طمس معالم حضرموت

> سالم العبد:

> يتردد بين أوساط المثقفين والإعلاميين والصحفيين وغيرهم من النخب في مؤسسات المجتمع المدني في مدينة المكلا وسائر مدن محافظة حضرموت أن قراراً مقيتاً يطبخ في وزارة الإعلام وبعض مؤسساتها يهدف إلى تغيير اسم دار باكثير للصحافة والطباعة والنشر وصحيفة «شبام» الأسبوعية الرسمية الوحيدة في المحافظة إلى دار نوفمبر للصحافة والطباعة والنشر وصحيفة «نوفمبر» اليومية!!

ويشاع بأن هذا القرار المتعسف بحق علمين بارزين من أعلام حضرموت وهويتها يأتي استغلالاً لتوجيهات عليا بتحديث القاعدة المطبيعة لدار باكثير وصحيفة «شبام» وإصدارها يومية بدلاً من أسبوعية.. وكأن مشروع التحديث لهاتين المؤسستين لن ينجح أو ينفذ إلا بالمساومة على هذين الرمزين ومسحهما من الذاكرة الشعبية والوطنية.

ونحن إذ نحذر من مغبة ونتائج اتخاذ مثل هذا القرار السيء النوايا.. فإننا نثير تساؤلاً بسيطاً وواقعياً.. لماذا إلغاء اسم باكثير الأديب الحضرمي والعربي والعالمي وكأنه اسم نكرة يحد من مكانة وانطلاقة المؤسسة الطباعية المعروفة في عاصمة المحافظة المكلا.. أو أن بقاء اسم شبام، ناطحة السحاب العالمية الشهيرة في حضرموت ودرة مدن حضرموت يمكن أن يعرقل مشروع تطوير الصحيفة الرسمية الوحيدة في المحافظة؟! ألا يعلمون أن هذين الاسمين أكثر شهرة ووقعاً وجاذبية على المستويات العربية والإقليمية والدولية من أية أسماء أخرى تقترحها هذه الجهة أو تلك ومهما كانت ذرائعها المحكومة بالبؤس وسوء المقصد والنية؟!

ولنطلع على مسميات بعض أهم الصحف في بعض المدن العربية للشهادة بحجم نجاحها ومستوى رواجها المستمدين من عراقة أسمائها والمستوى الرفيع للقائمين عليها تمويلاً وإدارة وتحريراً وتوزيعاً.. الخ.. خذوا «الأهرام» الصحيفة المصرية اليومية، وصحيفة «عكاظ» السعودية وأخواتها «المدينة» و «الرياضي» وصحيفة «الخليج» الإماراتية، وغيرها الكثير.. فلماذا ظلت هذا الصحف الذائعة الصيت والسمعة محتفظة بأسمائها لعقود طويلة من الزمن دون أن يجرؤ أحد مهما كان موقعه ولا مؤسسة مهما كان حجمها ووزنها على تغيير هذه الأسماء الرموز؟!.. مع أن عملية تطوير أوضاعها والارتقاء بأدائها تجري بشكل طبيعي كل سنة أو بضع سنوات على تعاقب الوزارات والمؤسسات المسؤولة عنها رسمياً.. فما الذي يدعو إذن إلى ارتكاب مثل هذه الحماقات تجاه مؤسساتنا الطباعية والإعلامية والصحافية؟ إلا إن كان هناك نوايا مبيتة لطمس هويتنا الوطنية الرفعية، وإلغاء معالمنا الكبيرة المعروفة دولياً مثل شبام التي تبنت مشروع تصنيفها ضمن المدن التاريخية والأثرية عالمياً هيئة اليونسكو التابعة للأمم الامتحدة منذ الثمانينات.. فإن صح ذلك وأصرت الجهات المعنية على ارتكاب هذه الفرية، فإن موقفاً حازماً يجب أن تقوم به مؤسسات المجتمع المدني وسائر المثقفين والإعلاميين والصحفيين والأدباء والمحايين والأطباء وغيرهم من الشرائح لتعطيل مثل هذا القرار الكارثة واجتثاثه من الأذهان البخارية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى