المبشرون بحمامات الدم

> أحمد عمر بن فريد:

> يقول الراسخون في العلم السلطاني، المقربون من البلاط ..الحافظون (غيباً) لجميع التلاوات والقصائد والأراجيف والمتعمقون في فهم ما يرضي وما لا يرضي السلطان.. إن ما يطرح على مستوى الساحة في الجنوب من قبل ذلك الحراك السياسي الحاشد والمتحفز إنما هو (طرح جهوي) بامتياز..!!

وهم حينما يطرحون هذه الآراء التي تتسم بالتجني المركب على أبناء الجنوب يتناسون- مع سبق الإصرار والترصد- أن هذا الحراك الجهوي (مجازاً) إنما هو نتاج طبيعي (لفعل جهوي) يمارس ضدهم دون خجل ودون حياء.. وأنه لم يكن- بحسب قوانين الطبيعة- إلا ردة فعل لفعل آخر مساوٍ له في القيمة ومعاكس له في الاتجاه.

ويبدو أن المطلوب إنجازه على مستوى هذا (الجنوب المظلوم) أن يقر بالأمر الواقع الذي يعيشه، وأن يبصم بالعشر على كل الممارسات التي تقصيه كل يوم مما هو في حقيقة الأمر حقه الطبيعي والقانوني، ويبدو أيضاً أن المطلوب إنجازه جنوبياً هو أن يتقبل جميع الضربات المتلاحقة والموجعة في حقه دون أن يكون له حتى حق (التأوه والصراخ) من كل هذا الألم الوطني الموجع الذي يتخذ من قيمة الوحدة اليمنية سلاحاً للبطش والتنكيل بكل مكونات أبناء الجنوب.. وكأنما نسي هذا (الباطش) أن هذا المجموع السكاني قد أنكر ذاته وخصوصياته وتقدم بوطنية لا يعلى عليها تجاه الحلم الوطني الجميل حلم (الوحدة اليمنية) قبل أن يتحول هذا الحلم بفعل ممارسات (الجهويين) إلى كابوس مزعج يؤرق مضاجعهم ويقلق سكينتهم وينتهك كرامتهم ويصادر حقوقهم ويتملك مقومات حياتهم ويحل محلهم ويصادر كل خصوصياتهم.. تحت شعارات وطنية كبيرة من قبيل (الوحدة اليمنية).. (الوحدة الوطنية).. إلخ من الشعارات.

وبلغت الكارثة الوطنية مداها حينما انبرى لنا مؤخراً من يبشرنا جميعاً بأنه ومن أجل مواجهة كل ذلك سوف يذهب إلى آخر أشواط (الخفة في المسئولية) بتسليح المواطنين لمواجهة هذا الحراك الجنوبي، وأنه سيكون من ضمن (كتيبة المقاتلين) في الشوارع في معارك (جديدة).. سيكون (الدم) ولاشيء غير (الدم) شعارها المتحضر وأساسها (البسماركي) المتجذر في عقلية يبدو أنها قد أدمنت وخبرت (المعارك الدموية) بعد أن أفلست تماماً في تقديم المفيد (تنموياً) على مر السنوات السابقة.. وحينما يخبرنا (هذا الخبير) الدولي بهذه النظرية الدموية الجديدة في هذا الشهر الفضيل ينسى كما يبدو أن يكمل المعلومة الناقصة التي تستوجب إجابة واضحة من قبله عن السؤال الذي يقول: يا ترى من سيحارب من في هذا الوطن المنكوب؟

كنا نتمنى .. ونحن في هذا الشهر الفضيل أن يكون صوت العقل الوطني سيد الموقف وأن تبدأ السلطة ببادرة حسن النية من خلال إطلاق سراح جميع المعتقلين على ذمة الاعتصمات السلمية في مختلف محافظات الجنوب، وأن تعمل هذه السلطات على مراجعة الذات بعقلية الحريص الممحص في حقيقة الموقف بشكل عام، والمعترف بـ (الحق الجنوبي) السياسي ولا شيء غير السياسي.. ومن ثم البدء بحوار مسئول مع هذا (الشريك الجنوبي) في كل ما يخصه، وفي كل ما يرضي طموحاته ويحقق أمانيه.. لأن الاستماع إلى لغة طبول الحرب والمبشرين بحمامات الدم والطروحات غير المسئولة لا يمكن أن ينتج إلا كل ما هو (غير مسئول).

رسالة إنسانية إلى كل من يهمه الأمر

أبلغت شخصياً من عائلة الصديق العزيز ناصر علي النوبة.. أنهم يمنعونهم من زيارته والالتقاء به والجلوس معه، وأن هذا الرفض غير المبرر وصل حد عدم السماح للطبيب الخاص الذي أحضرته العائلة لفحص العميد النوبة بمعاينته، وهو المريض بداء السكر وضغط الدم.. وعليه نتوجه إلى كل من يهمه الأمر في داخل الوطن وخارجه السماح لذوي المعتقلين في عدن وفي حضرموت بزيارتهم والاطمئنان عليهم، خاصة والبعض منهم يعاني أمراضاً خطيرة كالأستاذ حسن باعوم وناصر النوبة، كما أننا نتوجه بدعوة متوازية مع حرم الأخ صلاح سالم بن هامل جهة ضرورة الكشف عن مكانه في السجون وكشف الغموض الذي يحيط باعتقاله والحديث عن انتقاله إلى خارج المحافظة، باعتبار أن مثل تلك الممارسات تجديد لفعل شمولي صرف.. وغير إنساني.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى