> الأمم المتحدة «الأيام» رويترز:

اتهمت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء روسيا بالتراجع عن الالتزامات التي سبق أن أعلنها وزير خارجيتها عند صياغة الرد الدولي على برنامج إيران النووي,وقال سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة جون بولتون إن التغييرات التي تسعى موسكو إلى إدخالها على مسودة قرار الأمم المتحدة الخاص بالحيلولة دون انتاج إيران لأسلحة نووية تتعارض مع الالتزامات التي قطعها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في شهر يوليو الماضي.

وقال السفير الأمريكي للصحفيين "لا نعتقد أن النص الروسي يتماشى مع ما اتفق عليه وزراء الخارجية فيما سبق."

وكانت روسيا تساندها الصين اقترحت إدخال تعديلات كثيرة يوم الجمعة الماضي على مسودة قرار مجلس الأمن الدولي التي صاغتها دول أوروبية من شأنها أن تخفف من بعض العقوبات المقترحة في مسودة القرار وتحذف بعضا آخر مع حذف فقرات من النص في الوقت ذاته.

وقال بولتون للصحفيين "لا أعرف كيف سيمكننا صياغته نظرا لأن النص الروسي يختلف اختلافا بينا عما نعتقد أن وزراء الخارجية اتفقوا عليه لكننا سنبحث هذا بعد ظهر اليوم."

كان وزير الخارجية الروسي يشير بذلك إلى الاجتماع الذي عقده وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والولايات المتحدة بالاضافة إلى ألمانيا في العاصمة الفرنسية باريس في شهر يوليو الماضي.

واتفقت الدول الست على أنها لن تدع طهران تقف دون حراك حيال الأزمة وطلبت من مجلس الأمن الدولي أن يصدر أمره إلى إيران بوقف جميع الأنشطة ذات الصلة بتخصيب اليورانيوم.

وتؤكد واشنطن منذ ذلك الحين أن وزراء الخارجية المجتمعين وقتئذ اتفقوا على فرض عقوبات قاسية على طهران.

لكن وزير الخارجية الروسي لافروف قال الأسبوع الماضي إن مسودة القرار مفرطة في القسوة مقترحا إدخال تعديلات جوهرية عليها. وقال في وقت لاحق إنه سيوافق على فرض بعض العقوبات إن كانت في إطار زمني محدد وتتمتع بآلية لرفعها بمجرد انقضاء الغرض منها.

يأتي تصريح بولتون هذا في الوقت الذي قدمت فيه فرنسا وبريطانيا كلاهما بصورة رسمية مسودة القرار إلى مجلس الأمن الدولي المؤلف من خمس عشرة دولة.

وعقدت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالاضافة إلى ألمانيا جولتين من المحادثات بالفعل في نيويورك تناولت المسودة ومن المقرر أن تلتقي الدول الست في وقت لاحق اليوم الثلاثاء.

وتطالب مسودة القرار التي قدمتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا جميع دول العالم بمنع بيع وتوريد أي معدات أو تكنولوجيا أو تقديم أي تمويل من شأنه أن يسهم في برامج إيران لانتاج الصواريخ النووية والذاتية الدفع.

كما تحظر مسودة القرار أيضا سفر الأشخاص الحقيقيين أو الاعتباريين المشتركين في تنفيذ تلك البرامج وتدعو إلى تجميد أرصدتهم.

لكن أعضاء مجلس الأمن قالوا إنهم يستعدون لمفاوضات تستغرق أسابيع نظرا للإنقسامات بشأن النص.

وقام بولتون بتوزيع التعديلات المقترحة على مندوبي الدول الست بما فيها تعديل لغوي مفاده أن مجلس الأمن الدولي يعتبر أنشطة إيران تهديدا للسلم والأمن الدوليين. وتؤكد إيران أن برامجها النووية لا تستهدف إلا انتاج الطاقة الكهربية للأغراض السلمية بينما تقول واشنطن على أن طهران ترغب في انتاج أسلحة نووية.