الغاز الروسي لا يصل الى اوروبا بعد والازمة تتفاقم

> موسكو «الأيام» انطوان لامبروشيني :

>
تفاقمت ازمة الغاز أمس الثلاثاء اذ لا تسمح اوكرانيا بمرور الغاز الموجه الى اوروبا بعد استئناف الصادرات الروسية بسبب "الشروط غير المقبولة" التي تفرضها روسيا وهو وضع اعتبره الاتحاد الاوروبي غير مبقول.

واعلن الكسندر مدفيدف الرجل الثاني في شركة غازبروم الروسية ان اوكرانيا تمنع وصول امدادات الغاز الروسي الى اوروبا على ما نقلت عنه أمس الثلاثاء وكالة ايتار تاس.

واوضح مدفيديف ان "غازبروم بدأت في الصباح تنفيذ خطة استئناف امدادات الغاز الى اوروبا. ولكن اوكرانيا عرقلت كل الخطوات التي نقوم بها لضخ الغاز الى اوروبا".

واضاف "وليس في وسعنا في هذه الظروف من الناحية العملية ضمان وصول الغاز عبر الاراضي الاوكرانية".

وبعيد ذلك اعترفت كييف بمنع وصول الغاز الروسي الى اوروبا وذلك بسبب "شروط المرور غير المقبولة" التي تفرضها شركة غازبروم على ما قال فالنتين زيمليانسكي المتحدث باسم شركة نفتوغاز الاوكرانية الحكومية للطاقة لوكالة فرانس برس أمس الثلاثاء.

واتى هذا التطور بعدما بدا ان حلا مرضيا لاوروبا يلوح في الافق صباح أمس الثلاثاء مع استئناف الشركة الروسية غازبروم جزئيا صادراتها من الغاز عبر اوكرانيا عند الساعة السابعة ت.غ.

وفي بروكسل وبعد ترحيب حذر باعلان استئناف تمرير الغاز قالت المفوضية الاوروبية أمس الثلاثاء ان عبور الغاز الروسي الى اوروبا يكاد يكون معدوما رغم الاعلان عن استئناف ضخه، مشيرة الى ان الخبراء الاوروبيين المكلفين بالتحقق من مرور الغاز الروسي لم يتمكنوا تماما من القيام بمهمة التحقق التي عهد اليهم بها داخل اوكرانيا وروسيا.

ووصفت المفوضية هذا الوضع بانه "غير مقبول" و""بالغ الخطورة" ودعت الاطراف المختلفة الى "العمل بصورة عاجلة" على اعادة الوضع الى طبيعته.

واتصل رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو أمس الثلاثاء برئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين واعرب له عن "خيبة امل الاتحاد الاوروبي".

فرد عليه بوتين قائلا ان نظام خط انابيب نقل الغاز الاوكراني "مقفل" على ما جاء في بيان للحكومة الروسية.

وقالت ناطقة باسم المفوضية بيا ارينكيلدي هانسن امام الصحافيين "المعلومات الواردة من مراقبينا (على الارض) تفيد ان كميات قليلة تمر حاليا" باتجاه اوروبا.

وقال ناطق اخر ان "الوضع غير مقبول" و"لا مبرر" لمنع معاودة الامدادات الكاملة للغاز الروسي الى اوروبا.

واسفت المفوضية أمس الثلاثاء لكون مراقبيها المكلفين التحقق من مرور الغاز الروسي لم يتمكنوا من الوصول بشكل كامل الى المحطات المعنية في اوكرانيا وروسيا.

والنزاع الروسي الاوكراني حول الغاز لا يقتصر على مرور الامدادات الى اوروبا بل يشمل كذلك السعر الذي يتعين على كييف دفعه لشحنات الغاز في 2009 وهو السبب الرئيسي في قطع امدادات الغاز الى اوروبا يوم الاربعاء الماضي.

ودعا وزير الطاقة الاوكراني يوري برودان الاتحاد الاوروبي الى مساعدة كييف في مفاوضاتها مع روسيا في الوقت الذي تطالب فيه موسكو كييف بدفع 600 مليون دولار ورفع سعر الغاز من السعر التفضيلي وهو 5،179 دولار لكل الف متر مكعب في عام 2008، الى سعر السوق وهو 470 دولارا للكمية نفسها.

كذلك تريد اوكرانيا مراجعة العقد الموقع بينها وبين روسيا حول سعر نقل الغاز عبر اراضيها الى اوروبا.

وتتهم موسكو كذلك كييف ب "سرقة" كميات من الغاز الروسي الموجه الى اوروبا.

وكانت "سرقة" الغاز هي الذريعة التي بررت بها موسكو قطع امدادات الغاز عبر الاراضي الاوكرانية. ويشكل الغاز الروسي ربع الكمية التي يستهلكها الاتحاد الاوروبي وتضخ نسبة 80 % من هذا الغاز الروسي في خطوط انابيب تمتد عبر الاراضي الاوكرانية.

وحذرت موسكو الاوروبيين من ان قيام اوكرانيا بسرقة اي كمية مهما كانت ضئيلة من الغاز المخصص لاوروبا سيؤدي الى تخفيض الكمية التي تضخ بما يتناسب مع الكمية التي سرقت.

ويعتبر النزاع حول الغاز ابعد ما يكون عن الحل حيث ان اوكرانيا لا تزال محرومة من الغاز نتيجة لعدم التوصل الى اتفاق حول دينها المستحق لشركة غازبروم وحول سعر شحنات الغاز في عام 2009.

ويبدو كذلك ان مصاعب قد طرات حول مسالة كمية الغاز المطلوبة تقنيا وهي نحو 21 مليون متر مكعب يوميا لاستخدامها في اعادة قوة الضغط اللازمة لضخ الغاز في الانابيب الاوكرانية.

وللتوصل الى حل لازمة الغاز الروسية الاوكرانية ذكرت موسكو ان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التشيكي ميريك بوتوبلانيك بحثا أمس الأول فكرة تقديم قرض من الاتحاد الاوروبي وروسيا الى كييف حتى تدفع ثمن الغاز الذي تحصل عليه.

وقد ادى توقف امدادات الغاز الروسية في ذروة موجة البرد الى اضرار اقتصادية فادحة في اوروبا ولا سيما في سلوفاكيا وبلغاريا وهما اكثر دول الاتحاد الاوروبي اعتمادا على موسكو في احتياجاتهما من الغاز.

وقد اجتمع وزراء الطاقة في الاتحاد الاوروبي أمس الأول لبحث سبل تفادي ازمة جديدة في المستقبل. ولكنهم لم يعلنوا عن اي اجراء ملموس، واكتفوا باثارة فكرة تكوين مخزونات استراتيجية من الغاز مثل المخزونات من البترول. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى