الصياد..وشجرة القات

> «الايام» منيرة هاني جرادة / عدن

> في يوم من الأيام والناس جميعاً قيام وقد أكلوا الطعام، أخذوا يتحدثون بانسجام عن أحوال بلادهم، وعن الفساد الذي أصابهم، وبعد انتهائهم اتجه الجميع إلى أعمالهم، وذهب الصياد إلى البحر، كما تعود منذ قديم الدهر، ورمى السنارة تحت أشعة الشمس الحارة وبعد قليل أحس بحركة فأخرجها بسرعة فإذا بها خالية وقد ظنها ممتلئة فحاول مرة ثانية فإذا بها خالية مثل المرة الأولى ورمى بها في المرة الثالثة وهو في استياء، وعندما أخرجها وجد حذاء، فزاده ذلك غضباً، ورمى به على الأرض سباً، وعندما بدأ حاله يسوء قرر اللجوء إلى رب العباد ،ليرزقه باصطياد، ورمى بها لآخر مرة، وقد أيقن الحقيقة المرة بأنه لا توجد هناك مسرة، فاهتزت السنارة اهتزازاً قوياً، فنظر إليها وفكر ملياً، وقرر أن يخرجها لعله يكون شيئاً طرياً، فأخرجها بشدة فإذا به مصباح، مغطى بالأملاح، فحمله بكلتا يديه ومسح عليه فإذا بالدخان يملأ المكان وخرج مارد كبير فقال له أنا في المصباح أسير، وقد حررتنا أيها الأمير، أطلب ما شئت، أحقق لك ما طلبت، فكر الصياد طويلاً وقدر شيئاً يفيد جميع الناس، وقال بعد طول سكات: أريد أن تجعل الناس يوقفون أكل القات، فقال المارد بعد إنصات: لماذا تريد إيقاف أكل القات. وهو عبارة عن نبات، يجعل الناس في سبات، ويبعد عنهم الهم والآهات، ويزيل عنهم الاكتئاب، ويجعل الوقت ينساب، ويهدئ الأعصاب، ويجعلك شديد الإحساس ويبعد عنك النعاس. فقال له الصياد متفاجئاً بما سمع من المارد الذي يبدو بأنه مقتنع: هل أنت معه أم ضده؟ ولماذا تقول هذا الكلام وتركز عليه باهتمام ؟ فقال المارد: لأنه لولا القات ما بقي المصباح معك وبات، فقد كنت أمضغ القات طوال هذه السنوات.. فما رأيك أن أحقق أمنية لك وأجعل مزرعة للقات ملكا لك؟

فقال الرجل، وقد بدأت الفكرة عقله تدخل: وما أفعل بها؟

فقال المارد: تكسب منها النقود، فيفتح أمامك الباب المسدود!

وقال الرجل: بشرط أن تكون كبيرة، وتكون بجانب بحيرة. فأعطاه المارد ما طلب، ثم ذهب.

وأنشد الرجل يقول: شجرة من القات خير لك من عمل سنوات فاستيقظ من السبات

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى