الخميس, 05 ديسمبر 2024
2,026
كل شعب في العالم عندما يتحدث عن إنجازات بلاده من المستحيل عدم ذكر أهم منجز في تاريخه وهو يوم الاستقلال.
بالنسبة للجنوبيين لقد غيّر هذا الحدث (الاستقلال) إلى الأبد مسار تاريخ البلاد وساقها نحو الصراعات، ومنذ 30 من نوفمبر 1967 وحتى يومنا هذا والمحافظات الجنوبية بالذات مدينة (عدن) محلك سر، تداول حكمها وإدارتها مجاميع غالبيتها من طراز(طاهش) مناطقية، حزبية، قبلية غير من غير الكفاءات جرت البلاد من صراع إلى آخر ومن أزمة إلى حرب، لم تتفرغ بعد الاستقلال عن بريطانيا أبدًا للتنمية الشاملة بل ولم تحافظ حتى على ما ترك الاستعمار البريطاني من بنى تحتية، أما بعد الوحدة ذهبت تبحث عن الثراء في بلاط فخامته فسقطت هي والبلاد في يد الناهش الذي استمر في الحصار والدمار.
أكثرية القيادات الجديدة لا تدرك الفرق بين الشاصات والقات والزربيان وبين معنى السيادة والاستقلال، تتميز بشكل لا لبس فيه بشخصية المحتال التي تجمع بين الشخصية السيكوباتيتة المضادة للمجتمع والنرجسية الجاهلة بشكل مقرف، لأنها تتصور نفسها بأنها تملك قدرة عالية من الذكاء والعبقرية والقدرة على قيادة الآخرين والتأثير عليهم.
القيادات الحالية غالبيتها لا تعطي تقييمًا صادقًا ومبدئيًّا للأحداث التي لعبت دور الزناد في عملية تدمير البلاد بعد الاستقلال، وللأسف لا يمكن وقفها ولازال البعض منها يطل برأسه بنفس العقلية والمنهج السابق.
صديقي اليوم من خارج البلاد يسألنا عن أي استقلال يتحدثون؟ هل 30 من نوفمبر هو يوم استقلال بالفعل؟ عن من؟ عن بريطانيا التي طيلة فترة 129 عاما قامت بأنشاء الجسور ومباني مؤسسات الحكومية وأعطت المواطن الحق في بناء مساكن وعمارات في المعلا والتواهي، بريطانيا التي قامت بسفلتة شوارع عدن كاملة وإنارتها وجعلتها نظيفة تنافس شوارع أوروبا، بريطانيا التي شيدت مصافي ومطار عدن الذي كان مفتوحًا أمام طيران العالم والسواح وميناء كانت حركة التجارة والسفن لا تتوقف فيه واحتل بذلك المرتبة الثالثة عالميًّا، الاستعمار شيد مستشفى الجمهورية بمختلف التخصصات والخدمات والاستقلال حولها إلى زريبة.
صديقي يقترح بتغير التسمية من عيد الاستقلال إلى عيد الاستغلال لأن غالبية المواطنين يعملون دون رواتب ولا يستطيعون توفير لقمة عيشهم والبعض منهم يأكل من القمامة والفساد واضح ضحل ومخزٍ، والمعلم جائع وهذه بحد ذاتها أسباب تعني أننا لازلنا خارج مفهوم الاستقلال.
في عام 1962 تم تغير اسم اتحاد إمارات الجنوب العربي إلى «اتحاد الجنوب العربي» تحديدًا لدمج عدن في الاتحاد، واليوم الكثير من الناس فهمت لماذا قوبلت هذه الخطوة بمعارضة شديدة من القوى الوطنية مدعومة بمظاهرات عارمة من قبل سكان عدن كانت تستهدف منع أعضاء المجلس التشريعي من دخول المجلس للتصويت على هذا الاتحاد.