> طهران «الأيام» باريسا حافظي :
الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يتسقبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي
وقال مساعدون للمالكي انه سيطلب من الزعماء الشيعة في إيران عدم التدخل في الشؤون العراقية وهي رسالة من المرجح أن ترضي واشنطن التي تتهم إيران بدعم مقاتلين يحاربون القوات الأمريكية في العراق.
غير أن المالكي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لم يتحدثا عن تفاصيل تذكر عن المحادثات التي اجريت بينهما أمس بخلاف القول إن البلدين اللذين خاضا حربا دموية في الثمانينيات اتفقا على التعاون في المجال السياسي والاقتصادي والأمني.
وقال احمدي نجاد في مؤتمر صحفي مشترك بعد الاجتماع "سنقدم المساعدة الكاملة للحكومة العراقية لتحقيق الأمن في (العراق),إن تعزيز الأمن في العراق يعني تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة."
وقال المالكي عبر مترجم للغة الفارسية إن هذه الزيارة ستكون مفيدة للتعاون بين إيران والعراق في كل المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية,ووقع الجانبان اتفاقا يشمل تلك المجالات.
وقبيل بدء الزيارة التي تستغرق يومين قال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية لرويترز إن المالكي سيوصل رسالة واضحة وهي أن إيران يجب ألا تتدخل في العراق ولكنه لم يصل إلى حد التأييد الصريح للاتهامات الأمريكية بأن إيران "تتدخل" في العراق.
وقال الدباغ "نريد نقل رسالة إلى الزعماء الايرانيين بأن العراق يحتاج إلى علاقات جيدة مع الدول المجاورة دون تدخل في شؤوننا الداخلية."
وسيلتقي المالكي بالزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي والرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني اليوم الأربعاء.
وقال مسؤول عراقي إن المالكي ربما يقابل أيضا علي لاريجاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وفي الوقت الذي تشجع فيه الولايات المتحدة رسميا علاقات العراق الجديدة الدافئة مع إيران تشعر واشنطن بالقلق بخصوص النفوذ الإيراني على الزعماء الشيعة بالعراق الذين وصلوا إلى السلطة في انتخابات أعقبت إطاحة الولايات المتحدة بصدام حسين.
وتعهد المالكي منذ تشكيله حكومة وحدة وطنية قبل نحو أربعة اشهر بكبح جماح الفصائل الشيعية المسلحة التي تقيم بعضها علاقات مع حركات في إيران في إطار جهود لتجنب حرب أهلية بين السنة والشيعة.
وفي أحدث أعمال العنف قالت الشرطة ومصدر بوزارة الداخلية إن سيارة ملغومة استهدفت قافلة عسكرية أمريكية مارة في غرب بغداد تسببت في مقتل ستة مدنيين وإصابة أكثر من عشرة.
وقال التلفزيون الحكومي العراقي إن مسلحين هاجموا مسجدا للشيعة الليلة الماضية في بلدة قرب مدينة بعقوبة المضطربة مما أسفر عن مقتل سبعة.
وفي كربلاء قالت الشرطة ان مسلحين قتلوا بالرصاص ضابطا سابقا أثناء وجوده رهن الاعتقال لدى الشرطة وكان ينقل من السجن للمحكمة كي يحاكم في جرائم ارتكبت في عهد صدام حسين اثناء قمع الشيعة في عام 1991 .
وخاض العراق خلال حكم صدام حسين حربا دموية ضد إيران استمرت ثماني سنوات خلال الثمانينيات.
ومثل صدام الذي يحاكم بتهمة الإبادة الجماعية ومعه ستة متهمين آخرون أمام المحكمة في بغداد أمس حيث قال شاهد كردي خلال الجلسة إنه عثر على رفات أمه وأختيه في مقبرة جماعية تبعد أكثر من 200 كيلومتر عن قريته التي قال إن قوات صدام سوتها بالأرض.
وأنصت صدام إلى الشاهد غير أنه انفجر غاضبا عندما وصف محام مدني أعضاء ميليشيا البشمركة بأنهم مقاتلون أحرار حاربوا استبداده.
وقبل أن يغلق القاضي الميكروفون الذي يتحدث به صدام صاح الرئيس العراقي المخلوع وقال "انتم خونة لايران والصهيونية.. وسنسحق راسكم وراس كل من يكون عميلا صهيونيا وعميلا لايران."
ويقول مسؤولون أمريكيون وبريطانيون إن شحنات ناسفة قوية استخدمت ضد قواتهما خلال العام الماضي قدمت من إيران وأن ذلك ليس بموافقة الحكومة بالضرورة.
وبعض القيادات في ايران قريبة من رجال مثل الزعيم الشاب مقتدى الصدر الذي ينظر إلى ميليشيا جيش المهدي التي يقودها على أنها مناهضة لقوات الاحتلال.
وقال الدباغ الذي اعتبر أن خامنئي يلعب دورا رئيسيا في العلاقات مع العراق إن الامن سيكون على رأس الموضوعات التي سيبحثها رئيس الوزراء العراقي.
وأضاف "ندرك أن العنف في العراق يغذيه ويموله اخرون. بعضهم دول وبعضهم جماعات.. نتطلع إلى الدول المجاورة للمشاركة في منع وصول مثل هذه الاشياء الى العراق."
وتأتي زيارة المالكي التي كانت مقررة أمس الأول الإثنين في أعقاب زيارات له لدول عربية يهيمن عليها السنة الذين ينظرون بريبة للسلطة الجديدة للأغلبية الشيعية في العراق ولعلاقاتها بإيران.
ويقول بعض المحللين إنه في حال تحول الصراع الطائفي بالعراق إلى حرب أهلية شاملة فإن قوى إقليمية أخرى ستنخرط بها بحيث تدعم إيران الشيعة بينما تدعم دول أخرى مثل السعودية ودول الخليج المسلحين السنة.
ونفى الجنرال الامريكي المسؤول عن الانبار أكبر محافظات العراق ان قواته فقدت السيطرة لصالح مسلحين سنة محليين في تحد لتقرير مخابرات لمشاة البحرية الامريكية سرب الى الصحف الامريكية هذا الاسبوع.
(شارك في التغطية اليستير ماكدونالد ومصعب الخيرالله وايبون فيليلابيتيا في بغداد وادموند بلير في طهران) رويترز