قضية بعنوان (رياضة ما توديك بيت خالك ما هي رياضة)

> «الأيام الرياضي» وجيه القرشي :

> ليس بغريب على جمهور الحالمة الرياضي أن ينتقل بعد فريقه إلى حيث يرحل، مخاطراً في نفسه لجنون الطرقات الطويلة، بعد أن كانت الأسفار من مدينة إلى أخرى تسمى رحلات يجد المسافر من خلال عبوره بين تلك المناطق المتناثرة، التي تقع بين عواصم المحافظات،حلاوة الترحال ولهفة الاشتياق لكل ما يحيط بها من مناظر خلابة، إلاّ أن السفر حالياً عبر الطرقات الطويلة صار يشكل خطراً متواصلاً، يهدد حياة الكثير من المسافرين، بعد أن تعبدت الطرقات وتوسعت، ليجد السائق الطريق أمامه سهلة، ويعطي لقدمه حرية الضغط على البنزين إلى آخر درجة مسجلاً أعلى رقم بالسرعة فلا يستطيع بعد ذلك التحكم بمقود السيارة إذا ما حدث له أي مكروه.. وهذا ما يحدث فعلاً بكل الطرقات بعد أن تغلبت سرعة السائقين على عقولهم، وكل يوم نصدم بنبأ مفزع، وهذا ما يجعل الجمهور الرياضي يخاطر بحياته حباً لفريقه.. وخاصة جمهور تعز المتعطش لمشاهدة المباريات، بعد أن تعطلت ساحة ملعب الشهداء ليضطر فريق الصقر أن يقبل الأمر الواقع مسلماً نفسه لوعثاء السفر، واستمرار الترحال من تعز إلى ملعب معاوية في لحج، محققاًًًًًًًً أفضل النتائج، وهذا ما جعل الجمهور أكثر تشوقاً لمشاهدة الانتصارات التي ظل طويلاً يحلم بها، ونظراً لأن الرياضة تجري في عروقه مجرى الدم، ولعدم وجود مباريات محلية تشبع رغبته بعد نقلها إلى لحج، وجد نفسه متلهفاً ومضطراً للجري من بوفيّه إلى آخر بحثاً عن قناة فضائية تتكرم بنقل مباشر لأحداث مباراة هي في غاية الأهمية في نظره، وخاصة من لا يمتلك في منزله حقوق المشاهدة سوى لقناة تلفزيون عدن.

كما حدث أخيراً في مباراة برشلونة وريال مدريد، التي أحدثت ردود أفعال سلبية في أكثر من محافظة، فإذا كانت «دسوت وكراسي» مطعم الشيباني بزنجبار أبين، قد تعرضت للتكسر من جراء التشجيع، فإن بوفيه مروان الكوري بتعز، لم يحدث لها تكسير في الأواني، ولكن وجد أن المشجعين تقاطروا على البوفيه من شوارع وأزقة الحالمة لمتابعة مباراة برشلونة وريال مدريد، ضمن الدوري الأسباني، وعندما اكتظ الشارع بعشاق الكرة أمام البوفية، احتار مروان الكوري بين أمرين، كون قسم الشرطة المجاور للبوفية أجبره على الإغلاق لتفريق الجماهير المتعطشة لمشاهدة المباراة، بينما الجماهير ظلت تتدافع بقوة نحو باب البوفيه ليعمل مروان بالأمر (الشرطوي) وهو إغلاق باب البوفيه.

لكن الجماهير ظلت تحوم حول البوفيه باحثة عن بصيص من الأمل يحمل لها نبأ النتيجة، بينما مروان لم ينجح لا بهذه ولا بتلك، فلا أنه استطاع أن يفتح للرياضيين لمشاهدة المباراة، ولا أنه سلم من استجواب قسم الشرطة، الذي احتجزه حتى منتصف الليل على ذمة تجمهر الرياضيين أمام ملعبه الشخصي «البوفيه»، وكله في سبيل العشق للرياضة.. حتى قال أحد الخبثاء «رياضة ما تدخلك بيت خالك ما هي رياضة» وهكذا نجد التعطش الرياضي عند الجمهور، وخاصة بعد موضة التشفير العالمية، ازداد وأصبح قضية، وفعلاً ليلتها أمسى ريال مدريد يرقص فرحاً بفوزه الكبير وسط أسبانيا، بينما الشيباني أمسى يبكي «دسوته» المكسرة بأبين، ومروان الكوري يبكي حظه في قسم الشرطة بالحالمة.. وهكذا هو عشق «الطبّة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى