استعداد سوريا للتعاون في العراق يزيد الضغوط على بوش لتغيير سياسته

> واشنطن «الأيام» ديفيد ميليكين :

>
وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ونظيره السوري وليد المعلم أثناء توقيع الاتفاقية
وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ونظيره السوري وليد المعلم أثناء توقيع الاتفاقية
يرى خبراء ان رغبة سوريا في التعاون من اجل احلال السلام في العراق يزيد الضغوط على ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش لحملها على تغيير سياستها حيال دمشق والموافقة على بدء مفاوضات مباشرة معها.

غير انه من غير المؤكد بنظر الخبراء ان يكون بوش على استعداد للتجاوب مع المطالب التي قد تصدر عن سوريا لقاء مساهمتها في العملية السلمية في العراق.

وندد وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال زيارة استثنائية قام بها لبغداد أمس الأول ب"العمليات الارهابية التي تستهدف المدنيين الابرياء والمؤسسات الحكومية" داعيا الى "تشكيل لجان مشتركة لحل المشاكل العالقة في المجالات الامنية والمالية والاقتصادية وتبادل المعلومات".

واعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري في بغداد أمس الثلاثاء اعادة العلاقات الدبلوماسية بين بغداد ودمشق بعد انقطاع "دام حوالى ربع قرن".

وسوريا متهمة بدعم المتمردين العراقيين وبالسماح لمقاتلين اسلاميين بالتسلل الى العراق من اراضيها.

وطلبت بغداد أمس الأول من دمشق تشديد الاجراءات لمنع تسلل هؤلاء المقاتلين الاجانب واتفق البلدان على استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ 25 عاما.

وقام وزير الخارجية السوري بزيارته وهي الاولى لمسؤول سوري رفيع المستوى الى هذا البلد منذ اطاحة الرئيس صدام حسين، في وقت تتزايد الدعوات الى اجراء مفاوضات مباشرة بين واشنطن من جانب ودمشق وطهران من جانب اخر.

وتعززت الدعوات الى تعديل الموقف الاميركي حيال سوريا بعد الانتخابات التشريعية الاميركية التي فاز بها الديموقراطيون وهم اكثر ميلا من الجمهوريين لمعاودة الحوار مع دمشق.

وكان السناتور جوزف بيدن الذي سيتسلم في كانون الثاني/يناير رئاسة لجنة الشؤون الخارجية الواسعة النفوذ في مجلس الشيوخ، دعا الى بدء محادثات مع سوريا وايران للتوصل الى "معاهدة عدم اعتداء" مع النظام العراقي.

وهي فكرة طرحها في الايام الاخيرة وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنجر الذي ما زال يحظى بنفوذ لدى جورج بوش.

ومن المتوقع ان تكون مسألة اجراء محادثات مباشرة مع سوريا وايران من التوصيات التي ستطرحها مجموعة الدراسات حول العراق برئاسة وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر في تقريرها المرتقب في كانون الاول/ديسمبر.

ورأى سكوت لاسنسكي من معهد "انستيتيوت فور بيس" للابحاث ان زيارة المعلم هي بمثابة "تصويت على الثقة" لحكومة نوري المالكي.

واضاف "ان الزيارة تتضمن عناصر ستحفز على اعادة النظر في السياسة هنا وستعطي مزيدا من الوزن للحجة الداعية الى اجراء اتصالات مع السوريين".

ورفضت ادارة بوش حتى الان هذا الخيار وقد استدعت سفيرتها من سوريا العام الماضي بسبب الشبهات حول ضلوع دمشق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وصرحت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاسبوع الماضي "ليس هناك مؤشرات تفيد ان سوريا قوة استقرار" في المنطقة.

لكن ازاء تدهور الوضع في العراق والصعوبات التي تواجهها الحكومة اللبنانية وتعثر عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين فقد يكون من الصعب على بوش التمسك بموقفه حيال سوريا.

ولم تستبعد رايس مثل هذا التغيير كليا فقالت "انني على استعداد للتحدث الى اي كان في اي وقت كان (..) ان كنت اعتقد ان في امكاننا احراز تقدم".

والمطلوب من سوريا اذا ما ارادت تلبية مطالب بغداد وواشنطن ان تتخذ اجراءات لوقف تسلل المقاتلين الاجانب الذين افاد الجيش الاميركي ان خمسين الى سبعين منهم يعبرون شهريا الى العراق، والسعي لتحسين العلاقات بين الشيعة والسنة في العراق.

ودعا البيت الابيض أمس الثلاثاء سوريا الى اظهار "التزام بناء" حيال الحكومة العراقية ووقف تسلل المقاتلين الاجانب الى العراق بعد اعلان استئناف العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وبغداد.

وقال غوردن جوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي لوكالة فرانس برس "لطالما شجعنا دول جوار العراق على المساهمة في دعم ومساعدة حكومة الوحدة في العراق".

واضاف "على سوريا الان ان تثبت انها ملتزمة بالمساعدة على قيام عراق يمكنه ان يحكم نفسه ويتولى الدفاع عن نفسه".

وفي المقابل يرجح الخبراء ان تتركز المطالب السورية على مسألة التحقيق الدولي في اغتيال الحريري وهو ملف يهدد بزيادة عزلتها وضرب علاقاتها مع اوروبا حليفها الاقتصادي الرئيسي.

وقال لاسنسكي ان "سوريا قادرة على لعب دور في محاولة لردم الانقسامات الطائفية في العراق" من خلال التأثير على الشخصيات السياسية السنية المتمركزة في دمشق مشددا على ان "بامكان سوريا القيام بالكثير".

ويفيد خبراء ان سوريا ستضغط في المقابل لوضع حدود لتحقيق دولي حول اغتيال رئيس الورزاء اللبناني السابق رفيق الحريري لانها تخشى من ان يزيد التشديد على ضلوعها في الجريمة من عزلتها ويقوض علاقاتها مع اوروبا التي تشهد تحسنا. وتشكل اوروبا الشريك التجاري الرئيسي لسوريا.

وقال ديفيد شينكر وهو مسؤول سابق عن سياسة الشرق الاوسط في وزارة الدفاع الاميركية ان "اهدافهم الرئيسية هي تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وان تطلق يدهم بشكل اكبر في لبنان وازالة السيف المصلت على النظام المتمثل بانهم سيتهمون بالضلوع في اغتيال الحريري". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى