> لندن «الأيام» ديبورا هاينز :

رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مع نظيره الاسرائيلي ايهود اولمرت
رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مع نظيره الاسرائيلي ايهود اولمرت
حذر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس الإثنين اثر محادثاته مع نظيره الاسرائيلي ايهود اولمرت في لندن من "واقع مختلف" في الشرق الاوسط اذا لم يتمكن الفلسطينيون واسرائيل من التفاوض للتوصل الى اتفاق,وقال بلير ان الجميع يؤيدون التوصل الى تسوية عن طريق التفاوض.

وقال ان مثل هذه المحادثات لا يمكن ان تتم الا اذا اعترف الفلسطينيون بحق الدولة العبرية في الوجود وتخلوا عن العنف ووافقوا على الالتزام بخارطة الطريق الدولية للسلام.

ويامل اولمرت ان يحصل خلال زيارته لندن وباريس على الدعم لخطته لترسيم حدود اسرائيل بموافقة الفلسطينيين او بدونها.

ولم يرفض بلير قطعا خطة اولمرت التي لم تلق ترحيبا من قبل عدد من الزعماء في الشرق الاوسط.

وقال بلير "لا اريد ان اسبر اي طريق غير طريق التسوية التي يتم التوصل اليها عن طريق التفاوض، ولكن الحقيقة انه يجب الدفع بهذا الاتجاه عن طريق التفاوض والا فاننا سنصل الى طريق مسدود سترغب اسرائيل بالضرورة وبشكل واقعي في حله".

واضاف "نحن في المجتمع الدولي لدينا خيار. اما ان نبذل اقصى جهودنا لضمان ان تتحول التسوية التي تتم بالتفاوض الى حقيقة او اننا سنواجه واقعا مختلفا".

اما اولمرت، الذي يقوم باولة جولة اوروبية له منذ انتخابه في اذار/مارس الماضي، فقال انه "سيبذل كل جهد ممكن" للتفاوض مع الفلسطينيين، الا انه حذر من انه لن يتحدث من اي طرف يقر "الارهاب"كما اكد اولمرت على انه سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اسابيع.

وقال "نحن نفضل التوصل الى اتفاق عن طريق التفاوض. وسنفعل كل ما هو ممكن من اجل التوصل الى ذلك".

الا انه اكد على اهمية ان يلبي الفلسطينيين المبادئ الثلاث من اجل ان تجري مفاوضات,وحذر من انه "امر واحد لن يحدث: وهو الطريق المسدود".

واوضح "اما ان نتحرك في هذا الاتجاه ونبذل كل ما بوسعنا، او ستكون هناك حقيقة اخرى كما قال رئيس الوزراء بلير وهذه الحقيقة هي التحرك الى الامام من اجل تغيير الوضع القائم في الشرق الاوسط".

واشار الى ان اهدافه الاساسية هي فصل اسرائيل عن الفلسطينيين واقامة حدود امنة وحصول الجميع على الامن والامان وتمكين الفلسطينيين من تحقيق حلمهم باقامة دولة فلسطينية.

وبموجب خطة اولمرت فسيتم اجلاء نحو 70 الف مستوطن من اراضي الضفة الغربية وتشديد قبضة اسرائيل على الكتل السكانية التي يعيش فيها معظم المستوطنين اليهود في الضفة الغربية والبالغ عددهم نحو ربع مليون مستوطن.

ولم تلق خطة اولمرت ترحيبا من الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله اثناء لقاءه بهما الاسبوع الماضي، حيث حثا على عدم القيام باية خطوات احادية.

ووصف الرئيس الاميركي جورج بوش الخطة بانها جريئة الا انه ابلغ اولمرت ان عليه اولا استنفاد كافة الجهود للتوصل الى اتفاق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

من جهة ثانية اعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي عن "اسفه وحزنه" لمقتل ثمانية مدنيين فلسطينيين جراء قصف شاطئ في غزة الجمعة داعيا الى انتظار نتيجة التحقيق.

وشدد اولمرت على ان هذا النوع من القصف "لا يعبر عن سياسة حكومة اسرائيل".

وتابع انه ينبغي اذا "عدم الجزم بمسؤولية اسرائيل" عن القصف، "وخصوصا ان اكثر من 300 صاروخ اطلقت على جنوب اسرائيل" خلال الاسابيع الاخيرة.

كما هدد اولمرت ضمنا بقتل وزراء حماس وذلك في تصريح للصحافيين الذين رافقوه الى لندن أمس الإثنين.

وردا على سؤال حول الموضوع قال اولمرت "كل شخص ضالع في الارهاب لا يمكنه الحصول على اي حصانة"واضاف "اعتقد انه لن يكون من الذكاء اعطاء مزيد من التفاصيل".

وكان اولمرت رفض في مقابلة بثتها أمس الأول الاحد شبكة "سكاي نيوز" الرد مباشرة على سؤال لمعرفة ما اذا كانت سياسة الاغتيالات المحددة الاهداف تشمل قادة حماس.

لكنه اكد ان اسرائيل لن تمنح "اي حصانة لاي شخص ضالع مباشرة وبشكل ناشط في قتل ابرياء".

ويلتقي اولمرت غداً الاربعاء في باريس الرئيس الفرنسي جاك شيراك ليعرض عليه خطته لترسيم حدود اسرائيل. (أ.ف.ب)