الملعب الرياضي .. سلاح (حماس) وحده لا يكفي

> «الأيام الرياضي» عادل الأعسم:

> غادرت بعثة منتخبنا الوطني لكرة القدم صباح أمس في طائرة خاصة الى مسقط للمشاركة في (خليجي 19) وسط ترقب حذر من قبل الجماهير والنقاد وتفاؤل قيادة اتحاد الكرة وثقة المدرب محسن صالح في قدرات لاعبيه على تقديم عروض قوية وتحقيق نتائج مشرفة.

خلال أيام الاسبوع الماضي كان استعداد منتخبنا لـ (خليجي 19) مثار نقاش وجدل على أكثر من قناة فضائية عربية وتركزت معظم الآراء والتحليلات-إن لم أقل كلها- على نقطة هامة وهي عودة المصري محسن صالح لتدريب المنتخب اليمني والاستغناء عن البرتغالي جوزيه موريس بعد حوالي شهر ونصف من التعاقد معه.

وأجمعت التحليلات والآراء على أن استعداد منتخبنا شابه التخبط والارتباك ولم يصل الى المستوى المطلوب الذي يمكنه من تقديم مستوى أفضل وحصد نتائج أحسن من مشاركاته السابقة في دورات الخليج الثلاث الماضية.

- وبعيدا عن الثقة المطلقة للمدرب محسن صالح وتصريحات قيادة اتحاد الكرة المتفائلة دعونا نقارن بين النوايا والتنفيذ .. بين الاقوال والافعال في مسيرة استعداد المنتخب لـ (خليجي 19).

- بعد العروض الجيدة في (خليجي 18) بأبو ظبي وبعد إقرار استضافة بلادنا لـ (خليجي 20) كانت لدى قيادة اتحاد الكرة خطة طموحة جدا، وطويلة المدى لإعداد منتخبنا لـ (خليجي 20) مرورا (بخليجي19) بمسقط وتم اعتماد البرنامج المقدم من المدرب محسن صالح والموافقة على رصد الميزانية المناسبة لتنفيذه لكن هناك فرق كبير بين ما أراده الجهاز الفني وطمح إليه اتحاد الكرة وبين ما تم تنفيذه على أرض الواقع.

- مضت سنتان تقريبا منذ انتهاء (خليجي 18) حتى مغادرة منتخبنا الى (خليجي19) فهل استفاد الجهاز الفني فعلا من هذه الفترة الطويلة لإعداد المنتخب علما أنه تخللتها مشاركة هامة في التصفيات الآسيوية التمهيدية المؤهلة للمرحلة الثانية للتأهل الى مونديال 2010م؟

- الوقائع والشواهد تؤكد بالمنظور والملموس أن المدير الفني محسن صالح لم يستفد كما يجب من هذه الفترة الطويلة بل أهدرها وبعثرها بإجازاته الكثيرة وانشغالاته المتعددة بالتحليل للقنوات الفضائية خارج البلاد، ثم مرضه وابتعاده عدة أشهر عن تدريب المنتخب.

- ونحن هنا لا نعترض على مرض محسن صالح فهذه إرادة الله ورغم اختلافنا معه في أمور ليست فنية إلا أننا ما زلنا عند رأينا أن الكابتن محسن صالح مدرب ممتاز ومناسب لمنتخبنا إلا أنه لم يأخذ المهمة بالجدية المطلوبة وربما أننا ساعدناه على ذلك ويمكن القول أنه جاء إلينا مدربا ملتزما وتعلم عندنا (الزمبلة) وعدم الاهتمام مثل مدربين أجانب سابقين غيره وقبله بل إننا أدخلناه في دهاليز ودوامات أمور أخرى لا علاقة لها بمهمته الفنية وهي مسئوليته الاساسية.

- وبإيجاز يمكننا أن نلخص مسيرة استعداد منتخبنا لـ (خليجي 19) في النقاط التالية:

أولا: معظم فترات السنة الاولى بعد (خليجي 18) أي عام 2008م ذهب في إعداد المنتخب للتصفيات التمهيدية لنهائيات كأس العالم 2010م حيث خاض المنتخب فترة استعداد متواصلة من خلال معسكر داخلي طويل المدى تخللتها بعض المعسكرات الخارجية في مصر بالتحديد وشكا المدرب محسن صالح خلال تلك الفترة من عدم قدرة اتحاد الكرة وبالذات أمينه العام على تأمين المباريات ودية تجريبية ومناسبة حسب طلب ومواعيد الجهاز الفني، لذلك لم يعد سوى مباريات إعدادية محدودة وكانت أهم محطة حقيقية للمنتخب هي مبارياته الرسمية في التصفيات الآسيوية مع المنتخب المالديفي (ذهابا وإيابا) وتجاوزه بفارق الاهداف والصعود إلى المرحلة التالية لملاقاة المنتخب التايلندي (ذهابا وإيابا) والخروج من التصفيات على يده.

ثانيا: بعد الخروج من التصفيات الآسيوية التمهيدية لمونديال 2010م كان يفترض أن يبدأ الجهاز الفني مرحلة الاستعداد الجاد لـ (خليجي 19) لا سيما وأن أمامه فترة حوالي عام وهي فترة تعتبر طويلة ومناسبة جدا جدا لتنفيذ برنامج إعدادي قوي وطموح.. ولكن- للاسف- الشديد تم إهدار هذه الفترة وبعثرها بعثرة رهيبة وعجيبة بين مرض الكابتن محسن صالح ومغادرته البلد واعتذاره عن تدريب المنتخب وبين البحث عن مدرب أجنبي بديل، ثم التعاقد مع البرتغالي جوزيه موريس وأعقبها شد وجذب حول بقاء (موريس) أو عودة محسن وخلال هذه الفترة كان المتضرر والخاسر الأكبر هو المنتخب الوطني الذي ظل حبيس معسكر داخلي طويل ومنقطع في الوقت ذاته تحت إشراف الجهاز الفني المصري المعاون لمحسن صالح بقيادة حمزة الجمل قبل أن يأتي البرتغالي موريس الذي أمضى حوالي شهر ونصف ذهبت هدرا بين استدعائه مجموعة من اللاعبين وإبعاده مجموعة أخرى وبين خلافه مع الاتحاد حول التعاقد مع مساعدين حسب طلبه أو بقاء المساعدين المصريين معه وبين تداعيات حول خلافه مع حمزة الجمل وجدل بين بقائه واستمراره أو عودة الكوتش الصالح محسن.

ثالثا:بعد الاستقرار على عودة محسن ورحيل موريس كان لم يتبق على موعد (خليجي 19) سوى حوالي شهر ونصف تقريبا فتقرر أن يذهب المنتخب الى معسكر خارجي الى تونس ثم الى مصر قبل عودته الى صنعاء الاسبوع الماضي ليلعب مباراتين أخيرتين مع زيمبابوي قبيل مغادرته صنعاء إلى مسقط .

وإذا نظرنا إلى المعسكرين الخارجيين في تونس ومصر يمكننا أن نخرج بملاحظتين هامتين:

-1- أن المنتخب لم يلعب خلالهما مباريات دولية قوية وإنما لعب مع فرق أندية وإن كان بعضها معروفا بقوته وله شهرته وصيته على المستوى الافريقي إلا أنها لعبت مع منتخبنا بالصف الثاني وربما الثالث.

-2- أن فترة المعسكريين المتتابعين في تونس ثم مصر كانت طويلة حوالي 40 يوما- وهذه المعسكرات الطويلة لم تعد تجدي من الناحية النفسية والمعنوية لا سيما أن لاعبي منتخبنا قضوا هذه الفترة بعيدا عن أسرهم وعائلاتهم ولم يسمح لهم حتى بقضاء العيد معهم وكان الافضل بعد معسكر تونس عودة المنتخب على الأقل لمدة يومين إلى البلد لقضاء عيد الاضحى مع أسرهم بدلا من أن يصيبهم (الملل) ويتسرب إلى نفوسهم (الطفش) بسبب الابتعاد الطويل عن عائلاتهم.

رابعا:طوال الاستعداد لـ (خليجي 19) لعب المنتخب 13 مباراة تجريبية منها 7 مباريات مع منتخبات هي :

عمان والبحرين والسودان وإندونيسيا وتنزانيا وأخيرا مباراتين مع زيمبابوي و6 مباريات مع أندية تونسية ومصرية وبغض النظر عن نتائج المباريات فإن هذه المباريات من حيث العدد والنوعية ليست كافية كما أن المباريات التي لعبها المنتخب من ضمن هذه المباريات مع منتخبات عمان والبحرين والسودان وإندونيسيا والتي يمكن اعتبارها قوية قياسا بالمباريات الاخرى ،نعتقد أن الاستفادة المرجوة منها تبعثرت بسبب تبعثر الاستعداد وانقطاعه بدلا من مواصلته بانتظام.

خامسا:كانت مباراتا زيمبابوي خاتمة الاستعداد وعلى الرغم من أن المنتخب الزيمبابوي معروف بأنه من المنتخبات القوية والمتطورة في افريقيا إلا أنه لعب معنا بـ (الرديف) وليس الأساسي والملاحظ أن المدرب محسن صالح لعب المباراة الأخيرة ولم تتضح بعد التشكيلة الاساسية التي مفترض أن يدخل بها المباراة الاولى أمام الامارات في خليجي (19).

سادسا: لا يمكن القول أن استعداد منتخبنا ضعيف لكنه أقرب إلى الضعيف وإذا تطرقنا الى الجوانب الإدارية سنجد أن المنتخب بعد (خليجي18) غير (المدير الإداري) خمس مرات وهذا دليل على أن هناك خطأ أو إرباك أو تقصير ما في إعداد المنتخب كما أن مساعد المدرب حمزة الجمل كان قد ترك المنتخب بعد خليجي 18 وعاد إلى مصر لتدريب الاسماعيلي قبل استقالته وعودته مجددا إلى اليمن.

- أخيرا ورغم هذا الاستعداد الذي لم يرتق إلى مستوى طموحنا وتطلعاتنا إلا أننا لا نخفي بعض التفاؤل المشوب بالحذر في قدرة لاعبينا على تقديم ولو شيئا مما تنتظره منهم جماهيرهم ووطنهم حيث يراهن الجميع على حماس اللاعبين لتجاوز وسد فراغ أي تقصير في الجوانب الفنية والبدنية والتكتيكية وإن كان سلاح (الحماس) وحده لا يكفي في مواجهات منتخبات خليجية كلها بطلة في مجموعتنا إلا أننا رغم ذلك متفائلون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى