أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 02:45 م بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • ​ماذا بعد سوريا؟

    علي سالم اليزيدي




    ​بين يوم وليلة كنا نتابع على شاشات التلفزيون مباشرة تلك الأرتال وهي تسقط صنعاء وكيف تلك المجاميع التي أغارت فجأة ولم يوقف أحد ذلك الزحف والعصابات المسلحة لا سفارة لدولة ولا مجلس الأمن ولا قبائل، الجميع كان متفرجا وهي تخطف وبعدها بدأنا مسلسل البكاء والتهدئة والبحث عن حلول، كان كل شيء مرا وبطعم العلقم وشرد السياسيين والمواطنين وتمزقت كل الأفكار المستقرة داخليا وخارجيا.

    ما حدث يشبه صورة طبق الأصل لما نراه في سوريا حين انطلقت الجماعات المسلحة والإرهابية ودخلت حلب وحماة ودعمت كل أعداء سوريا والدولة السورية، وهذا
    إن فوجئنا بما حدث، إلا أن مؤشرات النوايا الخبيثة نحو سوريا كانت تطبخ ويعد لها بعناية ودقة واهتمام استخباراتي وتآمري من عدة دول مجاورة وبعيدة وكل هذا كان لتدمير الدولة السورية واستقطاع الأراضي السورية وإخضاع بلد عربي لأطماع إسرائيل وفتح التدخل لاحتلال أراضي سورية جديدة تحت تسميات مناطق عازلة لحماية إسرائيل وجعلها تحت الوصاية.

    إلى ذلك، ستعم الفوضى والحرب كل سوريا، إذ إن هؤلاء الذين أغاروا وظهروا فجأة ليس حاملين المن والسلوى ولا من دعاة الديمقراطية وبناء المجتمع المثالي للمواطن السوري الذي يعيش مأساة حقيقة من التشرد والمنافي 7 والدمار بفعل ما عاش من حروب صنعت من قوى خارجية ودول نفطية وحشدت كل أشكال الإرهاب والتسلح والفوضى على أرض سوريا خلافا لما نادى به الشعب السوري الذي أرى شخصيا أن خروجه في مظاهرات ضد النظام منذ 2011م ومطالباته بالديمقراطية وتحسين الأوضاع المعيشية وفتح العمل للشباب ورفع القمع عن الحريات، كان مطلبا شرعيا تحتاجه سوريا وأهلها من دون حرب ولا أسلحة ولا دمار ولا خطف، إلا أن دخول المجاميع الإرهابية والأسلحة إلى مناطق سورية وتمدد هذا ليعزز بتدخل تركيا بوجود بقوات تركية مازالت، بل هي المحرك الأساسي إلى جانب إسرائيل، يفند كل ما قيل ويؤكد مزاعم السوريين بنوايا تركيا وإسرائيل ومن خلفهما أمريكا في تمزيق سوريا وضرب الدولة السورية بغض النظر عن رأينا في طبيعة النظام وما تلاحقه من انتقادات وغياب الإصلاحات التي تخدم تطوير المجتمع وتنقل المواطن السوري إلى حال أفضل مما هو عليه.. كل هذا كان من مساوئ النظام السوري وعلاته التي جعلت الهوة تتسع ما بين النظام والمواطن.

    ما يحدث في سوريا ليس نهاية الأمر ولا اختتام لمرحلة وبعدها يعم النعيم على سوريا.. ما حدث وبوجود هذه القوى الإرهابية وتصريحاتهم وملامح سياستهم ما هو إلا بداية لحرب وتمزق جديد لن ينتهي في يوم وليلة ولن يلبي حاجة الشعب السوري لا في العودة من التشرد ولا في الديمقراطية ولا في الاستقرار بقدر ما يلبي أمن إسرائيل أولا وأخيرا.

المزيد من مقالات (علي سالم اليزيدي)

Phone:+967-02-255170

صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

Email: [email protected]

ابق على اتصال