أنهت مرشحة الرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس خطابها الانتخابي في ولاية بنسلفينيا في الساعة الثامنة من صباح يومنا هذا (5 نوفمبر 2024م) بتوقيت بلادنا، أي الساعة 12 منتصف الليل بتوقيت بنسلفينيا (وهذا يعني أن هناك ثمان ساعات تفصلنا عن بدء التصويت لانتخاب الرئيس (47) للولايات المتحدة الأمريكية).
في مكان آخر من نفس الولاية كان هناك خطاب ختامي للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، ومعروف أن ولاية بنسلفينيا (صاحبة الـ 19 صوتا في المجمع الانتخابي) هي من الولايات السبع المتأرجحة في التصويت بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
شهد عام 2024م انتخابات في (72) دولة من دول العالم بعضها دولا كبرى، لكنها لم تحظ بالاهتمام الذي تحظى به الانتخابات الأمريكية، لذلك لا ينكر علينا أحد عندما نقول إن الانتخابات الأمريكية تهم كل العالم وأن الرئيس الأميركي القادم لن يكون مجرد رئيس لأمريكا.
بغض النظر عن الوعود الانتخابية التي يطلقها كل من ترامب وهاريس للداخل الأمريكي، فإن هناك تباينا بينهما فيما يخص بؤر الصراع في العالم، فهناك تباين واضح في الموقف من الحرب الروسية الأوكرانية، وهناك تباين بين المرشحين فيما يخص أولوية أمريكا بين حماية أوروبا أو مواجهة والصين، وهناك تباين فيما يخص التعامل مع إيران بين الاحتواء باتفاقات أو بالعقوبات وكل طرف دولي يؤيد انتخاب رئيس أمريكي يناسب مصالحه.
لم نسمع عن تباين فيما يخص الصراع، المشتعل أو المؤهل للاشتعال، في منطقتنا العربية، ومع ذلك يقال إن كامالا هاريس تمثل الولاية الرابعة لباراك أوباما، صاحب الفوضى الخلاقة فيما أسموه، خداعا، الربيع العربى، أما دونالد ترامب فهو صاحب مقولة إن إسرائيل صغيرة ويجب أن تكبر، مع ما يستوجبه هذا التوسع من حروب، كما لم ير المراقب تباين فيما يخص التعامل مع أذرع إيران، وكل هذه الصراعات، المشتعلة أو القادمة ستكون داخل أسوارنا وحواليها.
مهما يقال عن ترامب وهاريس، فإنه لا يكشف طبيعة الخطط التي لا تترك شيئا (للصدفة) في مناطق المصالح، وأن حماية مصالحنا وأمننا، القومي والوطني، يقتضي الخروج من شرنقة الطبخات البينية ليرتقي إلى مستوى التحديات التي تنتظرنا وفي المقدمة نحن في الجنوب العربي، وقد ينظر لنا بأننا أقل من قدرتنا على حماية مصالحنا واحترام مصالح الآخرين بسبب هشاشة تماسكنا الداخلي، فهل نفعل شيئا قبل نقطة اللاعودة؟.