلة لهم عند التفاوض مع الأطراف، حتى الطرف المفاوض ينظر للمجموعة التي يمثلها قائد واحد (يتسم بسمات القيادة) ينظر لها بنظرة اعتبار واحترام، وهذا العنصر الجوهري هو مشكلة الحضارم وهو ما يفتقدونه خلال الثلاثين سنة الماضية على أقل تقدير، فغياب القيادات الحضرمية سواء السياسية أو العسكرية جعل صوت مطالب الناس العادلة والمشروعة معدوم وفي أفضل حالاته ضعيف ولا يكاد يُسمع، وهذا ما نراه إما من خلال أسماء تظهر ضمن تجمعات قبلية شكلية صغيرة متفرقة تبرز فترة (على استحياء) ثم تغيب لفترات، أو من خلال أصوات وكتابات لأفراد على منصات التواصل الاجتماعي بليغة في مفرداتها لكنها هزيلة في تأثيرها على الأرض.
*مستشار وخبير إداري