> هانوي «الأيام» جيم مانيون :

رئيس الوزراء الفيتنامي فان فان خاي يستقبل وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفلد
رئيس الوزراء الفيتنامي فان فان خاي يستقبل وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفلد
بدأ وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد أمس الإثنين في فيتنام زيارة تستمر ثلاثة ايام بهدف تعزيز التعاون العسكري مع هذه الدولة العدوة سابقا التي باتت شريكا اقتصاديا اساسيا للولايات المتحدة.

وشكر رئيس الوزراء الفيتنامي فان فان خاي رامسفلد على قبول دعوته لمناقشة "تعزيز التعاون بين وزارتي الدفاع اللتين تعملان من اجل السلام في المنطقة".

وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الاميركية انه في الايام المقبلة،يتوجه ضابطان فيتناميان الى تكساس لتحسين لغتهم الانكليزية في مدرسة اللغات في قاعدة تابعة للسلاح الجوي الاميركي.

واضاف ان "الخطوات المقبلة ستكون في المجال الطبي عبر تعاون عسكري طبي على مختلف الصعد".

ودونالد رامسفلد هو ثاني وزير دفاع اميركي يزور هذا البلد الشيوعي منذ سقوط نظام سايغون الموالي للولايات المتحدة في نيسان/ابريل 1975. وكان سلفه وليام كوهين قام بزيارة تاريخية لهذا البلد في العام 2000. وشدد خاي على ان المحادثات العسكرية تتماشى مع التطور الملحوظ للعلاقات بين البلدين.

وكانت فيتنام والولايات المتحدة وقعتا في 31 ايار/مايو عل اتفاق تجاري ثنائي يفتح الباب امام انضمام هانوي الى منظمة التجارة العالمية. وتامل فيتنام في الانضمام الى هذه المنظمة قبل ان تستقبل المشاركين في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-المحيط الهادىء (ابيك) في تشرين الثاني/نوفمبر التي سيحضرها الرئيس الاميركي جورج بوش.

واشاد رامسفلد الذي كان وصل مساء الاحد الى سنغافورة، بما سماه "التقدم الاقتصادي المذهل" لفيتنام "الذي حدث خلال احد عشر عاما فقط".

وتطرق الجانب الفيتنامي الى المسالة المتعلقة بالتعويض عن ضحايا المبيد الكيميائي الذي استخدم خلال حرب فيتنام (1964-1975). لكن الولايات المتحدة رفضت مرة جديدة الحديث عن ذلك، بحسب مسؤول في الوفد الاميركي طلب عدم الكشف عن اسمه.

وقال هذا المصدر على هامش المحادثات "ما يمكن القيام به هو تقديم المعلومات العلمية المتوفرة والارشيف الذي يمكن ان نحصل عليه (...) وتقديم نصائح حول طريقة معالجة المسالة".

والمسالة الحساسة الاخرى في اطار العلاقات الثنائية هي قضية 1380 عسكريا اميركيا لا يزالوا يعتبرون في عداد المفقودين خلال حرب فيتنام. وقال المسؤول الاميركي "لقد اكدوا انهم سيحاولون بذل مزيد" من الجهود.

وقبيل مغادرته سنغافورة مساء الاحد، شدد وزير الدفاع الاميركي على اهمية العلاقات العسكرية الناشئة مع الدولة الشيوعية بالنسبة للولايات المتحدة، لكنه نفى وجود اي مشاريع اميركية حول تموضع عسكري في البلاد.

وتواجه فيتنام معضلة استراتيجية متمثلة في تطوير روابطها مع الصين والولايات المتحدة في آن معا وهي تحرص على المحافظة على نوع من التوازن.

وفي حديث لوكالة فرانس برس، قال مسؤول يرافق رامسفلد طلب عدم الكشف عن اسمه ان "الصين تقع في جوار (الفيتناميين) تماما وهم يبدون حرصا شديدا في الحفاظ على علاقات جيدة معها".

واضاف "انهم يسعون الى التوازن بين علاقاتهم مع الصين ومعنا، وهذا جيد جدا. ان الطابع الذي يودون اعطاءه (للعلاقات) هو امر عائد لهم".

من جهتها، تسعى واشنطن الى تحسين امن المنطقة وتطوير علاقاتها مع الدول الآسيوية الصغيرة لاجراء توازن مع نفوذ الصين المتزايد.

ووقعت حرب بين الولايات المتحدة وفيتنام بين 1964 و1975 اسفرت عن مقتل اكثر من 58 الفا من الجانب الاميركي واكثر من ثلاثة ملايين من الجانب الفيتنامي,واقام نظام هانوي الشيوعي وواشنطن علاقات دبلوماسية مجددا عام 1995. (أ.ف.ب)