> واشنطن «الأيام» ديفيد ميليكين :

اعلنت مسؤولة اميركية ان الرئيس جورج بوش قرر أمس الأول الخميس ارسال مبعوثة الى السودان لاقناع حكومة الخرطوم بقبول نشر قوة سلام تابعة للامم المتحدة في دارفور لانهاء "الابادة الجماعية" التي تجري في هذا الاقليم.

وقالت جينداي فريجر مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الافريقية التي توجهت أمس الجمعة الى السودان حاملة رسالة من بوش الى الرئيس السوداني عمر حسن البشير يشدد فيها على ضرورة وقف العنف في دارفور بصورة عاجلة.

واكدت فريجر في مؤتمر صحافي في وزارة الخارجية اعلنت فيه عن مهمتها "علينا وضع حد لعملية الابادة وحماية سكان دارفور". واضافت ان "وقف الابادة الجماعية هو احد اولويات ادارة بوش حاليا".

ورفض البشير عدة مرات الدعوات الاميركية الى نشر قوة لحفظ السلام يمكن ان تحل محل الجنود التابعين للاتحاد الافريقي والذين فشلوا في احلال السلام في المنطقة، متهما الولايات المتحدة والقوى الغربية الاخرى باطماع استعمارية في بلاده.

كما رفض حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان أمس الأول الخميس مشروع قرار اميركيا بريطانيا ينص على نقل مهمة الاتحاد الافريقي في دارفور الى الامم المتحدة، مطروحا حاليا في مجلس الامن الدولي، معتبرا انه يهدف الى فرض وصاية على السودان.

واقترحت الخرطوم بدلا من قوة الامم المتحدة، نشر عشرة آلاف من جنودها. لكن فريجر قالت ان وحدها قوات تابعة للمنظمة الدولية تتسم "بالصلابة" ستكون شرعية للعمل بفاعلية في دارفور.

وباستثناء مهمتها في السودان، لم تذكر المسؤولة الاميركية اي تحركات جديدة يمكن ان تتخذها واشنطن لانهاء الازمة في دارفور.

وحذرت فريجر من ان موجة جديدة من اعمال العنف تبدو وشيكة رغم اتفاق السلام اذلي وقع في ايار/مايو الماضي بين السلطة المركزية وجزء من المتمردين.

وقالت ان "دارفور على وشك الدخول في دوامة خطيرة من اعمال العنف. فالاطراف يتسلحون ويتخذون مواقع جديدة لهم لاستئناف المعارك".

وقتل تسعة من العاملين في القطاع الانساني وجنديان تابعان للاتحاد الافريقي في الاسابيع الاخيرة. وقالت فريجر ان المنظمات الانسانية تنوي الانسحاب من هذه المنطقة.

وناقش مجلس الامن في جلسة مغلقة أمس الأول الخميس مشروع قرار اميركي بريطاني ينص على نقل مهمة الاتحاد الافريقي في دارفور الى الامم المتحدة.

وقد بحث المجلس في رسالة وجهها الرئيس بشير وتعرض خطة لتسوية المشكلة في دارفور، تتضمن نشر 10 الاف و500 جندي سوداني قبل مطلع كانون الثاني/يناير لاحلال الامن في الاقليم.

ودعا البشير في رسالته مجلس الامن الى ان "يتحلى بالصبر والا يتسرع في تبني قرار جديد ويمكن الحكومة السودانية من ايجاد حل للوضع".

كما طلب البشير من المجلس "تقديم الدعم الى قوات الاتحاد الافريقي"، موضحا ان "تأثير نقل مهمة الاتحاد الافريقي الى الامم المتحدة في هذه المرحلة فيما بدأ تطبيق برنامج من اجل السلام في دارفور، سيؤدي الى بث مزيد من الغموض وسيسفر بالتأكيد عن اعمال عنف ومواجهات لا يمكن ضبطها بين جميع الاطراف في دارفور بما في ذلك قوات الامم المتحدة".

ويرمي مشروع القرار الاميركي البريطاني الى نشر 17 الف جندي من قوات الامم المتحدة في الاقليم حيث تبين ان الاتحاد الافريقي عاجز بسبب النقص في التمويل والمعدات عن حماية المدنيين الذين يتعرضون للقتل والاغتصاب والتهجير القسري منذ اكثر من ثلاث سنوات,وتحدثت فريجر عن زيادة في جرائم اغتصاب النساء في مخيمات اللاجئين.

وقالت ان "الولايات المتحدة ترى اننا بحاجة الى التحرك معا (في الامم المتحدة) لاقناع حكومة السودان بان نشر هذه القوة سيكون في مصلحتها".

واوضحت ان قوات الامم المتحدة يمكن ان تضم بعض عناصر قوة الاتحاد الافريقي وجنودا من دول افريقية واسلامية، مشيرة الى ان قوات عديدها 5200 جندي يمكن ان تكون جاهزة في الاول من تشرين الاول/اكتوبر على ابعد حد.

واضافت ان المشروع الاميركي البريطاني يواجه مقاومة في مجلس الامن الدولي بسبب رفض الخرطوم ولان مسؤولي الامم المتحدة قالوا انهم لا يستطيعون نشر قوات في دارفور قبل كانون الثاني/يناير المقبل.

وقالت فريجر "لا يمكننا ان نبقى رهائن رفض الحكومة السودانية لنشر قوات لحفظ السلام تابعة للامم المتحدة". (أ.ف.ب)