أوراق تعليمية.. نظرية ماسلو والتعليم
- من هو ماسلو؟
- هرم ماسو للاحتياجات الإنسانية
تتضمن قاعدة الهرم الاحتياجات الإنسانية الضرورية للبقاء على قيد الحياة مثل الماء والهواء والغذاء (الاحتياجات الفسيولوجية)، تليها الاحتياجات المرتبطة بتوفير الأمان الجسدي الشخصي والعائلي، وعندما يتوفر للإنسان مقومات العيش والبقاء والأمان يبدأ في التفكير لتلبية احتياجاته الاجتماعية كالحب والعطف وتكوين أسرة وما إلى ذلك من احتياجات في إطار المجتمع، يلي ذلك نزوع الشخص إلى الحصول على مكانة مرموقة في المجتمع من خلال تلبية احتياجات تقدير المجتمع له تليها بتلبية احتياجاته في تقدير ذاته ومكانته في المجتمع من خلال نجاحاته في مختلف مناشط الحياة الإنسانية وهذه الاحتياجات تحتل قمة هرم ماسلو.
- تطبيق هرم ماسلو في مجال التعليم
وبالنظر إلى المستوى الأول من هرم ماسلو سيكون ضروريا على القائمين بالعملية التعليمية والتربوية الاهتمام بالحالة الصحية الجسمانية للطلاب من خلال الاهتمام بصحتهم البدنية وتغذيتهم وتهيئتهم للتعليم، ويمكن أن يتحقق هذا الاهتمام من خلال توفير الوجبة الغذائية للطلاب والاهتمام بالرياضة وتوفير الرعاية الصحية الأولية في المدارس.
وفي المستوى الثاني يجب على إدارة التعليم الاهتمام بتوفير بيئة تعليمية آمنة للطلاب والمدرسين على حد سواء، ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال منع استخدام أي شكل من أشكال العنف أو القوة في المدارس، وهذا يعني منع اللجوء إلى العقاب كوسيلة للتربية أو استخدام العصا كأداة من أدوات التعليم في الفصول الدراسية.
إن تحقيق بيئة آمنة في المدارس هو شرط ضروري لنجاح التعليم وتحقيق فرص أكبر للطالب للاستفادة من العملية التعليمية في تكوين شخصيته ومهاراته، وكما يعلم التربويون أن شرط توفير البيئة التعليمية الآمنة في المدارس هي أساس العملية التعليمية والتربوية التي يسوده الاحترام والتقدير والتشجيع والثقة والطمأنينة والعلاقة الإيجابية بين المدرس والطالب والإدارة المدرسية، ولن تتحقق هذه البيئة المنشودة في ظل استمرار العنف والميل نحو العقوبات النفسية والجسدية والتنمر والتعنيف للطلاب التي مازالت تمارس للأسف الشديد في بعض المدارس.
وفي المستوى الثالث من هرم ماسلو يبرز دور المجتمع وأهميته في العملية التعليمية، وغالبا ما يشار إلى هذا الدور بدور "الشركاء - Stakeholders" الذين لهم مصلحة في نجاح العملية التعليمية بدءا من المدرسين والإدارة المدرسية إلى الآباء والأمهات والأسرة كاملة، بالإضافة إلى إدارات التربية ورجال الأعمال والحكومة بأكملها.
الجميع له مصلحة في مخرجات العملية التعليمية سواء كانت مصلحة مباشرة (كالطالب وأسرته) أو غير مباشرة (كالمجتمع بصورة عامة)، لهذا فإن التكوين الاجتماعي النفساني والعاطفي السليم للطالب يساعد كثيرا على نجاح تعليمه.
إن تلبية الاحتياجات الاجتماعية تتطلب تعاون وثيق بين البيت والمدرسة، ويجب على إدارات التعليم الاهتمام بدور الأسرة في دعم التعليم، وذلك من خلال دعم التواصل بين المدرس وأسرة الطالب، ونشر التوعية حول أساليب التربية التي تساعد الآباء والأمهات على المشاركة الواعية في العملية التعليمية وتفاعلهم الإيجابي مع المدرسة.
وفي المستويات الأعلى من هرم ماسلو تبرز أهمية الحاجة إلى تقدير المجتمع للمدرسة وشعور الطالب والمدرس بهذا التقدير لأنه حاجة إنسانية دافعة للمزيد من العطاء والإبداع، وعندما يتحقق سلم الاحتياجات الإنسانية سيكون بإمكان الطالب تلبية حاجته كإنسان فاعل في المجتمع يحظى بتقدير عالي لذاته وشخصيته وإمكانياته في أي موقع كان في المجتمع.
والخلاصة أن فهم مستويات الاحتياجات الإنسانية كما أوضحها هرم ماسلو يمكن أن تساعد التربويين في التفكير العملي في الكيفية التي يمكن من خلالها تهيئة البيئة التعليمية لتستجيب لاحتياجات الطالب وسبل تعزيز دور الشركاء في المجتمع في إنجاح العملية التعليمية.
"دكتوراه في التربية الدولية والقيادة التربوية"