مخاوف من عمليات ارهابية من البحر في جنوب شرق اسيا

> افاتار «الأيام» عن رويترز :

>
 فرق الأمن البحري على آهبة الاستعداد للتصدي لأي هجمات إرهابية
فرق الأمن البحري على آهبة الاستعداد للتصدي لأي هجمات إرهابية
على متن السفينة التجارية ام.في يراقب لي خاي ليونج اللفتنانت كولونيل في بحرية سنغافورة مضيقي ملقة وسنغافورة من فوق جسر على حاوية روسية الصنع ويتحدث عن كابوس بحري.

ويقول لي وهو يشير إلى ممر مائي ضيق جنوبي سنغافرة يمر عبره ربع التجارة العالمية وكل واردات اليابان والصين تقريبا من النفط إن هجوما واحدا كبيرا هناك قد يضر الاقتصاد العالمي بشل واحد من أهم الممرات المائية في اسيا.

وقال لي وهو على متن السفينة التجارية ام.في افاتار التي تبلغ حمولتها 16 ألف طن والتي استأجرتها بحرية سنغافورة للتدريب "إذا اوقفت سفينة ضخمة نفسها هناك ستغلق المضيق بكامله. هناك بعض الاحتمالات المخيفة الأخرى. لكن هذا من أكبر مصادر القلق."

ويحذر محللون بحريون منذ فترة طويلة من مخاطر بعيدة المدى لمثل هذا الهجوم منها ارتفاع تكاليف الشحن بنسبة 500 بالمئة أو أكثر إذ تقوم الناقلات التي تحمل النفط لاسيا بدورة يبلغ طولها نحو الف كيلومتر عبر الارخبيل الاندونيسي.

ويفضل لي عدم مناقشة التهديدات للممرات المائية التي تمر عبرها نحو 55 ألف سفينة سنويا. وقال "نحن نتساءل عما إذا كنا بذلك نعطي افكارا لهؤلاء الناس."

لكن بحرية سنغافورة مستعدة للاسوأ بعد هجمات عنيفة ومعقدة قام بها قراصنة جاءت اساسا من اندونيسيا المسلمة المجاورة وأثارت المخاوف بين اجهزة الامن الاسيوية والغربية من هجوم ارهابي بحري.

وبعد فترة وجيزة من حديث لي تحركت افاتار متجاوزة أكبر ميناء في العالم للحاويات على الساحل الجنوبي الشرقي لسنغافورة لتصبح على مرمى البصر من مصافي النفط على الساحل الغربي قبل ان تبطيء محركاتها.

وبدأ لي التحضير لاستعراض وحدة جديدة من القوات الخاصة وخبراء الشرطة والهندسة بدأوا في مارس اذار الماضي في الصعود على السفن التي تعتبر الأكثر عرضة لخطر الهجمات.

والناقلات المحملة بالغاز الطبيعي المسال هي الأكثر عرضة للخطر مثل السفن التي تحمل شحنات ضخمة من المواد المتفجرة أو السامة أو الملوثة التي قد تحول ناقلة تجارية إلى قنبلة عائمة.

وفي حين يعطي لي الأوامر عبر جهاز لاسلكي اقترب زورق صغير تابع للشرطة من السفينة التي انزل طاقمها سلما خشبيا على أحد جوانبها. وتسلق جنود يرتدون سترات واقية من الرصاص ومسلحون ببنادق نصف آلية أو اسلحة نارية صغيرة الى سطح السفينة.

وانتشروا في السفينة وسط أقل من 12 صحفيا دعوا لحضور العرض وفحصوا غرفة المحرك وأمنوا الجسر الخاص بالربان. وسيبقون على متن السفينة لمدة نحو ساعة قد تزيد أو تقل حسب السفينة.

وقال لي "في الوقت الراهن ننبه السفن مقدما ونخبرهم بأننا قادمون.لكن في المستقبل لن يكون هناك تنبيه." ورفض الافصاح عن عدد المرات التي نشرت فيها فرق الأمن البحري المصاحبة للسفن هذا العام.

وأضاف "ما يمكنني قوله هو اننا لم نشهد أي وقائع حتى الآن."

وتبحث اندونيسيا وماليزيا اللتان تشتركان كذلك في مضيق ملقة السماح بالسلاح على السفن بعد عدة هجمات قراصنة هذا العام كشفت عن اتجاه اكثر جرأة وعنفا في القرصنة البحرية التي تشهدها منطقة جنوب شرق اسيا منذ قرون.

زورق يقوم بعملية استطلاع
زورق يقوم بعملية استطلاع
وسيجتمع وزراء خارجية اندونيسيا وسنغافورة وماليزيا في جزيرة باتام الاندونيسية الشهر المقبل لبحث السماح للسفن التجارية بالتسلح لكن سنغافورة وماليزيا هما الدولتان الوحيدتان اللتان تقدمان حراسة مسلحة للسفن العابرة لممراتها المائية.

وقال مايكل ريتشاردسون مؤلف كتاب (قنبلة موقوتة تهدد التجارة العالمية) عن مضيقي ملقة وسنغافورة "فيما يتعلق بالقطاع التابع لسنغافورة يمكنني القول انه يحظى بحراسة جيدة ومراقبة وهو آمن للغاية."

وأضاف ريتشاردسون الباحث في معهد دراسات جنوب شرق اسيا "المشكلة هي عندما تصل بالتحديد إلى القطاع الذي تسيطر عليه اندونيسيا سواء من مضيق سنغافورة أو مضيق ملقة."

وسجل المكتب البحري الدولي 37 هجوما في عام 2004 على سفن في مضيق ملقة والذي يأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد الهجمات بعد اندونيسيا التي تضم أكثر الشواطيء عرضة لهجمات القراصنة في العالم. ووقعت أغلب الهجمات على مضيق ملقة في المياه الماليزية او الاندونيسية.

وكان اختطاف قراصنة مسلحين لسفينة محملة بشحنة قصدير تبلغ قيمتها 4.6 مليون دولار الشهر الماضي قد ألقى الضوء على حالة انعدام القانون
التي يمكن أن يستغلها الارهابيون. وتعرضت السفينة للهجوم وهي في طريقها لسنغافورة.

ويقول محللون امنيون إن الهجمات تلقي الضوء على الحاجة لتدخل اكبر وربما دولي. لكن ماليزيا واندونيسيا اشارتا في الماضي لمخاوف تتعلق بالسيادة مشيرتين إلى أن هذه المياه اقليمية وليست دولية.

والمخاوف السائدة في أغلب الدول من ان الولايات المتحدة تسعى للقيام بدور الشرطي كانت من العوامل وراء تنسيق اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة لدوريات مشتركة العام الماضي.

لكن سنغافورة هي الأكثر قلقا إذ تعتمد بدرجة كبيرة على التجارة البحرية في اقتصادها الذي يبلغ حجمه 110 مليارات دولار وحذرت مرارا من صلات محتملة بين القراصنة والإرهابيين بعد ان كشفت مؤامرة عام 2001 دبرتها الجماعة الاسلامية لمهاجمة سفن البحرية الأمريكية في مياهها.

وقال لي "الامر يتطلب وقوع هجوم واحد فتهتز ثقة جميع الدول التي تستخدم مواني المنطقة ناهيك عن أثر ذلك على الاقتصاد."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى