> دمشق «الأيام» د.ب.أ :
خالد مشعل
وقال مشعل في خطاب بدمشق الليلة الماضية بحضور عدد من السفراء العرب والاجانب وأكثر من 400 شخص آخرين إن "قضية فلسطين اليوم مرتبطة بتشكيل حكومة وحدة وطنية وقضية صرف الرواتب والاقتتال الداخلي والوساطات هنا وهناك وإسرائيل في أسوأ أحوالها وحرام أن نضيع مثل هذه الفرصة حيث أن إسرائيل مهزومة.. أمريكا مرتبكة وبإمكاننا فرض إرادتنا في هذا الزمن لكن لا نفعل فلماذا؟".
وتساءل مشعل "هل المطلوب من الفلسطينيين تقديم التنازل، وعندما تكون المناورة تتعلق بالارض الفلسطينية يكون العرب كرماء أكثر من اللازم وبالمقابل نحن نعتبر أن كل الاراضي المحتلة هي أرضنا".
وانتقل مشعل للحديث عن ملف الاسرى وقضية الاسير الاسرائيلي جلعاد شليط والافراج عنه فقال إن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل بتسليم الاسير الاسرائيلي إلا بالتبادل مع الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية وعددهم عشرة آلاف فلسطيني "باتفاق موثق ومضمون".
وتحدث عن الجدار العازل "الذي يفصل ليس المدن عن بعضها وإنما يفصل البيوت والاسر عن بعضها البعض هذا الجدار الذي قسم شراييننا" ثم تساءل أيضا "عن حق العودة وأين أصبح أما آن له أن يعود"وقال مشعل إن "إسرائيل تفرض أمرها على جميع العالم".
وأوضح مشعل "أن دمشق كانت متهمة ومحاصرة في نفس الوقت ومع ذلك طاب لمبعوثي الدول أن يزوروا دمشق املا بالتوسط للافراج عن الجندي الاسرائيلي بينما ستة ملايين فلسطيني مشردين في العالم ولا احد يتحرك خطوة ليعودوا إلى ديارهم".
وعن الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني قال مشعل إن "حماس لم تفعل ما تستحق هذا الحصار هي لم تحتل بلدا آخر ولم تفكر بالقنبلة النووية ولم تفعل شيء إلا أنها لم تقبل بالمقاييس الامريكية"وطالب العرب بدعم حماس وتقديم الاموال للشعب الفلسطيني .
وقال: "أليس من المؤلم أن يكون إلى جانب هذا الحصار الظالم أن يتم انقلابا تدريجيا أسود على الشرعية الفلسطينية والحكومة الفلسطينية وبالتالي يتم إشغالنا بقضايا صغيرة أهمها عدم دفع رواتب الموظفين والهدف من ذلك إسقاط الحكومة والهاء الشعب عن قضيته الاساسية".
أكد مشعل أن أمريكا وإسرائيل لا ترضيان بتشكيل حكومة وحدة وطنية إلا على أساس قرارات اللجنة الرباعية وشروطها وهي الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والاعتراف بكل الاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل.
وتساءل مشعل "من الخطر على العرب إسرائيل أم حماس، وعلى العرب أن لا يكونوا قساة على حماس في الداخل والخارج بل على إسرائيل التي لا تريد خيرا للامة العربية".
وقال إن وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس جاءت "إلى المنطقة لان أمريكا في مأزق والانتخابات النصفية قادمة ويريدون أي أنجاز لذلك تحاول جذب بعض العرب إليها في التعامل مع الملف النووي الايراني وأنها تتلاعب بالالفاظ ولكن العرب والمسلمين جميعا عندها محور شر".
وأضاف: "يقولون إن حماس لديها شهوة للسلطة وهي لم تكمل سنة واحدة في السلطة والسؤال الذي يفرض نفسه ماذا عن الذي بقي لمدة ثلاثين عاما وشهوته للبقاء في هذه السلطة".
وقال مشعل: "نعم عندنا مشكلة مع إسرائيل وأمريكا وليس مع المجتمع الدولي وهناك دول في فلك إسرائيل والادارة الامريكية، فلا نستورد هذه المشكلة من أعدائنا لنجعلها مشكلة فيما بيننا وليس لدينا في حماس مشكلة مع فتح لانهم شركاءنا في النضال والاسر وليس المشكلة مع العرب حتى لو اختلفنا معهم سياسيا لكن ليس لدينا مشكلة معهم بل مع أعدائنا".
وأضاف: "أما من أراد أن يستعجل العودة للسلطة فليقل ذلك صراحة دون أن يتكأ على مشكلة مختلقة بيننا وبين العالم".
وقال: "نحن قادرون على التعامل مع المجتمع الدولي ولكن دون تنازلات نقدمها وأنا أدعو جميع الشعوب الفلسطينية والعربية والمسلمة انه إذا كان هناك إجماع عربي للاعتراف بإسرائيل فليطالبوا حماس بالاعتراف بإسرائيل لكن لا فائدة تأتي من هذا الاعتراف".
وقال: "لقد أعلنا الموافقة مرارا على الدولة على حدود 1967 وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني (إسماعيل هنية) ذلك وطالب العرب بالعمل على تحقيق ذلك".
وقال: "لو كان هناك ضمان لانجاز حقوقنا الفلسطينية بحدود 1967مع القدس وحق العودة أقول إن حماس ستقبل بذلك وإذا كنا نحن العقبة أمام ذلك فسنتنحى عن السلطة حتى لا نكون سببا في منع فرصة حقيقية عن شعبنا".
وأوضح: "نحن نريد ترتيب البيت الفلسطيني لان الاقتتال الداخلي خط أحمر بالنسبة لنا نحن نريد توحيد شعبنا ومواقفنا لان الرهان على انقسامنا في الحركة، ومن حق رايس الرهان على ذلك رهانا مطلبيا وجدانيا لكن ليس من حقها أن تتدخل في شأننا الفلسطيني وتدعم طرفا على طرف وتعبث في أوضاعنا الداخلية حتى تحقق أمنيتها لي من حقها أن تعلق انطلاق التسوية على دمار الاخرين لذلك علينا أن نوحد موقفنا".
وأكد مشعل أن "حماس لن تخضع سياسيا ولن تفرط في ثوابت الوطن والامة ولن تعترف بإسرائيل وفي المقابل حماس لن تستسلم لمن يريد الانقلاب عليها أما من يأتي عبر الاقتراع والقنوات الشرعية فإننا سنخلي له المكان بكل أريحية ورضا".
وأكد أيضا أن "الخروج من هذه الازمات جميعا هو تشكيل حكومة وحدة وطنية على أسس فلسطينية يرضى عنها الشعب الفلسطيني".
ودعا في ختام كلمته الزعماء العرب وجميع القوى الفلسطينية إلى اجتماع قمة على مستوى الجامعة العربية يهدف إلى إقامة دولة على أراضي 1967 خلال أربع سنوات على عكس ما دعا إليه بوش بإقامتها خلال سنتين أو ثلاثة "لان وعوده لم تنفع ونحن قادرون على إقامتها وإسرائيل أضعف من أن تفشل هذه الخطة".