وللفن أسراره .. هل الفن يحول الإنسان إلى طاغية ؟

> «الأيام» فاروق الجفري:

> يقول أفلاطون : إذا ذاق المرء قطعة من لحم الإنسان تحول إلى ذئب ومن يعذب أو يضطهد أو يقتل الناس ظلماً وعدواناً يصبح طاغية. ولقد كان لإفلاطون تجربة مباشرة مع الطغيان.

فقد التقى بشخصية شهيرة من شخصيات الطغاة التي لها نفوذ، وهذه الشخصية اسمها (ديونسيوس). وقد أثرت هذه الشخصية في تكوين آراء الفلاسفة عن الطغيان خلال القرن الرابع قبل الميلاد .

كان الطاغية (ديونسيوس) كاتباً مسرحياً كما كان رساماً ونحاتاً وشاعراً، وحين سأل الشاعر (فلكونوس) عن رأيه في شعره أجابه بأنه لاقيمة له، وهنا أصدر (ديونسيوس) حكماً بالسجن المؤبد على الشاعر (فلكونوس)، وقد ربح هذا الطاغية بعض الجوائز في الاحتقالات الثقافية ولكنه كان موهوباً كطاغية أكثر من موهبته كشاعر أو رسام أو نحات. وبعد شهر تقريباً أرسل الطاغية (ديونسيوس) إلى الشاعر (فلكونوس) من يحضره من السجن ليستمع إلى آخر أعماله، وهي التراجيديا الملكية، وهذه مسرحية جديدة كتبها هذا الطاغية ووقف أمامه الشاعر (فلكونوس) صامتاً وراح يستمع إلى التراجيديا المسرحية، وعندما انتهى الطاغية من قراءة التراجيديا وسأل الشاعر (فلكونوس) رأيه فيما سمع، لم يجب الشاعر، وإنما مال على حارسه وهمس إليه قائلاً : عد بي إلى السجن مرة ثانية.

هذا نموذج من نماذج الطغاة، ونجد في يومنا هذا بعض شعوب العالم المغلوبة على أمرها تتحمل حكم الطغاة بغير شكوى ولا تمرد ولا مقاومة. يقول (أرسطو) إن أهم أهداف الحاكم الطاغية لكي يحتفظ بعرش الطغيان هو تدمير روح المواطنين وزرع الشك بينهم ومنع حرية الرأي ونشر التعليم، ويشغل المواطن بالبحث عن قوت يومه حتى لا يجد وقتاً يتمكن فيه من الاعتراض على الحاكم الطاغية أو التآمر عليه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى