على خلفية الذكرى الثالثة للتصالح والتسامح .. من ردفان انطلقت شرارة ومن جمعيتها انطلقت دعوة التسامح

> نجيب محمد يابلي:

> أثبتت ردفان أنها أكثر مدنية من النظام الحاكم، لأنها تحمل بيمناها الكلاشنكوف وبشمالها باقة ورد، ذلك أن شرارة الثورة انطلقت منها في 14 أكتوبر 1963م وفي 13 يناير 2006م.

انطلقت من داخل جمعيتها في منطقة الدرين بالمنصورة الدعوة إلى التصالح والتسامح لإغلاق ملف 13 يناير 1986م، لأن هذه الذكرى تحولت بعد 7 يوليو 1994م إلى ذكرى للبطون الخاوية .. هذا التاريخ حول الغالب والمغلوب في 13 يناير 1986م إلى مغبونين .. رأى الغالب والمغلوب أرض محافظاتهم تنهب وثرواتها تسلب وفرص العمل والبعثات الدراسية تحجب مع أن مساحة أرضها أكبر بكثير من أرض القبيلة المنتصرة في حرب صيف 1994م السيئة الصيت، وأن ثروات الجنوب لاتقارن مع ثروات الشمال الضئيلة والأرقام والبيانات ماثلة أمام أعيننا .

دعوة جمعية أبناء ردفان تنسجم تماماً مع روح الإسلام والدستور اليمني الذي استمد بنود الحريات المدنية من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وعلى وجه الخصوص المادة (19) التي تتحسس منها معظم الأنظمة العربية فهي موجودة على الورق لكنها غائبة على أرض الواقع.

خرج الناس في المحافظات الجنوبية إلى الساحات العامة للتعبير عن آرائهم وممارسة حقوقهم الدستورية وكلها ساعة أو ساعتان وكفى المؤمنين القتال ويكون البشر قد عبروا عن آرائهم ويكون النظام قد امتص نقمة الناس ولمع صورته أمام الرأي العام في الداخل والخارج لاسيما أمام المانحين، إلا أن النظام أبى إلا أن يظهر على حقيقته بأنه نظام عسكري لايؤمن إلا بالقوة، فما الذي حدث؟

سقط صلاح القحوم، قتيلاً برصاص العكسر بالمكلا في الفاتح من سبتمبر 2007م وسقط وليد عبادي ومحمد قايد حمادي قتيلين برصاص العسكر بمدينة الضالع يوم 10 سبتمبر 2007م وسقوط عبدالناصر قاسم ومحمد شفيق هاشم حسن وفهمي محمد الجعفري قتلى برصاص العسكر في 13 أكتوبر 2007م بمدينة الحبيلين في مديرية ردفان وسقوط صالح أبوبكر السيد اليافعي ومحمد علي الحرازي قتلى برصاص العسكر في ساحة الهاشمي بمدينة الشيخ عثمان يوم 13 يناير 2008م ناهيكم عن عشرات الإصابات

حمل دعاة التصالح والتسامح إصرارهم على التعبير عن آرائهم كواجب شرعي وكحق دستوري لإعلاء قيم التصالح والتسامح يوم 13 يناير 2009م ، وكعادة النظام العسكري تم التعامل بإطلاق الرصاص مع دعاة التصالح والتسامح فسالت دماء زكية من أجساد نبيل بلعيد وصالح الصمي وشاكر مثنى جعبل، فيما سقط محسن علي مثنى مختنقاً بغاز القنابل المسيلة للدموع، أما المعتقلون فحدث ولاحرج، حيث احتجز العسكر بصورة عشوائية البشر من المشاركين أو المارة ومن الشباب والمسنين .

إن النظام يعترف بصورة مباشرة أو غير مباشرة بملف القضية الجنوبية باستخدامه العنف لمقاومة مشاعر الناس التي وصلت إلى درجة لاتطاق من الإحباط، ولإشهار القضية الجنوبية يعمد النظام إلى تكليف مسؤولين جنوبيين بالحديث عن الوحدة وخطورة المساس بها ويكلف جنوبين آخرين بالكتابة في الاتجاه نفسه ويمول جنوبيين لتشكيل كيانات هشة بقصد إضعاف وإبهات بريق الحراك الجنوبي السلمي الذي بات معروفاً من خلاله للعالم أجمع بأن هناك قضية جنوبية، وهناك مطالب عادلة وهناك محاولات فاشلة من السلطة لحجب عين الشمس بغربال.

كلمة أخيرة لابد منها:

سلك المحافظ الجفري سلوكاً مدنياً وحضارياً عندما نزل إلى مسرح الأحداث وزار مستشفى النقيب لتفقد حالات المصابين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى