ويتحدثون عن الوحدة (الأمريكية) والوحدة (الألمانية) برؤوس أقلام !

> أديب قاسم:

> يتحدثون عن كيف تمت الوحدة في أمريكا بين الولايات (أو بين الشمال والجنوب) ويتحدثون عن بسمارك الذي وحد ألمانيا، ولكن برؤوس أقلام لا تغني من جوع .

كان ذلك حديث الأخ عبد القادر باجمال الأمين العام لـ«المؤتمر الشعبي العام» لصحيفة «الخليج» والمنشور في صحيفة «الأيام» عدد 5199 في 16 سبتمبر 2007م.. حيث جاء قوله :

«وأريد أن أؤكد أن الناس ستدافع عن وحدتها وعن تاريخها؛ فجيل بأكمله في أمريكا دخل في معارك شديدة جداً إلى أن توحدت أمريكا والوحدة التي حققها بسمارك في ألمانيا لم تأت بتقبيل الذقون».

ولا يقولون لنا كيف تمت تلك الوحدة، أو ما شكلها، اتفاق تكامل، أم تحالف دول، أم اتحاد أم وحدة؟

الحقيقة، لقد رأينا في تجربة ألمانيا الموحدة على عهد بسمارك، بل رأينا كذلك في تجربة الاتحاد الأمريكي عام 1778م أن قد لعبت خطوط السكة الحديد منذ مطلع القرن التاسع عشر دوراً رئيسياً في تدعيم كيان الشعب الأمريكي لتحقيق وحدته القومية وكما يقول الأمريكان :

Railways (railroads the American word for railways) were so vital to national growth

فكانت بداية المنطلق قد وقفت على التنظيم المادي للحياة، وإقرار المواطنة الاقتصادية لجميع المواطنين .. ومع تلاشي المسافات، سقطت الحواجز الجغرافية والسياسية والاجتماعية والثقافية. وفي هذه الفترة أطلق الألماني بسمارك صيحته التي سار على نهجها في توحيد الولايات الألمانية .

امتدت شبكة القطارات بين جميع هذه الولايات لتصل الأخ بأخيه حتى ذابت الفوارق اللغوية (اللهجات) .. ومع قيام نظام سياسي إداري كفل لجميع الولايات حقوق المواطنة المتساوية والكاملة امتدت السكك الحديدية وتم لكل ولاية نظام حكم محلي كامل الصلاحيات، وقد اتسمت كل ولاية بطابعها الخاص في الإنتاج الذي ازدهرت به كل ولاية، وأهمها الموانئ الرئيسية والمطارات ذات الأسطول التجاري الكبير كونها قريبة من تلك الموانئ (لا وسط الجبال)!.. ثم تأتي القطارات لتصل جميع الولايات بهذا المنتوج ضمن الإنتاج الصناعي والزراعي.. لا أن تأتي القاطرات وتنقل البضائع من ميناء الحاويات في العاصمة الاقتصادية والتجارية إلى العاصمة السياسية ومن هناك تتم الهيمنة على السوق التجاري (!!) بمركزية مفرطة أخلت بأسس الثقة التي قامت على أركانها الوحدة اليمنية. وبالأقل، ندرك أن الوحدة الأمريكية والوحدة الألمانية اتخدتا في البدء الشكل الكونفدرالي .. والفدرالي . وسميت الأولى بـ«الولايات المتحدة الأمريكية» واتخذت الأخرى سمة «ألمانيا الاتحادية». وبالإمكان أن نضيف إلى ذلك (حديثاً) كيف توحدت عموم الهند All India وأصبح لها مطارات رئيسيان، بل أكثر من هذا وأهمها مطار بومبي الدولي كونها (أي بومبي) العاصمة السياحية والثقافية والتجارية النشطة وهي ميناء الهند الرئيسي ومصدر حيوي لعموم الدولة الهندية.. والأهم من ذلك أن لكل ولاية في الهند نظام حكم محلي كامل الصلاحية عماده مجلس وزراء أي حكومة مصغرة . وفي النهاية نقول لأمين عام «المؤتمر الشعبي العام» نعم ليست الوحدة بتقبيل الذقون .. ولا بتركيع الرُّكب !

واليوم يهتف العالم من حولنا بإرادة شعبية وحنكة سياسية (بقرار سياسي فعال):

CHALLENG INCLUDE CORRUPTION

(التحدي يشمل الفساد)

وغيرنا في اليمن يتحدث عن مقررات قيام الوحدة لترسيخها (بمعارك شديدة جداً).. ولا يعرف أنه يعرف أن مؤسسته بالأصل قائمة على الفساد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى