> عواصم «الأيام» وكالات:

محاولة فض نزاع نشب بين اثنين من العرب الأمريكيين على خلفية الحكم على صدام في مدينة ديربورن بولاية ميتشجن أمس
محاولة فض نزاع نشب بين اثنين من العرب الأمريكيين على خلفية الحكم على صدام في مدينة ديربورن بولاية ميتشجن أمس
اثار حكم الاعدام على الرئيس العراقي السابق صدام حسين أمس الاحد مواقف متباينة في الشرق الاوسط، تجلت ارتياحا وفرحا في الكويت وايران ولدى الشيعة العراقيين في مقابل استياء لدى السنة العراقيين وشعور بالاحباط في الاراضي الفلسطينية خصوصا لدى حركة حماس.

ففي العراق اعتبر رئيس الوزراء نوري المالكي ان حكم الاعدام الذي صدر على الرئيس العراقي السابق هو حكم على "حقبة مظلمة".

وقال في كلمة موجهة الى الشعب العراقي نقلها تلفزيون العراقية الحكومي ان حكم الاعدام هو "انتصار لضحايا شهداء مجزرة الدجيل".

من جهته، رفض الرئيس العراقي جلال طالباني الذي يزور فرنسا التعليق على حكم الاعدام لكنه اعتبر ان مسار المحاكمة كان "عادلا" بحسب ما اعلن المتحدث باسمه لوكالة فرانس برس.

واعتبر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان صدور الحكم "سيساعد في عملية المصالحة لان صدام حسين مسؤول عن زرع بذور الانقسام الطائفي والعرقي داخل المجتمع" العراقي.

ورأى زيباري ان "شنق صدام سيترك على المدى الطويل (...) اثرا ايجابيا على الامن (في العراق) لانه سينتزع من مناصريه اي امل بالعودة الى الحكم".

وتظاهر الشيعة العراقيون في بغداد ابتهاجا بحكم الاعدام رغم حظر التجول الذي فرضته السلطات. وانعكس ذات الأمر على الشارع السياسي العالمي حيث تضاربت الآراء حول الحكم بالاعدام على الرئيس العراقي السابق صدام حسين ما بين التأييد والرفض والأسف.

< فقد وصف الرئيس الاميركي جورج بوش أمس الاحد صدور عقوبة الاعدام على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بانه "نجاح كبير" للعراق على طريق الديموقراطية. وقال بوش في واكو في ولاية تكساس، "ان المحاكمة نجاح كبير لجهود الشعب العراقي الرامية الى استبدال نظام استبدادي بنظام القانون".

< ورحبت بدورها ايضا بريطانيا بصدور الحكم بإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في قضية الدجيل. وقالت وزيرة الخارجية مارجريت بيكيت في بيان "أرحب بأن صدام حسين والمتهمين الآخرين واجهوا العدالة وحملوا مسئولية جرائمهم". وأوضحت بيكيت في البيان "لقد ارتكب نظام صدام حسين جرائم مروعة. ومن الحق أن يواجه هؤلاء المتهمون بارتكاب هذه الجرائم ضد الشعب العراقي العدالة العراقية".

< أما في إيران فأعلن محمد علي حسيني المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية خلال مؤتمر صحافي أمس الاحد ان الاعدام هو "اقل ما يستحقه" الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وقال حسيني الذي كان يتحدث قبل الاعلان عن الاحكام ان "الاعدام هو العقوبة الادنى التي يمكن اصدارها بحق صدام حسين".

وقال حسيني "لكن هذا لا يعني انه لا يجب التحقيق حول الجرائم الاخرى لصدام، لا سيما الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب ضد ايران".

وخلال الحرب العراقية الايرانية (1980-1988) التي اسفرت عن مقتل نحو مليون شخص في الجانبين، استخدم الجيش العراقي اسلحة كيميائية ضد القوات الايرانية لكن ايضا ضد مدنيين في بعض المناطق في ايران وكردستان العراق.

< وفي المقابل شهدت اصداء الحكم على صدام حسين بالإعدام بروز مواقف غير مؤيده للحكم منها رد فعل المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل بإدانة الحكم الصادر على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين والحكم عليه بالاعدام شنقا حيث قالت إن حكومتها لا توافق على هذا الحكم. ومن جهة أخرى أضافت ميركل أن محاكمة النظام العراقي السابق في المحاكم أمر صائب. جاءت تصريحات ميركل عقب اجتماع خاص لحكومتها في برلين بشأن رئاسة ألمانيا المقبلة للاتحاد الاوروبي. وكان قد صدر في وقت سابق من يوم أمس الاحد حكم على الرئيس العراقي السابق واثنين من معاونيه بالاعدام شنقا بتهمة قتل 148شيعيا في مدينة الدجيل عام 1982. يذكر أن ألمانيا قد ألغت عقوبة الاعدام وتنتقد بانتظام استخدام دول أخرى له.

صدام حسين يصرخ عند سماعه الحكم عليه بالإعدام أمس
صدام حسين يصرخ عند سماعه الحكم عليه بالإعدام أمس
< أما وزارة الخارجية السويسرية فقد اعتبرت في بيان أمس الاحد ان اصدار عقوبة الاعدام "غير مبرر حتى ازاء جرائم بالغة الخطورة" وذلك تعليقا على الحكم أمس بالاعدام على الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقالت الوزارة "بالنسبة لسويسرا عقوبة الاعدام غير مبررة حتى في حالة ارتكاب جرائم بالغة الخطورة. وان هذا الموقف ينطبق ايضا على حالة السيد صدام حسين". واوضحت الوزارة في بيانها "ان سويسرا لا تقر عقوبة الاعدام المحظورة بشكل واضح في الدستور الفدرالي لسنة 1999. وهي ملتزمة بالعمل على الغاء هذه العقوبة في كافة المنتديات الدولية وايضا في معاملاتها الدبلوماسية الثنائية". واشادت سويسرا في المقابل بالانتهاء من محاكمة صدام حسين. وقال البيان "ان الرئيس العراقي السابق يجب ان يعاقب بشدة بسبب خطورة افعاله".

واعربت الوزارة عن املها في ان "تسهم محاكمة المسؤولين السابقين عن الاستبداد في العراق في تجاوز محن الماضي واقامة دولة القانون" في العراق.

< كما أعلنت حكومة جنوب أفريقيا أمس الاحد أنها تعتقد أن الحكم على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بالاعدام لن يحل التحديات السياسية التي تواجه العراق. وعبرت جنوب أفريقيا في بيان لها أمس الاحد عقب صدور الحكم على صدام حسين وسبعة من معاونيه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية، أيضا عن أملها في ألا تؤدي نتيجة الحكم إلى مزيد من أعمال العنف في الوضع المشحون والذي يعاني من ضعف أمني في العراق. وحكم على صدام واثنين من معاونيه بالاعدام بتهمة قتل 148 شيعيا في مدينة الدجيل العراقية عام 1982.

< وحثت من جانبها المفوضة العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة لويز اربور السلطات العراقية أمس الاحد على عدم تنفيذ حكم الاعدام شنقا الصادر ضد الرئيس العراقي المخلوع صدام واثنين آخرين من كبار معاونيه. وقالت اربور إن "هؤلاء الذين جرت إدانتهم اليوم يجب أن يحصلوا على كل فرصة ممكنة لاستئناف دعواهم بطريقة عادلة مهما كانت نتيجة الاستئناف.. أتمنى أن تعلق الحكومة تنفيذ الحكم". وأدين صدام وستة من كبار معاونيه في وقت سابق أمس الاحد بتهمة اصدار الامر بقتل 148 من الشيعة في بلدة الدجيل العراقية عام 1982 كرد فعل لمحاولة فاشلة لقتل صدام. وحكم بالاعدام على رئيس جهاز الاستخبارات العراقية السابق برزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام وعوض أحمد البندر أحد معاوني صدام السابقين. وقالت اربور إن "وجود عملية استئناف معقولة تشكل جزءا أساسيا من ضمانات إجراء محاكمة عادلة". وأضافت أن الاستئناف مهم على نحو خاص في هذه الحالة حيث صدر الحكم بالاعدام، كما أنه اساسي " لدعم وتعزيز عملية ضمان العدالة شديدة الاهمية" في العراق.

< أما منظمة العفو الدولية فأبدت اسفها للحكم بالاعدام على الرئيس العراقي السابق صدام حسين وعلى اثنين من معاونيه السابقين.

وقال مالكولم ستيوارت مدير برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في بيان ان هذا الملف "اتسم بأخطاء جسيمة تشكك في قدرة المحكمة بوضعها الحالي على اصدار قرار عادل يتفق مع المعايير الدولية".

واوضح ان "هذه المحاكمة كان يجب ان تشكل اسهاما كبيرا في اقرار العدالة وسلطة القانون في العراق واقرار الحقيقة والمسؤولية عن الانتهاكات الكبيرة لحقوق الانسان التي ارتكبها نظام صدام حسين".

وقد اعلن القاضي رؤوف رشيد عبدالرحمن في جلسة المحكمة الجنائية العليا أمس الاحد صدور الحكم بالاعدام على الرئيس العراقي السابق صدام حسين واثنين من المتهمين السبعة الآخرين في قضية الدجيل.