من يريد تحسين مستوى معيشته فعليه أن يخرج للمطالبة باستقلال الجنوب. إذ لا يوجد أي سبيل للضغط على السلطة إلا من خلال المطالبة باستقلال الجنوب. فإذا كانت الحكومة حريصة على الوحدة، فسوف تضطر للعمل على إصلاح الأوضاع المعيشية للناس. أما إذا لم تكن حريصة على الوحدة، فإن المظاهرات السلمية التي تطالبها بإصلاح الأوضاع المعيشية لن تجدي نفعًا ولن تلقى أي صدى من قبلها.
فالحكومة التي لا تهتم بالوحدة الوطنية التي تزعم في الظاهر إنها حريصة عليها، رغم ما يمثله هذا الأمر من أهمية وخطورة بالنسبة لها، لن تهتم بالمظاهرات السلمية التي تطالبها بمعالجة الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها الشعب؛ بل إن هذه الحكومة سبق وأن قامت بقمع المظاهرات الاحتجاجية التي خرجت ضدها لنفس الأسباب الاقتصادية والمعيشية والخدمية في مرات عديدة.
إن المطالبة باستقلال الجنوب تنطوي أيضًا على دعوة ضمنية لإصلاح الأوضاع المعيشية للشعب. وعليه، فإنه يتعين على الحكومة أن تختار بين إصلاح الأوضاع المعيشية للشعب الجنوبي أو تمنح الجنوبيين استقلالهم وتغادر من عدن وتسلم البلاد لأهلها.
إن الحكومة تعلم علم اليقين بأن دوافع مطالبة الجنوبيين بالاستقلال ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأوضاع المعيشية التي عانوا منها منذ تحقيق الوحدة.
وفي هذا الصدد يجب أن أوضح أن الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها الشعب الجنوبي تستهدف إذلال المواطن الجنوبي، من خلال إرغامه على الخروج في مظاهرات سلمية ضدها.
لأن خروج الشعب الجنوبي في مظاهرات سلمية لمطالبة الحكومة بتحسين الأوضاع المعيشية ومعالجة الأزمات الاقتصادية والخدمية التي تفتعلها له، يعني.
بالنسبة للحكومة أن الشعب قد تنازل عن قضيته وأهدافه الوطنية والسياسية المتمثلة في الاستقلال واستعادة دولة الجنوب، مقابل معالجة وتلبية مطالبه الاقتصادية والمعيشية التي خرج من أجلها.