شهدت مدينة طور الباحة صباح أمس السبت مسيرة حاشدة للمطالبة بمعالجة الأزمة الخانقة في تموين المياه التي باتت تهدد المديرية بأسرها، بعد أن وصلت الانقطاعات في غالبية القرى إلى أكثر من 15 يوما. وأثناء المسيرة جاب مئات المواطنين من مختلف مناطق المديرية شوارع المدينة ومقرات مؤسسات الدولة حاملين اللافتات المطالبة بإنقاذ المنطقة من كارثة العطش وما سببته للمواطنين من هلع وخسائر ونزوح قسري إلى خارج المنطقة مرددين: «نشتي ماء ياحكومة» و«ياسلطة متى يأتي الماء؟» وهتافات عديدة تحمل السلطة مسئولية التهاون وعدم استشعار خطر الأزمة مبكرا والبحث عن حلول لمواجهتها قبل تفاقمها، وطالبوها بمضاعفة الجهود والتحرك السريع لإيجاد حقل بديل لحقل المياه الحالي الذي أوشك على النضوب.

وأثناء تجمهر المشاركين في المسيرة أمام مقر المجلس المحلي خاطبهم الأخ عزالدين السروري أمين عام المجلس قائلا: «أحيي فيكم الروح المستشعرة للمعاناة من أزمة المياه ومطالبتكم السلمية بمعالجتها وثقوا أننا كلنا مجندون لمواجهتها وقد وقف المجلس في اجتماع مارس الماضي أمام مشكلة المياه ونقلها إلى قيادة السلطة المحلية بالمحافظة وطالبها بتسريع إنجاز المشروع الإسعافي بمنطقة الرجاع وفعلا أعلنت مناقصة مرحلته الأولى، والأخوان المدير العام ومدير المياه يبذلان كل الجهود والتنسيق مع الأخ محافظ المحافظة لبدء التنفيذ واعتماد المرحلة الثانية، كما كلف المجلس لجنة للاطلاع على حجم صعوبات فرع المياه والتقت مدير الفرع الذي أطلعها على كل تفاصيل الصعوبات وهو يتفهم معاناة المواطنين ومستعد لتوظيف جهده مع جهود المجلس، كلنا نعرف أن هناك أزمة مياه حادة أوجدها نضوب بعض الآبار وتراجع إنتاج البقية وهو ماعكس نفسه على التموين ومارافقه من انقطاعات في جميع المناطق وما ترتب عليه من تدن في الإيراد وعجز عن صرف مرتبات الموظفين.

أزمة جاءت خارج إرادة الجميع لكن إدارتها بكفاءة ونجاح مسئولية تقع على عاتق الجميع».

وفي وقت لاحق علمت «الأيام» أن الأمين العام كلف لجنة من المجلس المحلي بالاطلاع على المصاعب الطارئة وتداعياتها على فرع المياه ورفع تقرير مفصل للمجلس.