إلى أهلي..... إلى كل الأحبة.. إلى تلك الأحياء البسيطة والجميلة التي يقطنها خليط من كل محافظات البلاد.. إلى أساتذتي الكبار ومعلماتنا الفاضلات الذين نهلنا منهم العلم والتربية وإشاعة الخير والسلام والتعايش.. إلى بحار وشواطئ وقلاع وحصون هذه المدينة، إلى كل ذرة وبقعة كانت لنا فيها لقاءات مسائية للسمر والفرح..
يوم ما حملنا أمنياتنا الوردية بأن تتبدل هذه الأوضاع القاسية إلى أوضاع تبعث السرور والبهجة في نفوس الناس ثم حملناها إلى سقوف أعلى لنعانق مدينة مزدهرة بالخدمات والمؤسسات والنظام والسكينة..
اعتذر من كل قلبي فأنتم شعب جميل ونظيف وعفيف ولطيف وتستحقون والله أفضل بكثير من مجرد حياة مختزلة في ظلام وجوع وغلاء وصراعات ومظاهر مسلحة ومتقاعدين كبيري السن يتساقطون على أبواب البريد..
أنا آسف حيال هذا التردي المعيشي الذي لم يسبق له مثيل قط..
لقد سطرنا آلاف الصفحات على صدر صاحبة الجلالة والمنتديات قلنا فيها أن المدينة وأهلها وحيدون وسط زحف هائل من الفوضى والمتربصين والحاقدين ودول خارجية ونخب جميعهم لا يولون أي أهمية لأهلنا في عدن..
أنا آسف أن الجميع لا يصغون ولا ينظرون إلا إلى مصالحهم..
اعتذر أن قصرت في شيء من أجل مصلحة أهلنا فقد عشنا طوال حياتنا نعشق مدينتا وأهلها.
لقد تبدلت أخلاق كثير من الرجال فصارت العطور الجميلة نتنة وروائح البؤس هي أجمل العطور..
أنا آسف أنهم ألبسوا عدن غير لباسها وعطروها بغير عطورها وقلبوا كل شيء.
هكذا هم المخربون لا يستفيقون إلا وقد صاروا خارج المشهد..
يا قلب إن شفت الزمان استفزك
اصبر ولا تزعل ترى الوقت دوار
خلك عزيز عز من هو يعزك
ولا تخاوي كل خائن وغدار
أصل المحبة والوفاء طبع الأخيار
أما السفالة والأكاذيب طبع الأشرار