عدن تنتظر افتتاح أول مصنع لإنتاج الأسمنت

> عدن "الأيام" خاص:

>
بداية تشغيله بسعة 2500 طن يوميًا، وأكثر من 95 % من العمالة محلية
> يعمل بالمازوت ويتضمن نظم طاقة شمسية بطاقة 20 ميجا واستخدام فلاتر نظيفة
> معداته بمواصفات أوروبية عالية الجودة وطاقته الكهربائية تتميز بالسهولة والاستدامة

> في إطار عملية التوسع والنمو في الاستثمار في كافة المشروعات وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة، تأتي صناعة الأسمنت في مقدمة أهم الصناعات الإنتاجية التي تقود عملية البناء والتنمية، لكونه منتج استراتيجي وأساسي في بلد يشهد نموًا متزايدًا وإنشاء بنية تحتية لتواكب النمو وسيسهم في تلبية متطلبات حركة العمران، ويعد مشروع مصنع الأسمنت الواقع بمديرية البريقة شمال غرب العاصمة عدن التابع لشركة (دار اليمن المحدودة للأسمنت) والذي سيتم البدء بالعمل فيه في أكتوبر القادم بإذن الله من المشاريع التي من شأنها الدفع بعجلة التنمية على مستوى مدينة عدن والبلاد عامة.


وقد منحت المنطقة الحرة بعدن عقد تأجير لشركة دار اليمن المحدودة لصناعة الأسمنت، في يوليو 2014م بتوفير أرضية إنشاء مصنع لإنتاج الأسمنت على مساحة تقدر بـ (215) ألف متر مربع واقعة في المدينة الصناعية بالمنطقة الحرة قطاع (L) المخصص للصناعات الثقيلة بقيمة تقدر 35 مليون دولار أميركي.

ويعد أول مصنع من نوعه يتم إنشاءه في المنطقة الحرة بعدن ويصنف أنه الأول من نوعه من حيث تكامل عملية الإنتاج حيث تقدر طاقته الإنتاجية بنصف مليون طن سنويًا كبداية أولية من بدء تشغيله، ويعتبر مشروعًا استثماريًا ضخمًا يهدف إلى تأمين احتياج السوق اليمنية المتنامي من مادة الأسمنت وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة من خلال توفيره بجودة عالية وتوفير فرص عمل جديدة في سوق العمل.

وقود المصنع سيتم تشغيله على مرحلتين بـ (المازوت والطاقة الشمسية) وكليهما طاقة نظيفة إلى جانب استخدام مادة الديزل في عملية الإقلاع.


سيوفر المصنع عمالة لـ (300 شخص) من عمال ومهندسين وفنيين وموظفين إداريين، أي أكثر من 95% من عمالة المصنع محلية عدا قلة من الاستشاريين والخبراء الأجانب.

معظم معدات المصنع إيطالية الصنع وبموصفات أوروبية عالية الجودة بما في ذلك الفلاتر الداخلية مصاحبة للبيئة. ويندرج مصنع دار اليمن للأسمنت بتبني أساليب فريدة بدعمه للبيئة النظيفة في مختلف أجزاءه الداخلية سواءً في مرحلة الإنتاج أو الخزن، ويمر عبر نظام فلاتر ولا توجد بها عوادم، وتحتوي مداخنه على فلاتر خاصة تمنع تسرب الغازات العادمة للخارج وتقليل نسبة جزيئات المعادن المتطايرة في الهواء، وضبط الغبار المتطاير.

سينتج المصنع من الأسمنت مختلف الأصناف المتنوعة وبجميع أنواعه وفق مواصفات. وستقدر إنتاجه اليومي ما بين (1500 – 2000 طن / اليوم) أربعين ألف كيس كبداية أولى مع بدء التشغيل، وإنتاجيته القصوى (2500 طن / اليوم) في حين إنتاجيته السنوية بنصف مليون طن قابل للزيادة (الألف طن عبارة عن عشرين ألف كيس أسمنت). وسيستهدف لتغطية السوق المحلية في كافة أرجاء المحافظات اليمنية، وسيكون منافسًا للسوق وذو جودة عالية، وسعره مناسبًا.

المصنع تواجده خارج المناطق السكنية تحديدًا في نطاق المنطقة الصناعية التابعة للمنطقة الحرة والمخصصة للصناعات الثقيلة. وميزته أنه مصمم على سهولة اغلاقه بشكل كامل حفاظا على معداته.

الطاقة الكهربائية للمصنع سيحتاج لـ (7 ميجا من الطاقة) لكنها تمتلك احتياطي من الطاقة قرابة 20 ميجا، وتعمل على منظومتين قابل لتطويره مستقبلًا بحيث تبقى طاقته متواجدة، وطاقته الكهربائية تتميز بسهولة الاستخدام وتمر عبر فلاتر نظيفة تقوم بفلترة العوادم الخارجة إلى أكبر قدر ممكن بحيث تكون مصاحبة للبيئة النظيفة.

وكذا سهولة تحويلها لخيارات متعددة من الطاقة منها المازوت والغاز والديزل والفحم، لكن تم استبعاد الفحم وذلك حفاظا على البيئة.


بداخل المصنع (6) صوامع وحلزونات الأسمنت، منها (4 صوامع سائبة) و(2 صوامع مكيسة مربوطة مباشرة بماكينة التعبئة) مزودة بميزان يوزن المواد الخام الداخلة وميزان يوزن الأسمنت، كما أن المصنع مزود بمختبر بأفضل الأجهزة الحديثة لفحص جودة المنتج.

وفي المصنع مستودعات للمواد المخزنة للتصنيع، ومباني من الغرف العملاقة لحفظ المواد الداخلة في تصنيع الأسمنت، وعددها أربع غرف كبيرة الواحدة منها تتسع (250 طن)، إلى جانب امتلاكه خزانات تتسع لأربع مليون لتر مازوت.

وقياسًا على ذلك يبرز حديث الشيخ محمد علي حسين المنصب، رئيس مجلس إدارة شركة دار اليمن للأسمنت المحدودة عن جاهزية المصنع بقوله: "المصنع يضع لمساته الأخيرة لبدء تشغيله، ووصل جاهزيته إلى 95 % حيث سيتم افتتاحه في سبتمبر – أكتوبر القادمين. مشيرًا إلى أن 40 % من المواد الخام المستخدمة في صناعة الأسمنت متوفرة محليًا، فيما تستورد النسبة المتبقية من الخارج، والمصنع يعتبر هو الأول من نوعه يقام في عدن تحديدا بالمنطقة المخصصة للصناعات الثقيلة التابعة للمنطقة الحرة، تبلغ طاقته الإنتاجية نصف مليون طن سنويا، مزود بمحطة لتوليد الكهرباء بقدرة (20 ميجا) تعمل بالمازوت وبأنظمة الطاقة الشمسية النظيفة ويعتبر من المصانع الصديقة للبيئة ويحتوي على 20 فلاتر تمنع صعود الغبار إلى الهواء".

ولفت المنصب، إلى أن المصنع سيسهم بـ 95 من العمالة المحلية، مشيرا إلى أن المصنع سيوفر 300 فرصة عمل.

وعن أهمية إنشاء المصنع قال المدير التنفيذي لشركة دار اليمن للأسمنت، بأن "المصنع سيسهم في تعزيز الإنتاج المحلي من خلال توفير أسمنت ذو جودة وكفاءة عالية، والتي من شأنها المساهمة في تعزيز القاعدة الصناعية والتطور العمراني في البلاد، داعيًا إلى تكاثف المستثمرين لدعم الاقتصاد الوطني وبالنهوض الصناعي للبلد، ومشروعنا هذا بإذن الله سيعم الخير وسيعود الفائدة على الوطن، وبلدنا فيها خيرات للناس جميعا ويجب أن يأخذ المستثمر دوره في بلده وليس ببلد آخر، فبلده أحر به والذي سينفع به شعبه".


حول تجهيز المصنع وآلية عمل تشغيله وخطوات إنتاجه، يقول مدير المصنع المهندس أحمد مصطفى السيد: "تعتبر صناعة الأسمنت من الصناعات الاستراتيجية لأنها ترتبط مباشرة بأعمال الإنشاء والتعمير، وتعتمد على توفر المواد الخام، حيث تبدأ عملية الإنتاج داخل المصنع بمرحلة تجميع المواد الخام من المحاجر ونقلها إلى كسارتين لتقوم بتجريشها إلى أحجام مناسبة، وعادةً يتم صناعة الأسمنت بتفاعل المواد الداخلة بالتصنيع بعد طحنها بالنسب المحسوبة، بعدها يتم عملية الفرز والتي تعرف بعملية الفصل حيث تحدث استخراج الجزء الناعم من الجزء الخشن. الخليط الأساسي لصناعة الأسمنت يتكون غالبا من الطفل والحجر الجيري والذي يسخن بدرجة عالية، وتتم عملية خلط المواد من المادة الرئيسية تُعرف بـ (مادة الكلينكر) وهي المنتج الرئيسي لصناعة الأسمنت، والذي تأتي عن طريق حرق الحجر الجيري بدرجة حرارة (1800 درجة مئوية) بتفاعله مع مادة الطفلة حتى ينتج مادة (الكلينكر) ويحدث هذا بمقدار (90 – 95%) حتى نتحصل على جودة عالية وبمواصفات أوروبية".

ويضيف:"يلي ذلك المرحلة الأخيرة من مراحل تصنيع الأسمنت وفيها يتم طحن الكلينكر مع الجبس لإطالة زمن الشك للأسمنت من خلال (طاحونة واحدة) بإجمالي معدل طحن (75 طن بالساعة). ويتم تخزين المنتج النهائي (الأسمنت) في (ست صوامع) صومعتين خاصة بماكينة التعبئة الأكياس، وأربع صوامع خاصة بالأسمنت السائب بسعة تخزين إجمالية (سته ألف طن)".


وبحسب التفاصيل، فأن المصنع سيعمل على خط إنتاج واحد يقوم بتصنيع جميع أنواع ومواصفات الأسمنت الأسود العادي والمقاوم حسب طلب السوق المستهلك. وقدرته الإنتاجية نصف مليون طن سنويا، والمصنع مزود بأحدث طراز ماكينة ألماني من شركة "هافر بوكر- HAVER & BOECKER"، كما يشتمل المصنع على أجهزة التحكم والتشغيل للمصنع مربوطة مباشرة إلى المبنى الفني والإداري الخاص بالمصنع، كما أن الكسارتين ومواد المصنع أوروبية الصنع".


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى