لماذا تقزّم العالم أمام كورونا؟
كورونا جائحة فيروسية عالمية اكتسحت أغلب دول العالم، وسحقت مئات الآلاف من البشر، ووقف العالم المتقدم والنامي أمامها عاجزاً، وفشلت أكثر الدول تقدماً بالعلوم والتكنولوجيا في السيطرة عليه أو احتوائه، بل كانت هذه الدول من أكثر الدول التي سحقها فيروس كورونا مثل الصين وأمريكا وإيطاليا وبريطانيا التي وقفت عاجزة أمام هذه الجائحة.
حتى كتابة هذا المقال بتاريخ 27 يوليو 2020م، ووفقاً لموقع منظمة الصحة العلمية فقد تم تسجيل 15 مليوناً و785 ألفاً و641 إصابة حول العالم، منهم 640 ألفاً و16 وفاة. بالمناسبة تشكل المنطقة الأمريكية أكثر من 8 ملايين إصابة، وأكثر من 330 ألف وفاة، وسجلت المنطقة الأوروبية 3 ملايين إصابة، وأكثر من 210 آلاف وفاة أي أن الدول المتقدمة في أمريكا وأوروبا تشكل أكثر من 70 % من الإصابات وأكثر من 68 % من الوفيات بسبب كورونا حول العالم. وبالحس العام فإن مؤشرات الوفاة في الدول المتقدمة حتماً ستتغير، وستنقص مؤشرات متوسط الحياة عند الميلاد، وستزداد معدلات الوفيات الخام، وستزيد معدلات الوفيات من الأمراض المعدية في الدول المتقدمة، ولم يبقَ من فارق المأساة بين شعوب العالم المتقدم والعالم النامي إلا خيط العنكبوت، فما الذي حصل؟، ولماذا انهزم وتقزّم العالم أمام جائحة كورونا؟.
*أستاذ طب المجتمع في كلية الطب بجامعة حضرموت، [email protected]