> انطلق حوالي خمسة آلاف طالب جامعي سوري امس السبت من جامعاتهم في منطقة المزة باتجاه ساحة الروضة في قلب العاصمة دمشق تعبيرا عن رفضهم لتقرير المحقق الدولي ديتلف ميليس في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري وللضغوط الاميركية والدولية المتصاعدة على سوريا.

وردد المتظاهرون شعارات مثل "الله يحمي الشعب السوري..رؤوسنا مرفوعة بك يا سيد الوطن ولن ننحني إلا لله,وعزفت الموسيقى النشيد السوري.

وقال خالد عاشور، 25 عاما، طالب جامعي، "إن تقرير ميليس باطل من الاساس من وجهة نظر القانون ولقد بني على باطل وعلى شهادة كاذبين,ولقد نقلت المسيرة بشكل حي على التلفزيون السوري.

من جهة أخرى تجمع أكثر من 200 طالب جامعي من كلية الاعلام امس السبت بالقرب من الخيمة التي نصبت في ساحة الروضة بدمشق قرب السفارة الاميركية منذ أكثر من أسبوعين والتي سميت "خيمة الوطن"، وذلك احتجاجا على ما سموه بالاعلام المأجور، موجهين تنديداتهم بشكل خاص لقناة العربية التي تتخذ من دبي مركزا لها.

ورفع المتظاهرون الاعلام السورية واللافتات المنددة بقناة العربية التي أظهرت كما قالوا مؤخرا مواقف منحازة للغرب ولبعض رموز المعارضة اللبنانية.

وكتب على إحدى اللافتات: "العربية، عين لا ترى الشمس"عاجل: العرب السوريون يطالبون قناة العربية بتغيير اسمها,"العربية هي سي إن إن أخرى." "سوريا لن تركع لاحد." "لن نقبل بتشويه الحقائق." "لا نريد أكاذيب جديدة." "العربية أين مصداقيتك,"العربية، نريد الحقيقة".

وهتف المعتصمون هتافات مؤيدة لسوريا في وجه الضغوط المتزايدة منها "الروح بالدم نفديك يا بشار." "الله، سوريا، بشار وبس."

وقالت المدرسة هانيا إبراهيم، 29 عاما، إنها تشارك بالاعتصام للتعبير عن رفضها لما تبثه قناة العربية "من تجني على سوريا،" مضيفة أنه يتوجب على هذه المحطة أن تعمل على إظهار الحقيقة وليس تشويه الحقائق.

من جهتها، قالت رهف مهنا، 21، طالبة في كلية الاعلام إن هناك بعض وسائل الاعلام "الناطقة بالعربية ولكنها ليست عربية، وتدعي أنها عربية ولكنها للاسف ناطقة بالعربية فقط وتمارس ضغوطا مع الامريكيين واليهود."

ودعت العربية ووسائل الاعلام الاخرى المشابهة "لان يكونوا واقعيين وألا يزيفوا الحقائق وأن يكونوا صادقين مع سوريا والغرب ومع أنفسهم."

وقال زاهر شعبان، 32، إن اعتصامه موجه ضد "ما نراه من إعلام سيئ ضد سوريا وتجنيه على الحقيقة وعلى سوريا،" مؤكدا أن معظم الاعلام العربي أصبح "مأجورا" للخارج.

ويشار إلى أن القرار الدولي 1636 الذي صدر في نهاية الشهر الماضي قد دعا سوريا للتعاون التام مع لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري..وفي حال ثبت عدم تعاونها، فإن مجلس الامن سيجتمع لاحقا لبحث إجراءات جديدة ضد سوريا ومن ضمنها فرض عقوبات اقتصادية.

ومن المقرر أن يقدم المحقق الدولي ديتلف ميليس تقريره إلى مجلس الامن الدولي في منتصف الشهر القادم وسط خلافات بين سوريا وميليس حول مكان استجواب الضباط الستة السوريين الذي ذكر تقرير ميليس أسماءهم على أنهم من المشتبه بهم في قضية اغتيال الحريري، حيث يصر ميليس على استجوابهم في مركزه في فندق المنتفردي في بيروت، الامر الذي رفضته سوريا واقترحت كبديل له مرتفعات الجولان السورية.

ولقد التقى المستشار القانوني في الخارجية السورية رياض الداوودي يوم أمس الاول مع ميليس في برشلونة لحل هذه القضية,ولم ترد أي معلومات عن نتائج اللقاء.