هل يستمر (المشترك) في طريق الثبات؟

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
سأبدأ من حيث انتهى مراسل الفضائية اليمنية (الهمزة) حينما اختتم تقريره الرسمي لفضائيته (المحايدة) بوصف الاجتماع الذي عقدته اللجنة العليا للانتخابات مع ممثلين لأحزاب المؤتمر الشعبي العام والبعث العربي الاشتراكي وما يسمونه (هم) المجلس الوطني للمعارضة، بأنه كان اجتماعاً تم في أجواء ديمقراطية!!.. فلا أدري أي أجواء ديمقراطية هذه التي يتحدث عنها الزميل، حينما يتحاور فيها الإنسان مع (نفسه)، ثم يقرر في حجرة اجتماعات مغلقة، لا يوجد فيها أحد إلا (نفسه) ماذا يأخذ وماذا يبقي وكيف يغالط الناخب اليمني بأنه أمين أرادته الحرة، التي - بموجب رأيه - لا يمكن أن تكون حرة إلا بحريته التي تمكنه (لوحده) تقرير ما يريده له ونيابة عنه!!.. اخترت هذه البداية، لنذكر ولنثبت حقيقة واحدة يعلمها الجميع، وهي أن هذه الأجواء الديمقراطية التي تحدث عنها المراسل وفي جزئية بسيطة منها، لم تسمح (لفضائيته) أن تنقل كلمة واحدة فقط، من موقف أحزاب اللقاء المشترك الذي عبرت عنه بوضوح في بلاغها الصحفي المحدد لموقفها النهائي من قضية اللجنة العليا للانتخابات وعملية تشكيل اللجان فيها.

إن عملية النقل المفصّل للمؤتمر الصحفي للجنة العليا للانتخابات في نشرة الأخبار، وعبر الفضائية اليمنية، يمنح شرط حيادية وسائل الإعلام الذي تحدثت عنه أحزاب اللقاء المشترك، في العملية الانتخابية قيمة حقيقية ودليلا ماديا على ذهاب كل (أدوات الإعلام) اليمنية العامة تجاه العمل بتفرغ تام ومهنية عالية، لصالح وفي خدمة الحزب الحاكم، وهو ما يتناقض بالمطلق مع ما يمكن أن نصفه بالأجواء الديمقراطية التي يتحدث عنها (الهمزة) بانتشاء كبير، بينما لا نشاهد في حقيقة الأمر سوى نقيضها تماماً.

وبالعودة لباقي التقرير الإخباري عن المؤتمر الصحفي للجنة العليا للانتخابات... نجد أنفسنا هذه المرة أمام مشهد جديد لم نتعود على مشاهدته كما كل مرة، وهو المشهد الذي ألفنا فيه وعبر الفضائية (المحايدة) مناظر (مملة) لأعضاء اللجنة، وهم يتبادلون الضحكات والبسمات فيما بينهم أثناء اجتماعاتهم الدورية الكثيرة. إذ شاهدناهم البارحة، في وضع مختلف تماماً لما تعودوا عليه وأدمنوه، حيث بدت نبرة الصوت مختلفة ومتأزمة، وكانت طرقات القلم على طاولة الاجتماع قوية ومنفعلة، ومتناغمة مع كل عبارة غاضبة يطلقها رئيس اللجنة خالد الشريف، يصف فيها معالم الطريق المسدود الذي قال إنه وصل إليه مع أحزاب اللقاء المشترك، التي لم تقبل - بطبيعة الحال - بـ (القسمة الضيزى) التي قررها الشريف وزملاؤه، بطريقة هندسية منصفة!! وعرفت بقسمة (المثلث المتساوي الأضلاع).

إن أعضاء اللجنة العليا للانتخابات، الذين أتفق مع المطلب الداعي لتغييرهم بالكامل، إذا ما أردنا أن نصاب بعدوى أول انتخابات عربية نزيهة، وهي الانتخابات الفلسطينية، يعلمون تماماً إمكانية ادعائهم تمثيل أي إرادة انتخابية في البلاد، إلا إرادة الناخب اليمني.

ويعلمون أيضاً أن هذا المثلث الذي سيمنحون أحد أضلاعه اللقاء المشترك كمكرمة وليس كحق، ستكون أضلاعه الباقية في جيب الحزب الحاكم، حينما سيتبرعون بالضلع الثالث الخاص بهم (بالمجان) لكل من قرر أن يعتلي صهوة الحصان، ومن هنا نقول إنه يحق ألف مرة لمن أراد لهذا الوطن أن يشهد انتخابات حرة ونزيهة المطالبة بتغيير هذه اللجنة برمتها.

وإذا كانت أحزاب اللقاء المشترك قد أثبتت صلابة غير معهودة في هذا الموقف، فإننا نحثهم على (الثبات) وعدم المساومة أو التساهل إزاء إرادة الناخب اليمني، ونحذرهم من مغبة الجري والهرولة تجاه (اجتماعات مقايل القات) التي غالباً ما تنجح في تليين المواقف وانتزاع التنازلات عبر صفقات سياسية تحط من قيمتهم ككيان سياسي معارض، وتجعلهم عرضة للسخرية من قبل الشارع اليمني العام والحزب الحاكم في وقت واحد، فعليهم أن يعلموا أن مرحلة (المساومات) قد انتهت، وأن الوضع في بلادنا لا يحتمل أي مناورات سياسية هزيلة.

[email protected].

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى