المرأة في مصر.. ومزيد من العمل والعبادة و"الطهي" في رمضان

> القاهرة «الأيام» باكينام عامر:

>
احد الاطعمة الرمضانية
احد الاطعمة الرمضانية
لعل أهم الاسباب التي ترسم البسمة على وجه أمنية محمد لدى عودتها إلى منزلها في القاهرة خلال أيام شهر رمضان المبارك بعد يوم من عملها مدرسة في إحدى مدارس العاصمة المصرية أن اليوم الدراسي في هذا الشهر ينتهي مبكرا عن المعتاد.

ولكن المهام الملقاة على عاتق هذه الام المصرية التي لا تزال في أواسط العمر لم تنته بعد فما يزال عليها إعداد طعام الافطار الشهي لاسرتها التي تضم أيضا أربعة من الابناء. ولعل اللحظة التي تلتف فيها الاسرة حول مائدة الافطار يوميا هي أكثر اللحظات التي تنشر البهجة في أجواء الشهر الفضيل فبحسب العادات السائدة في بلدان العالم الاسلامي تتبادل الاسر عادة دعوة بعضها البعض لتناول طعام الافطار سواء أكانت ترتبط بصلة قرابة أو صداقة أو جوار.

وأمنية مثلها في ذلك مثل العديد من النساء في مختلف بلدان العالم الاسلامي لا يمثل شهر رمضان بالنسبة لهن أياما تعبق بالروحانيات فحسب وإنما أيضا أياما حافلة بالعمل الشاق الذي تتقاذفها فيه أعباؤها المعتادة كامرأة عاملة فضلا عن المهام المنزلية اليومية التي لا ترتبط برمضان بشكل خاص إضافة إلى أعباء تحضير طعام الافطار يوميا طوال الشهر. كما يضاف إلى ذلك أداء الشعائر الدينية التي تتنوع ما بين صيام منذ الفجر وحتى غروب الشمس وأداء صلاة القيام كل ليلة والمزيد من قراءة القرآن ومظاهر العبادة الاخرى المرتبطة بالشهر المبارك.

ويتمثل التحدي الحقيقي الذي تواجهه أمنية خلال رمضان بحسب ما تقول هي نفسها في أن تتمكن وسط كل هذا الصخب من أن تتقرب إلى الله بالعبادات والنوافل.

وتقول أمنية في هذا الشأن إنها تعشق قراءة القرآن في رمضان نظرا لانه يمنحها قوة روحية كما أنها تعشق أيضا أداء صلاة التراويح كل ليلة من ليالي رمضان مشيرة إلى أنها تبذل قصارى جهدها طوال هذا الشهر من أجل الصلاة والابتهال إلى الله بالدعاء لاطول وقت ممكن لما يسبغه ذلك عليها من شعور إيماني وروحاني.

ولا تكتفي هذه المعلمة المصرية بذلك بل تعرب عن رغبتها في أن تقرر الحكومة منح المواطنين عطلة طيلة رمضان حتى يتسنى لهم ، وللنساء بصفة خاصة ، أداء الشعائر الدينية الخاصة بهذا الشهر الكريم على أكمل صورة. ولكن إعداد طعام الافطار لكل أفراد الاسرة لا يمثل على الاغلب المهمة الوحيدة أمام النساء المسلمات في رمضان ، هؤلاء النساء اللواتي يعتبرن بمثابة الجندي المجهول في هذا الشهر. فغالبية النساء المسلمات يسعين خلال رمضان للاحسان إلى الآخرين رغبة في أن ينلن ما يعود به ذلك من حسنات يثيبهن الله بها خاصة في شهر الصوم.

وتذهب بعض هؤلاء النسوة مصطحبات أطفالهن لخدمة رواد المساجد في المناطق الفقيرة بينما تنخرط أخريات في أنشطة خيرية واجتماعية آملات في أن ينلن ثوابا أكبر من الله.

وفي هذا الاطار ننظر إلى ما تقوم به نورا خورشيد وهي شابة مصرية في أوائل العشرينيات من العمر لا تحول أعباء عملها عن أن تنخرط هي وصديقاتها وقريباتها ممن هن في نفس عمرها في أنشطة اجتماعية خلال رمضان بينها تأسيسهن ما أطلقن عليه اسم " بنك الطعام للفقراء".

فقبل أسابيع من حلول الشهر الكريم ، تقوم هذه المجموعة من الفتيات المصريات بزيارة بعض المناطق الفقيرة لتقييم احتياجات القاطنين فيها حتى يتسنى لهن وضع خطة لمساعدة هؤلاء السكان خلال رمضان ومن ثم بدء جمع المال والتبرعات اللازمة لتنفيذ هذه الخطة.

وتقول نورا في هذا الشأن إنها ورفيقاتها على هذا الدرب يقمن بأنفسهن بتوزيع الطعام يوميا على الصائمين في مناطق فقيرة وكذلك في الشوارع مشيرة إلى أنهن أحيانا ما يحظين بمساعدة من قبل بعض الرجال.

وتضيف بالقول إنهن أحيانا يلجأن لاستئجار شاحنة صغيرة لحمل الطعام وتوصيله إلى الاماكن التي سيقمن بتوزيعه فيها فضلا عن قيامهن أيضا بشراء أوعية مملوءة بالمياه ومن ثم وضعها في أماكن مختلفة حتى يتمكن الصائمون من الشرب.

وعلى الرغم من هذه الضغوط الكبيرة الناجمة عن الاضطلاع بكل تلك المهام في آن واحد من عمل يومي وأداء للصلوات وقيام بالاعمال الخيرية غير أن ذلك لا ينفي كما تقول نورا خورشيد أن " روحا رائعة" تسود بين المشاركات في هذه الانشطة الاجتماعية إلى الحد الذي يجعل ضحكاتهن تجلجل وهن تنخرطن في العمل معا.

وعلى نفس الدرب الذي تسير عليه أمنية محمد ونورا خورشيد يمكن للمرء أيضا أن يجد بسمة وهي أم لطفلين رفضت الكشف عن اسمها بالكامل. ولا تكتفي بسمة التي تمتلك صيدلية بأن تعد الطعام خلال رمضان لاسرتها وإنما تقوم بذلك أيضا للعديد من الفقراء في المنطقة التي تعيش فيها وذلك دون أن يعينها أحد. وفي مقابلة مع وكالة الانباء الالمانية(د.ب.أ) تقول بسمة: "أقوم بإعداد العدة لهذه المهمة الشاقة قبل حلول الشهر الكريم حيث أرى أن واجبي يحتم علي إطعام الفقراء والمحتاجين وليس فقط أولئك ممن يمتون إلي بصلة قرابة أو جوار".

وعلى النقيض من ذلك نجد هبة حسن /23 عاما/ وهي زوجة وربة منزل تقول إنها قررت ألا تتبع تقاليد وعادات أسرتها في إقامة مآدب إفطار حافلة بكل ما لذ وطاب بل إنها أيضا ترفض الدعوات التي تتلقاها من أسر أخرى لكي يتناولوا طعام الافطار معا. كما أن زوجها ليس لديه وقت لمساعدتها نظرا لانغماسه في العمل كطبيب.

وتقول هذه السيدة إنها قررت بدلا من ذلك الاستمتاع بالطابع الروحاني لرمضان وليس إهدار الوقت في إعداد الاطعمة المختلفة مشيرة إلى أن هناك الآن قدرا أكبر من الوعي الديني وهو ما يحدوها لان تسعى بشكل أكبر للتقرب من الله في هذا الشهر الفضيل. وتتفق العديد من النسوة المسلمات على أن شهر رمضان يظل تجربة فريدة بالنسبة لهن بالرغم من الالتزامات الاضافية التي تلقى على عاتقهن خلاله واضطرارهن لتوزيع الجهد هنا وهناك للوفاء بكل المهام التي يتعين عليهن أداؤها فيه فضلا عن أن الفرصة لا تسنح لهن للخلود للنوم في لياليه كما هو الحال في الشهور الاخرى.

فمن جانبها تقول نورا خورشيد وهي ناشطة فاعلة في مجال الاعمال الخيرية إنه على الرغم من العمل الذي لا ينتهي خلال رمضان إلا أنه لا يوجد من بوسعه أن يتخيل كم تكون مفعمة بالحيوية والنشاط في هذا الشهر. أما هبة حسن فتؤكد أن أداء الصلوات والعبادات والشعائر الدينية في رمضان يمنحها زخما معنويا يظل بين جوانحها لاشهر وأشهر مقبلة. د.ب.أ

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى