مصر تشهد نشاطا دبلوماسيا مكثفا للبحث عن مخرج الأزمة

> لقاهرة «الأيام» الان نافارو:

> التقى المسؤولون المصريون مع الترويكا الاوروبية مساء أمس الأحد وكما يلتقي مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم الاثنين لبحث وسائل الخروج من الازمة في غزة.

وفيما شنت اسرائيل مساء أمس الأول السبت، كما كان متوقعا، عملية عسكرية برية في قطاع غزة، يسود الاعتقاد في القاهرة ان الامل في وقف فورى للهجوم الاسرائيلي شبه معدوم.

وعجز مجلس الامن الدولي أمس الأول السبت عن الاتفاق على مشروع قرار يدعو الى وقف اطلاق النار بسبب معارضة الولايات المتحدة على وجه الخصوص.

وقال دبلوماسي مصري رفيع، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة فرانس برس ان «اسرائيل لن تكسب شيئا في هذه العملية ونطالب بوقف اطلاق نار فوري».

وفي اشارة خصوصا الى حركة حماس، اكد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط بعد ظهر أمس الاحد ان «استمرار العمليات العسكرية الاسرائيلية لن يحقق هدفه المعلن وهو تدمير الفصائل الفلسطينية المقاتلة في غزة، بل سيحقق فقط المزيد من القتل والدمار من دون جدوى».

ولم تعلن اسرائيل بوضوح اهداف عملياتها العسكرية في غزة التي بدأت بقصف بري وبحري استمر ثمانية ايام قبل ان ينتقل الجيش الاسرائيلي الى مرحلة الهجوم البري مساء أمس الأول السبت.

وكانت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني قالت في تصريحات ادلت بها في القاهرة قبل ثمان واربعين ساعة من بدء الغارات الاسرائيلية على غزة في 27 من ديسمبر الماضي ان «اسرائيل تريد تغيير الوضع في قطاع غزة ومنع حركة حماس من اطلاق صواريخ على الاراضي الاسرائيلية انطلاقا من القطاع».

ولكن ليفني لم تقل صراحة ان اسرائيل تسعى الى انهاء سلطة حماس في غزة.

واستدعت وزارة الخارجية المصرية بعد ظهر أمس الاحد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وابلغتهم (استياءها) ازاء فشل المجلس في اصدار قرار ملزم بوقف الهجوم الاسرائيلي في غزة.

واكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية حسام زكي للصحفيين ان «الموقف المصري الذي تم ابلاغه للسفراء الخمسة يتمثل في ضرورة تعامل دولهم بالجدية الواجبة مع الوضع الحالي واضطلاعها بمسؤولياتها بموجب ميثاق الامم المتحدة والتحرك الفوري لمواجهة ما يحدث واستصدار قرار يلزم اسرائيل بوقف عدوانها على غزة».

وانتقد ابو الغيط «تلكؤ مجلس الامن في اصدار قرار لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة»، معتبرا ان هذا استمرار هذا التلكؤ يفقده مصداقيته امام الراي العام في العالمين العربي والاسلامي.ومن جهة اخرى دعا ابو الغيط كل الفلسطينيين الى وحدة الصف في هذه اللحظة الحرجة من النضال الفلسطيني.

وكان المتشددون بين العرب اتهموا القاهرة بالتواطؤ مع اسرائيل ولكن مصر ردت متهمة حركة حماس بالمغامرة وبانها، مثل حزب الله، اداة لايران في المنطقة.

واصدرت رئاسة الجمهورية المصرية بيانا اكدت فيه انها «تدين بأشد العبارات الهجوم البري الاسرائيلي في غزة».وتعتبر مصر، التي استقبلت أمس الاحد وزراء خارجية الترويكا الاوروبية واليوم الاثنين الرئيس ساركوزي، في المحطة الاولى لجولتهما الاقليمية، ان دورها محوري في توصل الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى هدنة عبر التفاوض.

وقال الدبلوماسي المصري «سنعرض على الاوروبيين خطة من اربع نقاط وننتظر باهتمام خطة فرنسا التي سيطرحها الرئيس الفرنسي على الرئيس حسني مبارك».

ويقود الترويكا الاوروبية وزير الخارجية التشيكي كاريل شفارزنبرغ الذي تترأس بلاده الاتحاد الاوروبي منذ مطلع يناير الجاري.ويشارك في وفد الترويكا الاوروبية وزيرا خارجية السويد كارل بيلدت وفرنسا برنار كوشنير.ودعت المفوضية الاووروبية اسرائيل الاحد الى تأمين ممر انساني لتوزيع المساعدات في قطاع غزة. ولكن الاتحاد الاوروبي، الذي يعتزم لعب دور رئيسي في الازمة الحالية فيما تمر الولايات المتحدة بمرحلة انتقال للسلطة تجعل دورها مجمدا، ليست لديه تصورات محددة في املمرحلة الراهنة.

وقالت الناطقة باسم وزير الخارجية التشيكي سوزانا اوبلتلوفا لوكالة فرانس برس أمس الأول السبت «اننا نذهب لمناقشة الوضع وليست لدينا رسالة محددة بعد».

وسيجتمع مبارك مع الترويكا صباح اليوم الاثنين في شرم الشيخ (على البحر الاحمر) قبل ان يستقبل ساركوزي.

وقال الدبلوماسي المصري الذي طلب عدم ذكر اسمه «ليس هناك بديل للعودة الى الهدنة بين اسرائيل وحماس، ومصر تظل الافضل كوسيط ولكن ينبغي مراجعة آلية الاتفاق السابق». وتقضي الخطة المصرية بوقف اطلاق نار فوري يليه عودة الى الهدنة وفتح للمعابر بين اسرائيل وقطاع غزة مع الية دولية، تتمثل في نشر مراقبين من الاتحاد الاوروبي ودول اخرى، للتحقق من تطبيق الطرفين لالتزاماتهما خصوصا وقف اطلاق النار وفتح المعابر.

وبخلاف الهدنة السابقة فان المطروح هو ضمانات دولية تتمثل في نشر مراقبين من الاتحاد الاوروبي ودول اخرى للتأكد من رفع الحصار عن غزة وانهاء الحصار على غزة.واوضح الدبلوماسي المصري ان عدة دول تؤيد هذه الخطة من بينها قوتين اقليميتين هما السعودية وتركيا.غير انه اضاف «من الواضح ان سوريا تعتبر نفسها في وضع يمكنها من الاستفادة من الموقف».واعتبر ان حماس، التي يقيم رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل في دمشق «تحاول ابعاد مصر وايجاد وسطاء آخرين ولكنها لن تنجح».ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى