في أزمة الأهلي والبث الفضائي.. الفضائيات التي وقعت الاتفاق الأول مع اتحاد الكرة اعتبرته شراء سمك في ماء
> القاهرة «الأيام الرياضي» عن «الأهرام»:
> أزمة البث الفضائي لمباريات الدوري طالت, مثل كثير من أزماتنا, لأن كل طرف فيها لا يفكر إلا في مصلحته, ولايوجد حوار يحقق المصلحة المشتركة, وإنما حوار طرشان واشتباك لا يسمع طرف الطرف الآخر, بجانب غياب المعلومات عن الكثيرين الذين يتناولون الأزمة بالرأي والتحليل, وشيوع التجريح.
وهو ما أفرز الفوضى القائمة, وكنت قد حذرت من فوضى قادمة أعنف وأخطر وتجلت مظاهرها المبكرة حين أعلن الزمالك أنه لن يذيع مبارياته أخيرا, وأعلن قبلها مؤخرا أنه يطالب بتعويضه من الفضائيات في حال عوضت الأهلي, وكان أعلن من أسابيع أنه يرغب في بيع حقوق الرعاية لقناته وهو لايمتلك قناة!
واختصر الأزمة الحالية في بضع نقاط, معتذرا مسبقا عن تكرار بعضها..
أولا:كنت شخصيا انتقدت اتحاد كرة القدم حين توصل إلى الاتفاق مع فضائيات كانت قائمة وهي دريم, وأوربيت, وإيه. آر. تي..وقلت إن مبلغ ثلاثة ملايين و600 ألف جنيه قليل جدا ووصفت بيع الدوري بأنه رخيص..لكن قصة البيع كشفت لي الحقيقة فيما بعد, وأقولها للإنصاف, لأن التراجع عن خطأ فضيلة, ولأن التجريح والتشويه لايتوقف.
والحقيقة أن تلك القنوات بممثليها اعتبروا المبلغ مغال فيه, لأن القناة الأرضية والفضائية المصرية, وقناة النيل للرياضة ستبث المباريات, وقال أحد ممثلي القنوات إنه يرفض دفع مليوني جنيه مقابل هذا البث لأنه يساوي شراء سمك في ماء, وكان صناع الاتفاق بالترتيب هم عمرو وخفاجي عن دريم, ومصطفى جمعة عن إيه آر تي, وفيلكس عن أوربيت..وشهادة الثلاثة جاهزة!
ثانيا: نجاح بث مباريات الدوري فضائيا رفع نسبة المشاهدة لها, وأثرى مسابقة الدوري وجعل للمنتج قيمة وكان من أسباب النجاح تنوع المحللين وخبرتهم, وتنسيق الاستوديو, وتقنية الصوت والصورة العالية, وهو ما جذب شركات الإعلانات نحو تلك الشاشات, خاصة أن أسعار بيع الدقيقة مثلا لا تقارن بأسعار بيع نفس الفترة الزمنية في القناة الأرضية, بجانب أن الفضائيات تقدم خدمة مميزة وعندها المساحة الزمنية الكافية لتقديمها!
ثالثا:هذا النجاح للفضائيات التي صدرت بموافقات من الدولة, وباستثمارات كبيرة..هذا النجاح للفضائيات التي كانت موجودة والأخرى التي أطلقت فيما بعد جعل الدوري المصري يبدو مثل قطعة تورتة مغرية..وقد ترتب على نجاحها تغيير شامل في شكل ومضمون البرامج الرياضية كلها في التليفزيون المصري..لكن شاشات الفضائيات ظلت مصدر جذب للمعلن للأسباب التي ذكرتها..!
رابعا:ظل الأهلي يؤسس قناته وفقا لقوانين هيئة الاستثمار وجميع القوانين, واستغرق قرابة العامين كي يطلقها..لكن مفهوم قناة النادي يبدو غائبا عمن أطلقوها, فالقضية ليست إذاعة مباريات الفريق على الهواء مباشرة, لأن كل أندية العالم لا تبث مبارياتها على قنواتها الخاصة, لأن الشراكة الجماعية أفضل, ولأن استوديهات التحليل الخاصة بقنوات الأندية سوف تصيب شارع الكرة المصرية باحتقان يضاف إلى الاحتقان القائم!
خامسا:كان من حق الأهلي أن يطلق قناة لزيادة موارده, لكن قنوات الأندية في العالم ليست هي المورد الأساسي, وإنما بيع الدوري وتوزيع العائد بنسب عادلة هو الأساس..وأضيف هنا أن فكرة الإشتراكية في توزيع العائد غير منصفة, وغير مقبولة, فالبطل الذي يحتكر البطولات لايتساوى مع غيره, وصاحب الشعبية الهائلة لايتساوى مع غيره..لكن كيف يحقق الأهلي أفضل عائد إعلاني من قناته الخاصة؟!
حوار مثل هذا الحوار الممتع الذي أجري مع مانويل جوزيه يمكن أن يمثل وحده حصيلة مباراة كبيرة للفريق, وقناة الأهلي من حقها أن تحتكر مدرب الفريق ولاعبيه وشخصيات النادي.
وهناك مواد كثيرة يمكن أن تجذب المعلن والمشاهد, ولو أن قنوات الأندية لها أهداف أخرى في الخارج غير الربح بالدرجة الأولى!
سادسا: أزمة هذا الموسم سببها قانوني, فالأهلي منح حق التخارج من اتفاق الاتحاد مع الأندية, دون تفسير لكيفية التخارج, وفي الوقت نفسه ظل الأهلي يتقاضى حصته من الاتفاق طوال عامين بما يعني من وجهة نظر البعض أنها موافقة ضمنية على الاتفاق الساري.. وكان خطأ الاتحاد هنا هو تلك الجملة التي حملت ضمنيا أيضا معنى أن الأهلي سيخرج من الاتفاق حين يؤسس قناة..و يحلها ربنا يوم يؤسسها..!
سابعا: توجد حالات نادرة تبث فيها بعض الأندية مبارياتها على قناتها مباشرة, لكن القاعدة أنه لاتوجد قناة ناد تبث مباريات فريقها مباشرة, وتسويق هذا المنتج الذي تملكه الأندية بلا جدال يكون من خلال الإتحادات أو من خلال رابطة الأندية المحترفة دون الدخول في التفاصيل..وأوضح مسألة مالك المنتج بأنه إذا كان النادي هو الذي يبيع تذكرة مباراته فهو بالتالي المالك الاصلي للمنتج.. هل تلك واضحة ؟!
ثامنا:تقييم سوق المنتج وإعلاناته في الموسم المقبل ضروري, على أن يكون التقييم أمينا وموضوعيا ومحترفا, لأن الأرقام التي تطرح عن قيمة المنتج فيها مبالغة, وفيها لمسات الهواة..وبالطبع من حق الأهلي أن يعوض من الفضائيات عن بث مبارياته مادام قد اتفق على ذلك في اجتماع حضره الجميع..وأكرر أن بثه لمبارياته على قناته سيكون بدعة وسابقة تفتح أبوابا في المستقبل لايمكن إغلاقها, وعلى من يتخذ هذا القرار أن يتحمل مسئوليته وتبعاته!
ويبقي أن إيه. آر. تي دخلت في شراكة مع أندية الهلال السعودي وتحاول مع النصر وغيره, على أن تكون القناة ضمن باقاتها المشفرة حسب ما علمت من مسئول في التليفزيون السعودي..فهل هناك اتفاق مماثل مع الأهلي..أو هل كان هناك اتفاق مماثل ثم ألغي أو أؤجل ؟!
وهو ما أفرز الفوضى القائمة, وكنت قد حذرت من فوضى قادمة أعنف وأخطر وتجلت مظاهرها المبكرة حين أعلن الزمالك أنه لن يذيع مبارياته أخيرا, وأعلن قبلها مؤخرا أنه يطالب بتعويضه من الفضائيات في حال عوضت الأهلي, وكان أعلن من أسابيع أنه يرغب في بيع حقوق الرعاية لقناته وهو لايمتلك قناة!
واختصر الأزمة الحالية في بضع نقاط, معتذرا مسبقا عن تكرار بعضها..
أولا:كنت شخصيا انتقدت اتحاد كرة القدم حين توصل إلى الاتفاق مع فضائيات كانت قائمة وهي دريم, وأوربيت, وإيه. آر. تي..وقلت إن مبلغ ثلاثة ملايين و600 ألف جنيه قليل جدا ووصفت بيع الدوري بأنه رخيص..لكن قصة البيع كشفت لي الحقيقة فيما بعد, وأقولها للإنصاف, لأن التراجع عن خطأ فضيلة, ولأن التجريح والتشويه لايتوقف.
والحقيقة أن تلك القنوات بممثليها اعتبروا المبلغ مغال فيه, لأن القناة الأرضية والفضائية المصرية, وقناة النيل للرياضة ستبث المباريات, وقال أحد ممثلي القنوات إنه يرفض دفع مليوني جنيه مقابل هذا البث لأنه يساوي شراء سمك في ماء, وكان صناع الاتفاق بالترتيب هم عمرو وخفاجي عن دريم, ومصطفى جمعة عن إيه آر تي, وفيلكس عن أوربيت..وشهادة الثلاثة جاهزة!
ثانيا: نجاح بث مباريات الدوري فضائيا رفع نسبة المشاهدة لها, وأثرى مسابقة الدوري وجعل للمنتج قيمة وكان من أسباب النجاح تنوع المحللين وخبرتهم, وتنسيق الاستوديو, وتقنية الصوت والصورة العالية, وهو ما جذب شركات الإعلانات نحو تلك الشاشات, خاصة أن أسعار بيع الدقيقة مثلا لا تقارن بأسعار بيع نفس الفترة الزمنية في القناة الأرضية, بجانب أن الفضائيات تقدم خدمة مميزة وعندها المساحة الزمنية الكافية لتقديمها!
ثالثا:هذا النجاح للفضائيات التي صدرت بموافقات من الدولة, وباستثمارات كبيرة..هذا النجاح للفضائيات التي كانت موجودة والأخرى التي أطلقت فيما بعد جعل الدوري المصري يبدو مثل قطعة تورتة مغرية..وقد ترتب على نجاحها تغيير شامل في شكل ومضمون البرامج الرياضية كلها في التليفزيون المصري..لكن شاشات الفضائيات ظلت مصدر جذب للمعلن للأسباب التي ذكرتها..!
رابعا:ظل الأهلي يؤسس قناته وفقا لقوانين هيئة الاستثمار وجميع القوانين, واستغرق قرابة العامين كي يطلقها..لكن مفهوم قناة النادي يبدو غائبا عمن أطلقوها, فالقضية ليست إذاعة مباريات الفريق على الهواء مباشرة, لأن كل أندية العالم لا تبث مبارياتها على قنواتها الخاصة, لأن الشراكة الجماعية أفضل, ولأن استوديهات التحليل الخاصة بقنوات الأندية سوف تصيب شارع الكرة المصرية باحتقان يضاف إلى الاحتقان القائم!
خامسا:كان من حق الأهلي أن يطلق قناة لزيادة موارده, لكن قنوات الأندية في العالم ليست هي المورد الأساسي, وإنما بيع الدوري وتوزيع العائد بنسب عادلة هو الأساس..وأضيف هنا أن فكرة الإشتراكية في توزيع العائد غير منصفة, وغير مقبولة, فالبطل الذي يحتكر البطولات لايتساوى مع غيره, وصاحب الشعبية الهائلة لايتساوى مع غيره..لكن كيف يحقق الأهلي أفضل عائد إعلاني من قناته الخاصة؟!
حوار مثل هذا الحوار الممتع الذي أجري مع مانويل جوزيه يمكن أن يمثل وحده حصيلة مباراة كبيرة للفريق, وقناة الأهلي من حقها أن تحتكر مدرب الفريق ولاعبيه وشخصيات النادي.
وهناك مواد كثيرة يمكن أن تجذب المعلن والمشاهد, ولو أن قنوات الأندية لها أهداف أخرى في الخارج غير الربح بالدرجة الأولى!
سادسا: أزمة هذا الموسم سببها قانوني, فالأهلي منح حق التخارج من اتفاق الاتحاد مع الأندية, دون تفسير لكيفية التخارج, وفي الوقت نفسه ظل الأهلي يتقاضى حصته من الاتفاق طوال عامين بما يعني من وجهة نظر البعض أنها موافقة ضمنية على الاتفاق الساري.. وكان خطأ الاتحاد هنا هو تلك الجملة التي حملت ضمنيا أيضا معنى أن الأهلي سيخرج من الاتفاق حين يؤسس قناة..و يحلها ربنا يوم يؤسسها..!
سابعا: توجد حالات نادرة تبث فيها بعض الأندية مبارياتها على قناتها مباشرة, لكن القاعدة أنه لاتوجد قناة ناد تبث مباريات فريقها مباشرة, وتسويق هذا المنتج الذي تملكه الأندية بلا جدال يكون من خلال الإتحادات أو من خلال رابطة الأندية المحترفة دون الدخول في التفاصيل..وأوضح مسألة مالك المنتج بأنه إذا كان النادي هو الذي يبيع تذكرة مباراته فهو بالتالي المالك الاصلي للمنتج.. هل تلك واضحة ؟!
ثامنا:تقييم سوق المنتج وإعلاناته في الموسم المقبل ضروري, على أن يكون التقييم أمينا وموضوعيا ومحترفا, لأن الأرقام التي تطرح عن قيمة المنتج فيها مبالغة, وفيها لمسات الهواة..وبالطبع من حق الأهلي أن يعوض من الفضائيات عن بث مبارياته مادام قد اتفق على ذلك في اجتماع حضره الجميع..وأكرر أن بثه لمبارياته على قناته سيكون بدعة وسابقة تفتح أبوابا في المستقبل لايمكن إغلاقها, وعلى من يتخذ هذا القرار أن يتحمل مسئوليته وتبعاته!
ويبقي أن إيه. آر. تي دخلت في شراكة مع أندية الهلال السعودي وتحاول مع النصر وغيره, على أن تكون القناة ضمن باقاتها المشفرة حسب ما علمت من مسئول في التليفزيون السعودي..فهل هناك اتفاق مماثل مع الأهلي..أو هل كان هناك اتفاق مماثل ثم ألغي أو أؤجل ؟!