الرياض تريد ان تحول دون ان تستخدم طهران دولا عربية لتحقيق مآربها الخاصة

> الرياض «الأيام» ليديا جورجي :

> يرى محللون ان السعودية التي حملت حزب الله الشيعي اللبناني المسؤولية عن العملية الاسرائيلية ضد لبنان، تخشى خصوصا من ان تتمكن ايران من استخدام دول عربية للوصول الى اهدافها، او من تغذية الخلافات المذهبية في المنطقة.

ودون تسميته مباشرة، اتهمت السعودية بشكل غير مباشر الاسبوع الماضي حزب الله المدعوم من دمشق وطهران، بانه قام "بمغامرات غير محسوبة" وانه مسؤول عن اقحام لبنان في نزاع عنيف مع اسرائيل عبر قيامه باسر جنديين اس رائيليين قال انه يريد مبادلتهما باسرى لبنانيين في السجون الاسرائيلية.

وقال المحلل السياسي السعودي قينان الغامدي لوكالة فرانس برس "ان قلق المملكة ليس من النفوذ الايراني بحد ذاته بل من ان توظف ايران بلدانا عربية مثل سوريا ولبنان والعراق لمصالحها السياسية".

واضاف "عندما تقع الكارثة في هذه البلدان، فان المملكة هي التي تتحمل التبعات مثلما حدث في لبنان في الماضي ويحدث الآن بعد تدمير لبنان".

وكانت السعودية رعت عام 1989 اتفاق الطائف الذي وضع حدا لخمسة عشرة عاما من الحرب الاهلية في لبنان، كما ساهمت ماديا في اعادة اعمار لبنان. ومنحت الرياض قبل يومين للبنان مبلغ 50 مليون دولار ك"اغاثة عاجلة".

كما اكد الغامدي ان السعودية ستساعد سوريا بنفس الطريقة اذا ما تعرضت لهجوم.

من جهته، قال عضو في مجلس الشورى السعودي فضل عدم الكشف عن اسمه انه لا يمكن للسعودية ان تبقى مكتوفة الايدي ولبنان يتحول الى ساحة "لتصفية حسابات او خوض حرب بالنيابة" في اشارة الى الازمة بين ايران وسوريا من جهة، واسرائيل والولايات المتحدة من جهة اخرى.

واعتبر عضو مجلس الشورى ان "الجهود الطائلة التي بذلتها السهودية وكذلك السعوديون انفسهم لاعادة بناء لبنان واعادة الاستقرار والسلم المدني اليه معرضة للضياع من جراء الاعتداء الاسرائيلي على لبنان، وايضا بسبب عمل لم يكن للحكومة اللبنانية او الدول العربية اي كلمة فيه" في اشارة الى عملية خطف الجنديين الاسرائيليين.

واضاف "لبنان تحول الى مسرح لتخفيف الضغوط الغربية على ايران حول برنامجها النووي وعلى سوريا في ما يتعلق بالاعتراف بسيادة لبنان والامتناع عن التدخل في شؤونه".

وفي بيان نشر أمس الأول الإثنين، اعلن مجلس الوزراء السعودي ان الرياض تقوم باتصالات لوقف "الحرب المسعورة" على لبنان.

كما انتقدت الرياض ضمنا الولايات المتحدة لاعاقتها جهود الامم المتحدة الرامية الى ايجاد حل للازمة واتهمتها بانها تدفع ببعض الاطراف اللبنانية والفلسطينية الى التطرف.

واستقبل العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز السبت الماضي في جدة كبير المفاوضين الايرانيين في ملف طهران النووي علي لاريجاني الذي سلمه رسالة من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، الا ان شيئا لم يرشح عن هذا اللقاء او عن مضمون الرسالة.

وتاتي اتهامات الرياض لحزب الله بقيامه ب"مغامرة"، والتي لقيت دعما من كل من مصر والاردن، بعد اشهر من اتهام الرياض لايران بالتدخل في الشؤون العراقية.

وتعبر تلك الاتهامات عن مخاوف الرياض من النفوذ المتزايد للجمهورية الاسلامية في العراق الغارق في الفوضى وعدم الاستقرار الامني,الا ان الغامدي اكد ان كون ايران دولة شيعية ليس بحد ذاته ما يقلق السعودية.

وقال في هذا السياق ان السعودية "تقلق اذا اثيرت النعرات الطائفية، والمملكة تنظر الى العراق كوحدة واحدة ولا مانع لديها ان يقوى العنصر الشيعي على اساس تفاهم مع بقية الاطراف".

الا ان الغامدي ابدى قلقه ازاء تحول القتال في العراق "الى حرب طائفية" بين السنة والشيعة واعتبر ان من شان ذلك ان "يضر بالمملكة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا" خاصة مع وجود عدد كبير من الشيعة في المملكة.

اما عضو مجلس الشورى فاعتبر ان النفوذ الايراني المتصاعد في العراق تسبب بنزاع طائفي في هذا البلد وان الرياض بالتالي لا ترغب في ان يتكرر هذا السيناريو في لبنان. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى