التحضير لعالم جديد
إن الأطفال الذين ينشؤون اليوم يواجهون تحديات وفرصًا مختلفة تمامًا عن تلك التي واجهناها وواجهتها الأجيال السابقة.
عالمهم سريع التغير بفضل التطورات الهائلة الحاصلة في مجال التربية والتعليم والمواصلات وعالم التكنولوجيا والتي حولت عالمنا إلى قرية كونية صغيرة وهذا الأمر بالغ الأهمية ويستلزم تنمية مهاراتهم وقدراتهم بطريقة تعينهم على التكيف والتطور، بغرس القيم الإنسانية كالتسامح، والانفتاح على الآخر، والتعايش والمواطنة العالمية أمر ضروري لمواكبة هذا التحول، علينا أن نعلمهم التفكير والتعمق في المفاهيم وليس حفظ المعلومات ودمجها بالتعلم المستمر مع الممارسة، لاكتساب المقدرة على التعامل مع التنوع الثقافي والفكري من أجل مستقبل أكثر ازدهارًا وسلامًا.
علينا أن نعدهم لعالم يتجاوز الجهل والتعصب يرتكز على قيم المواطنة العالمية.
وفيما يلي بعض الخطوات الأساسية لتحقيق ذلك:
• القدوة الحسنة: الأطفال يتعلمون من خلال الملاحظة والممارسة والاقتداء بالكبار، لذا؛ يجب أن يكون الوالدان والمربون مثالًا يُحتذى به في التسامح والتعايش. التعامل باحترام مع الجميع، بغض النظر عن خلفياتهم الدينية، العرقية، الثقافية، يعزز هذه القيم لدى الأطفال.
• التعليم والانفتاح: يحب في البداية النظر في المناهج التربوية الحالية وتغييرها بناء على قاعدة التسامح والتعايش بحذف تلك الدروس التي تثير فيهم حفيظة التعصب وحب النفس وبدلًا عنها يجب توسيع دائرة معرفتهم لتشمل رؤية الثقافات المختلفة، الأديان المتعددة، والتاريخ الإنساني المشترك بعين الاحترام وهذا الأمر مهم جدًّا، فمن خلال تعزيز الفهم والانفتاح على الآخرين، تتوسع آفاقهم وتنشرح صدورهم فيمكنهم التفاعل بإيجابية مع العالم المتنوع من حولهم.
• تنمية مهارات الحوار: تعزيز مهارات الاستماع الفعال والنقاش الهادئ لدى الأطفال يساعدهم في التفاعل مع الآراء المختلفة بشكل بنّاء. كما أن تشجيعهم على تبادل الأفكار والاستماع للآخرين يعزز من قدرتهم على التعايش مع الاختلافات.
• التطوع وخدمة المجتمع: إشراك الأطفال في أنشطة تطوعية وخيرية يساهم في تعزيز شعورهم بالمسؤولية تجاه الآخرين بغض النظر عن اختلافاتهم. من خلال هذه التجارب، يتعلمون قيم العطاء والمساهمة في تحسين المجتمع، والمشاركة معا بتنسيق الجهود من أجل إحراز هدفهم الغائي وهو خلق الأمن والرخاء لأسرتهم الإنسانية.
• تعليم حقوق الإنسان والمواطنة: من المهم تعريف الأطفال بحقوق الإنسان ومفاهيم المواطنة العالمية. يمكن القيام بذلك من خلال مناهج تعليمية متخصصة أو من خلال المناقشات اليومية التي توضح لهم أهمية العدالة والمساواة بين الجميع.
بتنفيذ هذه الخطوات، يمكننا تربية جيل يتمتع بالقيم الإنسانية ويكون قادرًا على تحمل مسؤولية مستقبل زاخر بالتنوع والاختلاف.
ودمتم سالمين..