الملعب الرياضي .. شريك أساس في التخلف!!

> «الأيام الرياضي» عادل الأعسم:

>
عادل الأعسم
عادل الأعسم
المتابع اللبيب لصحافتنا الرياضية يصاب بالغثيان، أما القارئ المسكين فتصيبه الحيرة من كثرة الردح والردح المضاد، والتناقضات الصارخة والفاضحة، ليس في مطبوعات مختلفة فحسب بل وفي مطبوعة واحدة ومن كاتب واحد .

- إذا أردت رأيا محايدا او تحليلا موضوعيا لهذه القضية الرياضية أو تلك فالأفضل لك ان تستمع لرأي قارئ عادٍي أو متابع واعٍ، ففي أحايين كثيرة تجد آراء وتحليلات القراء والمتابعين الذين ليسوا لهم علاقة بالصحافة، أفضل وأجمل وأصدق وأفهم مما يخطه كثير من كتبة الاعلام الرياضي بغباء مستحكم وجهل مفرط .

- أصبحت صحافتنا الرياضية- ونحن هنا لا نبرئ انفسنا من هذا الاتهام- مساهمة بشكل اساسي- بوعي أو بدون وعي- في تخلف وتشتت الرياضة اليمنية، وعلة مستعصية في جسد وقلب رياضتنا حيث صار دورها سلبيا للغاية وذهبت تخوض في قضايا هامشية، واختلافات شخصية ووهمية، ومعارك (دون كيشوتية) بدلا من مهامها الفعلية تعرية الأخطاء وكشف السلبيات، وأدوارها التنويرية ومساهمتها الايجابية في محاولات علاج أمراض الرياضة وانتشالها وتطورها.

- لا أريد أن أعمم الحكم على جميع منتسبي وممارسي وممتهني الصحافة الرياضية كي لا اظلم تلك الصحف الرائدة وأولئك الزملاء والاساتذة المحترمين الذين ما زالوا متمسكين بأخلاق وآداب وشرف المهنة ويمثلون إشراقات ومشاعل مضيئة في الطريق المظلم لكنهم - للأسف- قلة، ويكاد الصالح القليل أن يتوه ويغوص وسط اجتياح الطالح الطافح.

- الاعلام الرياضي شريك اساسي في التطور الرياضي عموما والتطور الكروي خصوصا وهذا ما يؤكد عليه ويؤمن به الاتحاد الدولي (الفيفا) والاتحاد الآسيوي لكرة القدم ،لكنه في بلادنا عكس ذلك فهو شريك أساس في التخلف الرياضي والكروي بالذات.

- لقد اصبحت الصحافة الرياضية مهنة من لا مهنة له، فدخلها الاغبياء والجهلة والسفهاء، والمتزلفون والمرتزقة من الابواب الواسعة، وباتوا يحتلون المقاعد الامامية والأعمدة الرئيسية والصفحات الاساسية في الصحف والملاحق والأقسام الرياضية لدرجة أن الواحد منا يخجل احيانا من كونه (صحفيا رياضيا) بعد ان كانت هذه المهنة النبيلة في الأيام الخوالي، مبعث افتخار واعتزاز صاحبها ومحل واحترام وتقدير الآخرين له.

- يعتقد كثيرون ان الخلل والعيب في اتحاد الاعلام الرياضي- الذي مازال في اجازة قسرية حتى اشعار آخر- لكن الواقع ان اتحاد الاعلام الرياضي، ليس المسؤول المباشر عن هذا الوضع فهو عبارة عن كيان مهني يضم في عضويته المنتسبين والممتهنين للاعلام الرياضي المقروء والمرئي والمسموع، ولكن ليس له سلطة على الصحافة الرياضية او علاقة مباشرة بما يكتب وينشر فهو ليس له سلطة ايضا على ما يكتبه منتسبوه، ولا يستطيع أن يلزم أحدا منهم او يفرض على احد كتابة (كذا) وعدم كتابة (كذا).

- الخلل يكمن في القائمين على الصحافة الرياضية الذين جعلوا المهنة نهبا(للطالحين) قبل (الصالحين)، وهم وحدهم المسؤولون المباشرون عما ينشر لاسيما في ظل غياب الوعي الكافي والكفاءة المهنية والمصداقية المطلوبة والضمير الصاحي عند من يكتبون وكذا عدم وجود (ميثاق شرف) ملزم حتى وإن كان غير مكتوب .

- حال الاعلام الرياضي لن يصلح اذا لم ينصلح حال القائمين على الصحافة ووسائل الاعلام الرياضية.. والمشكلة أن حال الكثير من هؤلاء (عز الدين أضرط من أخيه ) .

(حرية الرأي) و(عمى الألوان)!!

> تابعت ما نشرته صحافتنا الرياضية، منذ انتهاء (خليجي 18)، واستوقفني ان البعض كتب عن منتخبنا الوطني وكأنه منتخب (العيسي) أو منتخب (محسن صالح) وليس منتخب اليمن .

- حرية الرأي والتعبير مكفولة للجميع، بل ومطلوبة من الجميع، ولا يمكننا ان نصادرها أو نعترض على رأي احد.. لكن عدم الاعتراف بتطور مستوى منتخبنا في فترة وجيزة وتقديمه عروضا جيدة في (خليجي 18) لا يمكن تصنيفه في باب (حرية الرأي) وإنما تحت لافتة (عمى الألوان) في أقل تقدير.

- الواقع أن منتخبنا لم يحقق (انجازا) كبيرا، لكنه ظهر بصورة باهرة تختلف كليا وجذريا عما في (خليجي 16) و(خليجي 17) واستطاع بثقة واقتدار أن يمحو صورته الباهتة في مشاركتيه السابقتين في الكويت وقطر.

- أن أمدح المنتخب ولن أقول أكثر مما قاله المنصفون في حقه- محليا وعربيا- لكني أكتفي هنا بإشارة بسيطة فقط من كل ما قيل وكتب من المحللين العرب والخليجيين والصحافة الرياضية هناك في (ابوظبي).

- قالت مجلة «سوبر» في مطبوعتها اليومية الصادرة يوم 24 يناير 2007 بالنص: «وأبقى المنتخب اليمني على النقطة التي اقتنصها من الفريق الكويتي، ولكنه اكتسب الكثير من الاحترام بعروضه الجيدة وادائه الهجومي المميز، وابتعاده عن الدفاع الصريح».

- هذه شهادة وإشادة واحدة فقط من شهادات وإشادات خليجية وعربية كثيرة، أصحابها لا يعرفون (العيسي) وليس لهم علاقة بـ (عطايا العيسي) ولا بـ (سفريات) اتحاد الكرة نوردها هنا (تنويرا) ليس الا لأصحابنا الذين بقيت عقلياتهم وانتقاداتهم أسيرة النقطة الوحيدة، واستكثروا الاشادة بمنتخب بلادهم الذي أشاد به الجميع من داخل وخارج الحدود.

- بالمناسبة كانت «سوبر» هي المطبوعة الرسمية المعتمدة في (خليجي 18).

عندما نسيء لأنفسنا!!

> مضغ القات وممارسة الرياضة فعلان متنافران من المفترض الا يلتقيان في مكان واحد، لا سيما بعد أن أصبح (القات) من المنشطات المحظورة في المنافسات الرياضية.

- الطامة الكبرى عندما تأتي الاشادة بـ (مضغ القات) من قيادي في اتحاد الكرة، وفي مجلس كبرى الفضائيات الرياضية العربية، خلال دورة كبيرة مثل بطولة كأس الخليج العربية.

- حديث القيادي الاتحادي عن (القات) كان مبعث إساءة وسخرية من اليمن والرياضة اليمنية، حيث كتب الدكتور أحمد سعيد المهندي في مجلة «ستاد الدوحة» القطرية متسائلا: «لا أعلم هل ستكون هناك علاقة بين تعويذة خليجي 20 والقات؟! وهل سيكون القات ضمن البوفيه المقدم للاعبين والاداريين والاعلاميين».

- الدكتور المهندي كان ضمن ضيوف (مجلس) الفضائية الرياضية عندما تحدث القيادي في اتحاد الكرة اليمنية عن القات،وقد كتب الدكتور المهندي كلاما أكثر سخرية لكننا نكتفي بما أوردناه في السطور السابقة.

- خلال المجلس الفضائي إياه لم يكن حديث القيادي الاتحادي عن (القات) هو الاساءة الوحيدة لليمن وللرياضة اليمنية، لكنه تجاوزه إلى ارتكاب أخطاء في معلومات كروية عادية المفروض أن يعرفها أبسط متابع رياضي.

- مشكلة البعض أنه يحب الظهور الاعلامي حتى وإن لم يكن لا يجيد الحديث وليس مؤهلا لذلك متناسين أن أول أسس النجاح هي ان يترك الذين لا يعرفون أن يتكلموا الفرصة للذين يعرفون الكلام ليتكلموا وأن الذين لا يعرفون كيف يعملون لابد أن يتركوا الفرصة للعارفين أن يعملوا على ان يكتفي محبو (الوجاهة) بـ (وجاهاتهم) وكفانا أخطاء الكلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى