بحر المخدرات

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
أمواج البحر تقذف أكياس وأتناك المخدرات، بحر العرب الذي تمتد سواحله آلاف الكيلومترات وتحتضن خلجاناً ورمالاً ومدناً وحياة وموانئ قديمة ومعاصرة، فجأة تحول كل هذا إلى جثت هامدة يلقي بها البحر ومخدرات تتوالى تهريبا أو تسريبا، وخلال عدة أسابيع مضت ذكرت الأنباء الواردة من شواطئ الشحر بحضرموت وسواحل المهرة، وجاء ذلك أيضا في صحيفة «الأيام» الزاهرة حيث قالت إنه تم العثور على ما يقرب من كيلوجرام أمام شاطئ الشحر، ثم قذف البحر بكيس هيرويين أو كاوكايين مخدر أمام ميناء ضبوت، ثم أحبطت الشرطة عملية تهريب وإدخال مخدرات بالمهرة ثم عثور أطفال بالصدفة على شاطئ ضاحية المكلا على تنك قديم به سائل أبيض مخلوط بالطين وفسره الحاضرون بأنه مخدرات قذفها البحر أو المهربون قبل عدة أشهر وقد تحللت.

هكذا تبدو الصورة على بحر العرب، ساحل حضرموت من بئر علي إلى سواحل حوف وما بعدها، تحولت المنطقة وكما توقعنا إلى ظاهرة خطيرة ومنفذاً لكسب رجال التهريب من البضاعة إلى البشر إلى تبيض الأموال، ودخل هذا في نظام التهريب وإعادة التهريب ونقاطه الإقليمية والدولية، وقد جرى التحذير في صحيفة «الأيام» نفسها قبل أشهر ومن خلال الأخبار والمقالات حول تدفق وصول اللاجئين وانتشار الجثت ومئات من الغرقى على سواحل بئر علي، بلحاف، ساحل أنبح ، ميفع، رأس الكلب ، عرقة، رضوم، ثم سرقة قوارب الصيادين في الريدة وقصيعر، ثم مداهمة بعض الأماكن أمام بروم من القراصنة الصوماليون، وتكررت هذه الظاهرة وقلنا إن القراصنة الصوماليين يهاجمون سواحل حضرموت فلماذا السكوت؟

وتدفقت أمواج الهاربين إلى سواحل شبوة وحضرموت، والمخدرات إلى ساحل الشحر والريدة والمهرة، ثم لماذا السكوت؟ كل هذه الكميات تدخل وتتسرب والحديث يتناقله الناس أيضا بشأن أسواق داخل المكلا وسيئون والشحر، عناصر تسوقه داخليا وتعبر به الحدود.

في حضرموت ازداد القلق والخوف، وأثناء زيارة لنائب السفير الأمريكي نبيل خوري إلى المكلا طرحت مسألة المعاناة مع السواحل الطويلة وضعف الرقابة، ومع الأشقاء من دول الخليج طرحت مسألة انتشار التهريب وامتداده ومخاطره، إلا أن ما يقال من أن الجثت التي يلقي بها البحر تجرد من ما تحمله من المال والأدوات الثمينة ثم تدفن، وألاكياس الممتلئة بالمخدرات من يحميها لتدخل؟! ما خفى كان أعظم! من يسكت ونحن في حيرة والمخاوف تزداد وإلى أين..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى