كوبا تعزز وسائلها الدفاعية وضغوط على راوول كاسترو ليزيل المخاوف من فراغ سياسي

> هافانا «الأيام» باتريك ليسكو :

>
راوول كاسترو
راوول كاسترو
تعمل كوبا على تعزيز دفاعاتها وتضاعف التصريحات العنيفة في مواجهة "عدوان عسكري" اميركي مفترض بينما يتعرض راوول كاسترو لغضوط متزايدة لتبديد المخاوف من حدوث فراغ سياسي.

وخرجت واشنطن أمس الأول الخميس عن التحفظ الذي تلتزمه منذ اعلان الاثنين عن قيام الزعيم الكوبي فيدل كاسترو بنقل مسؤولياته الرئيسية الى شقيقه الاصغر راوول كاسترو، اثر خضوعه لعملية جراحية في الامعاء.

وفي اول موقف يعبر عنه شخصيا حيال الوضع في كوبا، دعا الرئيس الاميركي جورج بوش الكوبيين الى "العمل من اجل التغيير الديموقراطي في الجزيرة"، مؤكدا دعم الولايات المتحدة لهم.

وقال "سندعمكم في جهودكم لبناء حكومة انتقالية تعمل من اجل الديموقراطية وسنسجل اسماء اولئك الذين يعرقلون في النظام الحالي رغبتكم في اقامة كوبا حرة"واضاف ان واشنطن "تأمل منذ زمن طويل بان تكون كوبا حرة ومستقلة وديموقراطية وصديقة وجارة قريبة لها".

وكانت وزارة الخارجية الاميركية اعلنت قبل ذلك ان "فرض راوول كاسترو (على رأس الدولة) ينكر على الشعب الكوبي حقه في انتخاب حكومته بحرية".

من جهتهم، قدم اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي مشروع قانون يحمل اسم "قانون المرحلة الانتقالية في كوبا" لدعم المعارضة الكوبية. وقال السناتور بيل نلسون احد الذين عملوا على النص ان "هذا الاسبوع فرصة انتظرناها عقودا".

واضاف "حان الوقت الآن لتقدم الولايات المتحدة دعما ماليا للمنشقين وقد تتمكن بذلك من البدء في التأثير فورا على ما يجري في الجزيرة"، معتبرا "ستكون هناك مرحلة انتقالية لكننا لا نعرف متى سيتم الانتقال الى حكومة ديموقراطية".

ويتولى وزير الدفاع راوول كاسترو حاليا مهام رئيس الدولة ورئيس الحكومة وقائد الجيش والامين العام للحزب الشيوعي الكوبي.

الا انه لم يظهر علنا اي مرة حتى الآن ولم يدل باي تتصريح منذ الاعلان الاثنين الماضي عن العملية الجراحية التي خضع لها اخوه.

وعنونت صحيفة "غرانما" الناطقة باسم الحزب الشيوعي الكوبي "قواتنا القتالية مستعدة للدفاع عنا"، تحت صورة عمال في مصنع للاسلحة في هافانا.

وكتبت الصحيفة ان "الوطن سيدافع عن نفسه اذا وقع عدوان عسكري"، مؤكدة ان العمال "عبروا عن تمنياتهم بالشفاء العاجل لفيدل كاسترو ودعمهم لراول ولقيادة حزبنا".

من جهته، دعا المنسق الوطني للجان الدفاع عن الثورة اقوى منظمة "جماهيرية" في البلاد، اعضاء اللجان الى "تكثيف عمليات الحراسة على اماكن العمل وفي المزارع الجماعية والتعاونيات".

ودعت المؤسسة الكوبية الاميركية اكبر منظمة للاجئين الكوبيين في الولايات المتحدة وتتمتع بنفوذ كبير، ليل أمس الأول الخميس الى "انتفاضة عسكرية او مدنية" في كوبا لاسقاط النظام.

وقال رئيس اللجان خورغي ماس سانتوس ان هناك "فرصة اليوم للرجال والنساء الشجعان الذين يريدون ان تتبع كوبا طريقا آخر".

وفي كوبا بث التلفزيون الرسمي ليل أمس الأول الخميس برنامجا خاصا عن "ذئاب اليمين المتطرف الاميركي ومافيا ميامي".

ومنذ البيان الرسمي الذي تم بثه مساء الثلاثاء حول وضعه الصحي، لم يصدر اي اعلان عن فيدل كاسترو. لكن شقيقته الصغرى خوانيتا التي تقيم في المنفى في ميامي منذ 1964 قالت انه لم يعد في غرفة العناية المركزة بعد العملية التي جرت بسبب نزيف في الامعاء وقالت "انه يراقب ما يحدث".

ويعزز صمت راوول كاسترو الذي يعيش في ظل اخيه، التكهنات حول توجهات كوبا المقبلة.

جانب من الاستعراض الكوبي للوسائل الدفاعية
جانب من الاستعراض الكوبي للوسائل الدفاعية
وقال ناشط في الحزب الشيوعي الكوبي يبلغ من العمر ستين عاما "اذا كانت اللجنة المركزية متحدة لن يكون هناك مشكلة. لكن يجب ان يكون راوول تحت سلطتها لانه رجل قاس ومندفع".

ونقلت "غرانما" في عنوانها الرئيسي تصريحا لراوول كاسترو يرد على تساؤلات الكوبيين "اكرر ما قلته مرارا. ليس هناك سوى قائد واحد للثورة الكوبية والحزب الشيوعي وحده (...) جدير بان يرث" الثقة التي يتمتع بها.

كما نقلت وسائل الاعلام الكوبية مذكرة وقعها "العاملون" في "راديو ريبيلدي" الاذاعة "التاريخية" للنظام، يؤكدون لفيدل كاستر "دعمهم الحازم لاعلانه" نقل مسؤولياته الى راوول كاسترو.

واضافوا ان الاذاعة ستبقى "المدفعية الثقيلة في المعركة" وصحافييها سيقدمون "حتى آخر قطرة من دمهم" للدفاع عن الثورة.

وتدفقت رسائل الدعم الى كوبا، وآخرها رسالة من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل الذي تحالف نظامه مع هافانا. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى