في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها مدينة عدن، تسلط الأنظار على مستقبل أبنائنا الطلاب، خاصة أولئك الذين يتلقون تعليمهم في الصفوف من الأول إلى الثالث الابتدائي. فقد طالبني مؤخرًا عدد من أولياء أمور الطلاب في هذه المرحلة العمرية، بالكتابة حول صعوبة المنهج التعليمي الجديد المعتمد هذا العام.
حيث يرى أولياء الأمور أن المنهج قد أُعدّ بطريقة لا تتناسب مع القدرات العقلية للأطفال في هذه المرحلة، مما جعل عملية التعلم تواجه عقبات كبيرة أثرت سلبًا على تحصيلهم التعليمي.
وتتعدد المشكلات التي يواجهها الطلاب عند تعاطيهم مع هذا المنهج؛ فقد أظهر العديد من الآباء والأمهات قلقهم من التأثير النفسي والاجتماعي السلبي الذي يعاني منه أبناؤهم نتيجة عدم قدرتهم على مواكبة محتوى الدروس.
إن الأطفال في هذه المرحلة يحتاجون إلى محتوى تعلمي يتسم بالبساطة والوضوح، إذ إن فهمهم للأمور لا يزال قيد النمو، ومع هذا المنهج الجديد، يبدو أن التعقيد قد أفرز مشاعر الإحباط والضغط لديهم.
علاوة على ذلك، لا يمكن إغفال الظروف الاقتصادية والمعيشية الراهنة؛ فالبلاد تمر بفترة عصيبة بسبب النزاع المستمر، مما جعل غالبية الأسر تواجه صعوبات مالية جمة.
إن انعدام الاستقرار الاقتصادي لا ينعكس فقط على قدرة الأسر على توفير احتياجاتها الأساسية، بل يؤثر أيضًا على البيئة التعليمية بشكل عام. في وقت يحتاج فيه الأطفال إلى دعم إضافي ومتابعة في المنزل، تأتي هذه التحديات لتزيد من أعبائهم الدراسية.
وفي ضوء هذه المعطيات، يوجه أولياء الأمور نداء عاجل إلى وزير التربية والتعليم، داعين إلى إعادة النظر في هذا المنهج واستبداله بآخر يكون أكثر توافقًا مع متطلبات وقدرات الطلاب.
إن من شأن خطوة كهذه أن تفتح أفاقًا جديدًة من الأمل لأبنائنا في استعادة روح التعلم، وتحفيزهم على المشاركة الفعالة في العملية التعليمية.
إن التربية والتعليم هما أعمدة بناء أي مجتمع، وفي هذه الظروف الصعبة، يحتاج الطلاب إلى إشارات إيجابية تعزز من ثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم على النجاح. لذا، فإن تغيير المنهج ليصبح أكثر توافقًا مع احتياجاتهم النفسية وقدراتهم العقلية ودوافعهم التربوية سيكون له آثار شاملة، ليس فقط على مستوى التعلم، بل على مستوى بناء جيل قادر على مواجهة التحديات المستقبلية.
ختامًا، إن نداء أولياء الأمور ليس مجرد صرخة يائسة، بل هو تعبير صادق عن طموحاتهم لرؤية أبنائهم في مدارس تلبي احتياجاتهم وتساهم في تشكيل شخصياتهم بشكل سليم.
إن استجابة وزارة التربية والتعليم لهذا النداء ستكون بمثابة حبل النجاة لأطفالنا، وضمانًا لمستقبل أكثر إشراقًا.. نثق بأنكم، كقادة في هذا المجال، ستأخذون على عاتقكم مسؤولية معالجة هذه القضية الوطنية.