> بغداد «الأيام» اسعد عبود:

عراقيون يبكون أثناء حملهم كفن احد اعضاء جيش المهدي الذي قتل عندما هاجمه مسلح وجرح 3 افراد من عائلته يوم أمس
عراقيون يبكون أثناء حملهم كفن احد اعضاء جيش المهدي الذي قتل عندما هاجمه مسلح وجرح 3 افراد من عائلته يوم أمس
ياتي اعلان قائد فرع القاعدة في العراق عن استعداده منح "العفو" لزعماء عشائر اتهمهم بالتعاون مع الحكومة العراقية متزامنا مع الكشف عن خلافات بين التنظيم وشيوخ عشائر الانبار الذين ينددون بـ"العناصر الارهابية".

وقد عرض ابو حمزة المهاجر أمس الأول الخميس "عفوا" عن شيوخ العشائر الذين يتخلون عن التعاون مع الحكومة للالتحاق بصفوف "المجاهدين"، بحسب شريط صوتي بث على شبكة الانترنت يتعذر التأكد من صحته.

ويشير المهاجر، خليفة ابو مصعب الزرقاوي، الى ان العفو يستمر خلال شهر رمضان.

واضاف "اولئك الذين وقفوا مع الخونة فخانوا دينهم وعرضهم اقول لهؤلاء في هذا الشهر الكريم اننا اليوم نعلن عفوا عاما عن كل هؤلاء".

لكن العرض يبقى مشروطا بإعلان "توبة صادقة" و"ان تضعوا ايديكم في ايدي اخوانكم المجاهدين لنخرج المحتل" من العراق.

ومن جهتها، كشفت مصادر عشائرية عن بروز الخلافات بين تنظيم القاعدة وعشائر محافظة الانبار السنية، احد معاقل التمرد في العراق، الى العلن منذ فترة قريبة الامر الذي يؤكده استعداد ابو حمزة المهاجر لاعلان "العفو" عمن يتخلون عن التعاون مع الحكومة.

وقد اكد وفد كبير من شيوخ محافظة الانبار خلال لقائهم رئيس الوزراء نوري المالكي في بغداد الاربعاء الماضي رغبتهم في زيادة فرص التطوع في الجيش والشرطة وتأييدهم لمبادرة المصالحة الوطنية التي اطلقها رئيس الوزراء.

واكد شيوخ العشائر "رغبتهم في زيادة فرص التطوع للجيش والشرطة ومساعدتهم في التغلب على المصاعب التي يواجهونها جراء القتل اليومي على يد العناصر الارهابية"، وفقا لبيان حكومي.

واضاف البيان دون توضيحات ان المالكي امر "بدراسة حول تشكيل لواء في الانبار".

يشار الى ان ابناء المحافظة يتقدمون بإعداد لا باس بها للتطوع في صفوف الشرطة خصوصا بعد موافقة الاميركيين على ان يؤدوا خدمتهم في مراكز شرطة المحافظة لمدة سنة على الاقل.

ونقل البيان عن رئيس الوزراء قوله ان "تصدي الخيرين من مشايخ عشائر المحافظة لاصحاب الاهداف الشريرة ولمن لا يرديون لهذه المحافظة خيرا هو محل اعجاب من الجميع".

واضاف المالكي "نحن على استعداد لدعم جهود بسط الامن والاستقرار وسيادة القانون واعمار هذه المحافظة التي اختطفتها الفتاوى التي تبيح للانسان قتل اخيه الانسان دون وجه حق".

في غضون ذلك، وجه متحدث باسم مؤتمر عشائر الانبار أمس الأول الخميس اتهامات قوية الى من وصفهم بانهم "صعاليك التوحيد" و"الارهابيين".

وقال الشيخ عبد الستار بزيع افتيخان البو ريشة لوكالة فرانس برس "نحن لا نهاب المنايا (...) او صعاليك التوحيد الذين شوهوا صورة الاسلام الحقيقية وسمعة محافظة الانبار الكريمة".

واتهم شيخ عشيرة البو ريشة "المحافظة بانها لم تحرك ساكنا تجاه ما جرى واولها قيام الارهابيين بالسيطرة على مستشفى الرمادي الكبير مدة اربعة اشهر حيث قاموا بذبح المصابين من الشرطة وسرقة مصارف الرشيد والرافدين اكثر من سبعة مليارات دينار (خمسة ملايين دولار)".

كما اتهمهم بـ"قتل الاعلاميين داخل المحافظة حتى لا تتوضح الصورة وقتل العاملين في المنظمات الانسانية (...) وقتل المسافرين من ابناء الشعب وهتك الاعراض بين بغداد والرطبة وسرقة رواتب الموظفين ونهب سيارات" دوائر حكومية.

واشار الى "سيطرة الارهابيين على المنتجات النفطية".

واكد البو ريشة بحث هذه الامور مع المالكي خلال اللقاء مع وفد كبير من شيوخ عشائر الانبار.

وتابع ان الوفد "اتفق مع المالكي على تسجيل اكبر عدد ممكن من ابناء العشائر في الشرطة والجيش ووافق على تعيين قائد شرطة من ابناء احد شيوخ العشائر".

وقال البو ريشة "ليس لدينا مشروع او منافسة سياسية مع كل الكتل السياسية لكننا كشيوخ لعشائر الانبار نريد وحدة العراق ونبذ الاعمال الطائفية ووقف الشريان النازف للدم العراقي".

وقد عقدت عشائر الانبار وعددها يفوق الثلاثين مؤتمرا قبل اسبوعين تعهدت خلاله بسط الامن والاستقرار في المحافظة المضطربة.

وكان المهاجر اكد ان تنظيم القاعدة فقد اكثر من اربعة آلاف مقاتل اجنبي في مواجهة قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في العراق.

وقال "ما سكبناه من دماء لنا في العراق كثير، اكثر من اربعة آلاف مهاجر"، مستخدما التعبير الذي تعتمده عادة القاعدة للدلالة على المقاتلين الاجانب في العراق.

يذكر ان المهاجر خلف ابو مصعب الزرقاوي زعيما للتنظيم بعدما قتل الثاني في غارة اميركية في يونيو الماضي. ا.ف.ب