جهود الإغاثة من زلزال اندونيسيا تواجه بعض المشكلات

> يوجياكارتا «الأيام» أحمد سوكارسونو :

>
جهود الإغاثة من زلزال اندونيسيا تواجه بعض المشكلات
جهود الإغاثة من زلزال اندونيسيا تواجه بعض المشكلات
تسارعت خطى جهود الإغاثة الدولية أمس الثلاثاء للناجين من زلزال ضرب جزيرة جاوة الاندونيسية في مطلع الأسبوع وأسفر عن سقوط اكثر من خمسة آلاف قتيل مع اشتراك أكثر من عشر دول الآن في أعمال الإغاثة.

ووصلت طائرات تنقل إمدادات حيوية من الخارج إلى المنطقة المتضررة في حين أعيد فتح المطار بالعاصمة الملكية القديمة يوجياكارتا أمام الطيران التجاري بالرغم من تضرر صالة الركاب,غير إن مشكلات خطيرة ظلت قائمة.

ففي حين أن العبء الذي تمثله كثرة المصابين في المستشفيات تراجع في يوجياكارتا المدينة الرئيسية بالمنطقة المتضررة فإن الردهات لا تزال مكتظة بالمرضى وبعضهم يرقد على الأرض.

وقالت سوبارجيناه وهي تمسك برضيعتها التي تبلغ أربعة أسابيع ولم تطلق عليها اسما بعد أثناء انتظارها لفحص جروح طفلتها إن الأنقاض سقطت على ابنتها عندما انهار منزل الأسرة عندما وقع الزلزال الذي بلغت قوته 6.3 درجة فجر السبت الماضي,وقالت "أشعر بصدمة كبيرة. كنت خائفة عندما وقع الزلزال. انهار منزلي وتوفيت جارتي."

وكان الأطفال والمسنون الذين واجهوا مشقة في الفرار من المنازل عند انهيارها يمثلون النسبة الغالبة من القتلى والجرحى.

وبلغ العدد الرسمي للقتلى 5427 حتى صباح أمس طبقا لما أعلنته إدارة الشؤون الاجتماعية كما أن الزلزال تسبب في نزوح 130 ألفا والكثير منهم أصبحوا بلا مأوى ويعانون من نقض شديد في الغذاء.

ومن أمثلة الجهود الرامية لمواجهة الأزمة قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن طائرة تحمل فريقا طبيا صينيا من 40 فردا إلى جانب خمسة أطنان من الإمدادات الطبية وصلت أمس إلى سولو على بعد نحو 60 كيلومترا إلى الشمال من إقليم يوجياكارتا.

وتقول الحكومة وهيئات اإغاثة إن المأوى والمياه النظيفة هما أكبر أولوية في الوقت الراهن,وتعمل الأمم المتحدة على شحن مستشفيات ميدانية سعة كل منها مئة سرير وخيام وإمدادات طبية ومولدات هذا الأسبوع ويقول مسؤولون بالأمم المتحدة إن أكثر من 22 دولة استجابت لطلب اندونيسيا المساعدة بتقديم مواد الإغاثة أو الوعد بتقديم يد العون.

وكان مركز الزلزال الذي وقع في وقت مبكر يوم السبت قبالة ساحل البلاد المطل على المحيط الهندي قرب يوجياكارتا العاصمة الملكية السابقة في جاوة.

وفي وقت متأخر أمس الأول الإثنين تعهد الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو الذي نقل مكتبه مؤقتا إلى يوجياكارتا بأن كل الأموال المخصصة للإغاثة ستنفق على ضحايا الزلزال وقال إنه حذر مسؤولي الحكومة من الاستيلاء على المساعدات.

وقال للصحفيين في يوجياكارتا "طلبت من المسؤولين ضرورة الحفاظ على الشفافية والمحاسبة وقد تم تنفيذ هذا. لا تستولوا على دولار واحد."

وساءت سمعة اندونيسيا بسبب الفساد المستشري. وقد وضعت الحكومة أموال الإغاثة التي بلغت مئة مليار روبية (10.86 مليون دولار) جانبا من الآن وحتى أغسطس آب,وأضاف أن عاما من إعادة الإعمار والإصلاحات ستبدأ بعد أغسطس مما سيكلف الحكومة 1.1 تريليون روبية (107 ملايين دولار).

وقال يوسف كالا نائب الرئيس إن كل ناج سيحصل على 200 ألف روبية (21 دولارا) لشراء الملابس ومستلزمات المنزل في حين أن الأسر ستحصل على 12 كيلوجراما من الأرز,كما سيجري تعويض الناجين عن المنازل المتضررة,وتحول ما يصل إلى 35 ألف منزل ومبنى إلى أنقاض.

وأعيد فتح مطار المدينة أمام الطيران التجاري بالرغم من تضرره بشدة,وكانت صالة الركاب مسدودة بأجزاء كبيرة من الصفيح كما أن السقف انهار,واتسم المطار بهدوء نسبي.

وقالت وزيرة الصحة ستي فضيلة سوباري إن الفرق الطبية والأدوية ترسل إلى المناطق المتضررة لمنع انتشار أمراض مثل الحصبة والملاريا.

وكان زلزال السبت أحدث الكوارث التي تضرب أكبر دول العالم الإسلامي سكانا بعد التفجيرات التي ينفذها متشددون وانتشار انفلونزا الطيور والزلزال المدمر وماتبعه من امواج مد عاتية في ديسمبر كانون الأول عام 2004.

وقال خبير في البراكين إن الزلزال زاد من نشاط بركان بجبل ميرابي المجاور,وكان البركان يقذف بالفعل بالحمم والغازات الساخنة السامة من حين لآخر منذ أسابيع مما أثار مخاوف من ثورة وشيكة للبركان.

ولكن سوباندريو رئيس قسم ميرابي في مركز أبحاث الزلازل في يوجياكارتا قال أمس "نشاط البركان أمس أقل نسبيا مقارنة بأمس,أقصى مدى للرماد الساخن هو ثلاثة كيلومترات."ولكنه حذر من أنه لا يزال من غير المؤكد بعد مدى تأثير الزلزال على البركان.

ويوجياكارتا الواقعة على بعد 25 كيلومترا من الساحل مركز سياحي,وتنتشر بالمنطقة مواقع أثرية قديمة مثل بوروبودور اكبر أثر بوذي على وجه الأرض.

ونجا بوروبودور من الزلزال ولكن معبد برامبانان الهندوسي لحقت به بعض الأضرار,كما انهارت أجزاء من القصور الملكية في يوجياكارتا والتي تعود إلى قرون ماضية.

(شارك في التغطية ليوا باردوموان وميشيل نيكولز وهاري سوهارتونو وتومي سوتييبتو) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى