عاصفة رملية تؤجل المحادثات بشان الدستور في العراق

> بغداد «الأيام» رويترز :

>
عاصفة رملية تؤجل المحادثات بشان الدستور في العراق
عاصفة رملية تؤجل المحادثات بشان الدستور في العراق
أضطرت عاصفة رملية الزعماء العراقيين امس الاثنين الى تأجيل محادثات تهدف الى تسوية الخلافات التي تعترض الانتهاء من صياغة الدستور قبل الموعد النهائي المحدد لذلك في 15 اغسطس اب الجاري.

وزاد استمرار الاضطرابات في مدينة السماوة الشيعية لليوم الثاني على التوالي من الضغوط التي تواجهها الحكومة.

وقال سكان ان المجلس المحلي للمدينة صوت بالموافقة على اقالة المحافظ استجابة لمطالب مئات المحتجين الذين خرجوا الى شوارع المدينة امس الاحد للشكوى من سوء الخدمات.

لكن نحو 200 مسلح ما زالوا يجوبون شوارع المدينة ويهاجمون الشرطة بالقذائف الصاروخية والبنادق الالية.

وكان مقررا ان يستضيف الرئيس العراقي جلال الطالباني محادثات امس الاثنين لليوم الثاني على التوالي مع زعماء عراقيين من مختلف الانتماءات العرقية والطائفية لمحاولة كسر الجمود بشان قضايا مثل الحكم الذاتي الاقليمي والسيطرة على عائدات النفط.

لكن مرتفعا جويا نادرا فوق الصحراء الغربية العراقية ادى الى هبوب رياح محملة بالرمال والاتربة على بغداد مما قلص مدى الرؤية الى 50 مترا او اقل في بعض المناطق وتسبب في خلو الطرق من حركة المرور.

وكان القلائل الذين تجرأوا على الخروج يضعون اقنعة واقية مما يرتديه عمال البناء او قطعة قماش صغيرة مبللة على انوفهم وافواههم. واكتظت اجنحة الطواريء في المستشفيات بمن يعانون من ضيق التنفس.

عاصفة رملية تشهدها العراق
عاصفة رملية تشهدها العراق
وذكر بيان للحكومة ان سوء الاحوال الجوية اضطر الطالباني الى تأجيل المحادثات الى اليوم الثلاثاء.

وتقول الحكومة الانتقالية التي يقودها الشيعة ورعاتها الامريكيون ان المضي قدما في العملية السياسية التي بدأت بالانتخابات في يناير كانون الثاني الماضي ستنزع فتيل العنف الذي يقوده العرب السنة الذين سيطروا على البلاد في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين.

وقال قاض يوم امس ان صدام سيمثل للمحاكمة خلال شهرين بتهم تتعلق بعملية قتل جماعية للشيعة عام 1982. وكان 150 رجلا من سكان قرية الدجيل قتلوا في اعقاب محاولة لاغتيال الرئيس العراقي السابق.

واعرب الطالباني عن تفاؤله بامكان التوصل الى اتفاق لكنه اعترف بان الامر ربما لن يكون سهلا. وقال امس الاحد "نحن مصممون على مواصلة الاجتماعات حتى يتم
حل كل الاشكالات."

وتعهدت الحكومة لدى توليها السلطة بتحقيق الاستقرار وبمستقبل افضل,لكن الفقراء خاصة الشيعة منهم الذين كانوا يتوقعون مستقبلا افضل في اعقاب سقوط حكم صدام القمعي ما زالوا يشكون من ارتفاع البطالة وضعف الخدمات وانتشار الجرائم.

وتفجر غضبهم امس الاول الاحد في السماوة حيث خرج مئات السكان الى الشوارع وتجمعوا امام مقر المحافظ وطالبوا باستقالته. وذكرت مصادر من مستشفيات ومن الشرطة ان قوات الامن فتحت النار في اتجاه المحتجين فقتلت احدهم واصابت نحو 40 اخرين بجروح.

وتبادل مسلحون ملثمون اطلاق الصواريخ والرصاص مع الشرطة امس الاثنين في انحاء السماوة وظلت معظم المتاجر في المدينة مغلقة. وقال محمد الغزاوي احد ممثلي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لرويترز إن الاحتجاجات ستستمر حتى استقالة كبير المسؤولين المحليين والى ان تتحسن الخدمات العامة في السماوة.

وكانت ميليشيا جيش المهدي التي تأتمر بأمر الصدر خاضت مواجهات مع القوات الامريكية والبريطانية العام الماضي. والصدر من الشخصيات المؤثرة في جنوب العراق حيث تتزايد الخصومات بين الشيعة قبل الانتخابات الجديدة المقرر اجراؤها في ديسمبر كانون الاول القادم اذا اقر الدستور.

رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري
رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري
وقال رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري لزعماء اقليميين امس الإثنين انه ينبغي التعامل مع الاحتجاجات باسلوب جديد ووصفها بانها حق طبيعي ووسيلة للتعبير عن الرأي وان المحتجين يحق لهم ان يعبروا عن رفضهم لمسؤولين معينين.

واضاف ان الاحتجاج حق جديد في العراق الجديد وينبغي الحفاظ عليه,ودعت الولايات المتحدة الزعماء العراقيين الى الاسراع بتسوية خلافاتهم.

ويؤكد الطالباني ان الولايات المتحدة لا تمارس اي ضغوط وهو يدرك ان كثيرين من العراقيين يعتقدون ان واشنطن لازالت تدير الامور في العراق بعد اكثر من عامين من غزوها البلاد.

وقال "لا توجد ضغوطات امريكية ابدا بل توجد مشاورات وهناك جهود امريكية من اجل تقريب وجهات النظر ومن اجل تمثيل كل اطياف الشعب العراقي."

وتأمل واشنطن أن يتمكن الزعماء من تشكيل جبهة موحدة تخمد التمرد الذي يقوده السنة حتى يتسنى إعادة الجزء الاكبر من قواتها البالغ عددها 140 الف جندي الى الوطن.

وقال الجنرال بيتر كوسجروف قائد قوات الدفاع الاسترالية السابق ان القوات الاجنبية "احدى النقاط المحورية التي تحفز الارهاب" وانها ينبغي ان تستعد للانسحاب من العراق بحلول نهاية العام للمساعدة في تهدئة الاوضاع.

ولمح الطالباني الى أنه لا توجد مشكلة بشأن مسألة الفيدرالية في الشمال حيث اقام رفاقه الاكراد دولة بحكم الامر الواقع في ظل الحماية العسكرية الامريكية منذ عام 1991. ولكنه اضاف ان الدعوة لنظام فيدرالي في الجنوب الشيعي حيث يوجد اكبر احتياطي نفطي في البلاد محل جدل.

ويعارض الاسلاميون الشيعة الذين يهيمنون على الحكومة الفكرة غير ان بعض الشيعة العلمانيين البارزين ومنهم احمد الجلبي نائب رئيس الوزراء والشخصية القوية في قطاع النفط يؤيدونها.

وقال انتفاض قنبر المتحدث باسم الجلبي انه يضغط للابقاء على مادة في قانون ادارة الدولة المؤقت الذي اقر العام الماضي تنص على انه يحق لاي ثلاث من محافظات العراق الثماني عشرة ان تتحد وتشكل منطقة اتحادية. واضاف انه قانون ولا يمكن التراجع عنه.

وتحدى مسؤولون بارزون من السنة تهديدات مسلحين إسلاميين بقتل اي سني يشارك في العملية السياسية وانضموا للجنة صياغة الدستور. ويشارك زعماء السنة في المحادثات التي يجريها الطالباني.

لكن بعض السنة تعهدوا بمواصلة القتال. وقال احد الاعضاء السابقين في حزب البعث في محافظة الانبار المضطربة بغرب العراق عرف نفسه بالاسم الشائع ابو جهاد "الدستور لا يمثل الشعب ويكتب في ظل الاحتلال. سيقسم البلاد ونحن نرفضه."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى