على هامش حوار جميل مع الفنانة القديرة نجوى فؤاد

> «الأيام» مختار مقطري:

> وصلني قبل عدة أيام شريط كاسيت أرسله لي عبر البريد من أبوظبي الفنان الإماراتي/ اليمني خالد السعدي، فيه تسجيل لحوار أجراه في القاهرة مع الفنانة القديرة نجوى فؤاد، ولا فضل لي فيه غير إعداد الأسئلة.

وهذه ليست هي المرة الأولى فسبق لخالد السعدي أن أجرى حواراً مع الفنان المصري القدير فاروق سلامة نشر في «الأيام». وكنت قبل أيام قد تهيأت لإفراغ محتوى الشريط إلى الورق بعد أن استمعت إليه مرتين إلا أنني آثرت تأجيل ذلك لأكتب هذه السطور على هامش حوار لذيذ وممتع ورائع تألق فيه خالد السعدي ليؤكد مرة ثانية أنه محاور قدير بامتياز كما هو فنان قدير بامتياز ،وتألقت فيه أحلى الراقصات نجوى فؤاد تألقها المشع اللؤلؤي راقصة وممثلة وإنسانة رائعة، ولعل تألق الاثنين معاً مرجعه علاقة الصداقة القوية والجميلة الجامعة بين الطرفين، فكان الحوار حميمياً وشفافاً وصادقاً بكل ما فيه من ود تلقائي بديع، وأغناه السعدي بمداخلات مستفزة بحنو ورقة متنامية دلت على معرفة وثيقة بتفاصيل ودقائق حياة نجوى فؤاد ومشوارها الفني المشرق، وأغنته نجوى فؤاد بتلقائية حديثها الذكي الغني بتجربة فنية لها ألقها النابض بالعطاء الفني الأنيق الذي أرخته تضحيات جسام على طريق طويل مزروع شوكاً ومسامير إلا أن صوتها كان دافئاً بشجن حزين، أترك للقارئ الكريم اكتشاف علته عند نشر الحوار .

ومن الواضح أني أمتاز بالأنانية واقتناص الفرص وأني لن أكف عن استغلال علاقتي الطيبة بالفنان خالد السعدي لأكلفه إجراء حوارات مع عدد آخر من الفنانين العرب إلا أنني أعتمد على حبه لهذا الدور المثقف، خصوصا وأن علاقات زمالة وصداقة تربطه بعدد كبير من الفنانين العرب، أما نجوى فؤاد فهي أشهر من أن يقدمها هذا الحوار إلى الآلاف من قراء «الأيام» فاسمها محفور في الذاكرة ومنقوش في كل قلب بكل البلاد العربية، وفي عدد غير قليل من البلاد غير العربية، ولذلك أنا المستفيد من إعداد أسئلة الحوار ليعرفني قراء «الأيام» من خلال هذه الفنانة الرائعة، ولكن .. لماذا نجوى فؤاد بالذات؟ مع أن خالد السعدي حدثني عن فنانات أخريات تربطه بهن صداقات عمرها طويل .. السبب هو أنني معجب متعصب لنجوى فؤاد، راقصة وممثلة منذ أن شاهدتها على شاشة التلفزيون وأنا في الإعدادية تقدم استعراضاً راقصاً في منتهى الجمال على موسيقى - إن لم تخني الذاكرة - مستوحاة من أغنية من الفلكور المصري عنوانها (الصبر دا أحسن دوا) في ذلك الاستعراض المدهش الساكن بذاكرتي إلى اليوم لم تكن نجوى فؤاد ترقص فقط ، وإنما كانت تمثل أيضاً وتجسد معاني الموسيقى بتعبير حزين في وجهها وبحركة ذراعيها وتمايل جسدها الحائر بين ثلاثة دفوف، وخلال مشوارها الفني نجحت نجوى في تحويل الرقص الشرقي من (هز وسط) إلى عمل استعراضي راقٍ، وهي ثالثة ثلاث نجحن في التمثيل كما نجحن في الرقص الشرقي -تحية كاريوكا ونعيمة عاكف - وظلت سامية جمال - في رأيي - مجرد راقصة، ومن جئن بعد نجوى فؤاد لم تثبت واحدة منهن موهبة في التمثيل ولم تضف جديداً إلى الرقص الشرقي، بل عدن به إلى (هز الوسط)، وإذا كان من الصعب التفريق بين شادية الممثلة وشادية المطربة، فالحالة نفسها تنطبق على نجوى فؤاد منذ أن قدمت أول بطولة مطلقة لها في فيلم (ملاك وشيطان) مع رشدي أباظة وزكي رستم وصلاح ذوالفقار ومريم فخرالدين، ونجحت نجوى فؤاد الممثلة وقدمت عشرات الأفلام السينمائية لعبت فيها أدواراً لنماذج عديدة من النساء، ونجحت نجوى فؤاد الراقصة عربياً ودولياً وفازت بالعديد من الجوائز لأنها أضافت شيئاً جميلاً للرقص الشرقي، فكأن الموسيقى -وهي ترقص - أُلفت لترقص عليها، حتى يخيل لمن يشاهدها وهي ترقص أن الملحن أو مؤلف الموسيقي استوحى قطعته الموسيقية من رقصها البديع، كما يخيل لي أن منير مراد وضع موسيقى أغنية (كعب الغزال) لمحمد رشدي على إيقاع كعب نجوى فؤاد الذي (يمشي بحنية ليقوم زلزال) ويلمس الأرض ليزلزلها .

لهذا اخترت نجوى فؤاد، كفنانة صاحبة موهبتين رائعتين، ولأنها نجوى فؤاد، ولأن الذي حاورها فنان أصيل هو خالد السعدي، أعد القارئ الكريم بحوار رائع اجتمع فيه جمال الغناء الأصيل بجمال الرقص الشرقي الأصيل ليخيل إلي وأنا أستمع إليه أنني أستمع لوصلة من الطرب الأصيل على إيقاع جميل .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى