أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 02:45 م بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • الحنين والحب إلى مسقط الرأس.. مقارنة عدن ببورسعيد

    السفير د. محمد صالح الهلالي




    "أنّا موسكاتيللي مواطنة إيطالية مصرية المولد والتربية من مواليد بورسعيد عشت مع والدي في هذه المدينة الساحلية البطلة الكوزموبوليتانية الشبيهة بمدينة عدن التي احتوت كل الأجناس وعاشوا فيها بسلام وتعايش.

    أنّا أحبت بورسعيد ودرست وتربيت فيها وغادرتها أنا ووالداي المولودان أيضا في بورسعيد مجبرين ولم نكن نتوقع يوما ما مغادرة المدينة التي أحببناها.. أنا كاتبة ومدرسة في جامعة روما ومترجمة ممتازة للغة العربية في وزارة الداخلية الإيطالية، ورغم طول السنين مازال يأخذني الحنين وأنا أتحدث عن مسقط رأسي بورسعيد بشوق جارف وحب، وأطلع للعودة بعد تقاعدي للعيش في مدينتي التي أحبتها ونشأت فيها وكانت آخر زيارة لها في الثمانينيات".

    شارك والدها في دعم المقاومة بمدينته البطلة أثناء العدوان الثلاثي الغاشم على بورسعيد وتصوير آثار وجرائم ذلك العدوان الوحشي ونقله حينها للعالم كونه مصورا فوتوغرافيا محترفا وظل يتذكر مسقط رأسه بكل حب مثل كثيرين من أبناء عدن.. حينها دعموا ووقفوا مع مصر وبورسعيد ضد العدوان الثلاثي واشتهرت أماكن في كريتر بتسميات بورسعيد ومازال كثيرون ممن عاشوا وولدوا ودرسوا في عدن من مختلف الجنسيات يتذكرون عدن وحواريها بحب وحسرة أيضا وهم موزعون في مختلف بلدان العالم من كندا وأمريكا وبريطانيا وهولندا ومختلف البلدان الأوروبية والآسيوية الناهضة والمتطورة وكذا في دول الخليج العربي والسعودية الشقيقة التي عاشوا فيها وشاركوا في نهضتها وبنائها وتطورها ويتحسرون ويتألمون للحال الذي وصلت إليه مدينتهم الرائعة عدن كونها كانت معلما ومناراً للتجارة والحياه والسياحة ومركزا ماليا ونقطة انطلاق بمصافيها وبمطارها الدولي ومينائها تربط كل العالم والقارات وأصبحت معزولة تنعدم فيها الخدمات الأساسية وأهلها يعانون الأمرين جراء الفساد والفوضى والإهمال وعجز المسؤولين عن انتشالها من تخلفها ووضعها المزري.. فأين هي عدن وأين هي بورسعيد اليوم وغيرها مثل دبي وجدة وحتى جيبوتي؟ ولماذا عدن تئن وتنزف ولا تجد من يعالج ويضمد جراحها؟ والله المستعان ولله الأمر من قبل ومن بعد.

المزيد من مقالات (السفير د. محمد صالح الهلالي)

Phone:+967-02-255170

صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

Email: [email protected]

ابق على اتصال