مشروع قرار عربي يدعو إلى وقف العدوان ويلتزم إعادة الإعمار في غزة وموسى: الوضع العربي أصبح فوضى كبيرة جدا ومؤسفة جدا ومؤذية جدا

> الدوحة/الكويت «الأيام» أ.ف.ب/د.ب.أ:

>
فلسطينية تبكي وهي ممسكة بجثة أحد اقربائها في مستشفى الشفاء بغزة أمس
فلسطينية تبكي وهي ممسكة بجثة أحد اقربائها في مستشفى الشفاء بغزة أمس
دعت (قمة غزة الطارئة) في ختام اعمالها امس الجمعة في الكويت اسرائيل الى الوقف الفوري لعدوانها على قطاع غزة والى تعليق مبادرة السلام العربية، في حين اعلنت قطر وموريتانيا تجميد علاقاتهما مع اسرائيل.

وجاء في البيان الختامي «اشادت القمة بالموقف الذي اتخذته كل من دولة قطر والجمهورية الاسلامية الموريتانية بتجميد علاقاتهما مع اسرائيل».

واكد البيان الختامي للقمة الذي اشتمل على 11 نقطة تم الاتفاق على عرضها على القمة القادمة التي ستعقد في الكويت الاثنين المقبل على «ادانة اسرائيل بشدة لعدوانها الوحشي على قطاع غزة واستمرارها فيه ومطالبة اسرائيل بالوقف الفوري لجميع اشكال العدوان في قطاع غزة وبالانسحاب الفوري وغير المشروط والشامل لقوات الاحتلال».

كما دعت القمة «الدول العربية لتعليق مبادرة السلام العربية (..) ووقف كافة اشكال التطبيع بما فيها اعادة النظر في العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية» مع اسرائيل.

واعترض لبنان على تضمين البيان الختامي للقمة مسألة تعليق مبادرة السلام العربية مع اسرائيل.

ومن هذه النقاط ايضا «تحميل اسرائيل المسؤولية الجنائية الدولية بموجب القانون الدولي عن ارتكاب العدوان وجرائم الحرب وابادة الجنس البشري والمسؤولية المدنية بدفع التعويضات».

كما اكدت القمة «على الفتح الفوري والدائم لكافة المعابر (الى قطاع غزة) للافراد ومواد المساعدات الانسانية وضرورة رفع الحصار غير المشروع عن قطاع غزة ودعوة جميع الدول لتقديم مواد الاغاثة الانسانية العاجلة الى سكان قطاع غزة ودعوة الدول العربية لاتخاذ الاجراءات اللازمة لتشكيل جسر بحري لنقل مواد الاغاثة الانسانية الى قطاع غزة».

ودعت القمة ايضا الى «انشاء صندوق لاعادة اعمار قطاع غزة».

كما دعت «الاطراف الفلسطينية الى التوافق وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية».

ورحبت القمة بدعوة الرئيس السنغالي والرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الاسلامي عبد الله واد الى «عقد قمة طارئة لبحث العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة».

واكدت ديباجة الاعلان «على حق الشعوب الرازحة تحت الاحتلال في تقرير مصيرها ومقاومة الاحتلال وفقا للقواعد المستقرة في القانون الدولي».

وجاء عقد هذه القمة وسط انقسام عربي بشأن الوضع في غزة وخصوصا ازاء الوضع السياسي الفلسطيني الذي يشهد تجاذبا حادا بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحماس.

واشار رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في ختام القمة الى الضغوط التي مورست لافشال القمة العربية الطارئة التي دعت اليها بلاده وخصوصا تلك التي تعرض لها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال «ان عباس قال «لا استطيع الحضور لانه علي ضغوط واذا حضرت اكون ذبحت نفسي من الوريد للوريد»».

واوضح ان بلاده التزمت بعدم دعوة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرا على اساس ان يحضر الرئيس الفلسطيني، مضيفا ان بلاده اضطرت مع اعتذار عباس لارسال طائرة لتأتي بالفصائل الفلسطينية حتى يكون هناك من يمثل الشعب الفلسطيني.

كما اشار الشيخ حمد ردا على سؤال، الى ان غياب الامارات سببه حضور الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد القمة، موضحا «كان عندهم شرط وهو عدم حضور الرئيس الايراني».واكد ان النصاب حصل خمس مرات لعقد قمة عربية طارئة قبل تغيير بعض الدول مواقفها.

وشدد رئيس الوزراء القطري مع ذلك على «ان الاختلاف لا يفسد للود قضية»، مؤكدا على العلاقات الممتازة لبلاده مع السعودية.

وكانت السعودية ومصر خصوصا عارضتا تنظيم هذه القمة وعبرتا عن رغبتهما في البحث في الوضع في غزة على هامش القمة الاقتصادية التي ستعقد الاثنين في الكويت.

واعرب امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في افتتاح القمة عن الاسف لغياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن القمة التي حضرها في المقابل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وقادة سبعة فصائل فلسطينية اخرى تتخذ من دمشق مقرا.واكد امير قطر «انه لا تناقض بين قمة اليوم وقمة الكويت الاقتصادية التي تعقد الاثنين». وقال «كنا نود لو ان اخواننا معنا حبذا لو تدارسوا معنا الوضع حول هذه الطاولة حتى لو كان لهم رأي آخر».

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم للصحافيين «ان هذا الاجتماع ليس تشكيل قطب جديد»، مضيفا «نحن لسنا مع سياسة المحاور».

وحث الرئيس السوري بشار الاسد في كلمته في القمة «الدول العربية التي تقيم علاقات مع اسرائيل على اغلاق السفارات الاسرائيلية فورا والى قطع اي علاقات مباشرة او وغير مباشرة معها».

واكد ان «مبادرة السلام العربية اضحت في حكم الميتة وانه لم يبق الا نقلها من سجل الاحياء الى سجل الاموات وذلك بسبب رفض اسرائيل السلام».

كما دعا مشعل الى «وقف كل اشكال التطبيع والعلاقات مع الاسرائيليين بكل اشكالها وتفعيل المقاطعة العربية».

وقال «لن نقبل الشروط الاسرائيلية لوقف النار لان المقاومة على ارض غزة لم تهزم».

من جهته، اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد دعمه للمقاومة الفلسطينية ودعا الى مقاضاة قادة «الكيان الصهيوني المجرمين على الجرائم التي يرتكبونها في غزة»، بحسب ترجمة فورية لكلمته التي القاها بالفارسية. كما دعا الى قطع العلاقات مع اسرائيل ومقاطعة البضائع الاسرائيلية والشركات ذات العلاقة باسرائيل.

ودعا الرئيس السوداني عمر البشير الى «سحب نهائي للمبادرة العربية للسلام وايقاف اي محاولات تطبيع مع اسرائيل وانهاء وجودها الدبلوماسي في الدول العربية».

في المقابل، شدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان على اهمية التضامن العربي وعلى التمسك بمبادرة السلام العربية.

وقال «ان اجتماعنا التضامني مع غزة لا يجب ان يظهر كانه تكريس للانقسام العربي وسياسة المحاور بل كمدخل لمزيد من الوعي والتشاور والتحاور».

وحضر القمة قادة ووزراء من 12 دولة عربية فيما ظلت كراسي الدول العربية التي لم تحضر الاجتماع فارغة في قاعة الجلسة وبينها كرسي فلسطين.

في قمة الكويت (التزام بإعادة إعمار غزة بما يزيد عن ملياري دولار)

وعلى خط متواز مع القمة، عقد وزراء خارجية الدول العربية أمس الجمعة في الكويت اجتماعا طارئا حول الهجوم الاسرائيلي على غزة، في مؤشر آخر على الانقسام العربي، واتفق وزراء الخارجية العرب على مشروع قرار عربي يدعو الى وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وفتح جميع المعابر وانهاء الحصار وفق آلية المبادرة المصرية، فضلا عن التزام اعادة اعمار القطاع ودعم السلطة الفلسطينية ماليا.

وينص مشروع القرار الذي حصلت وكالة فرانس برس على نصه الذي سيرفع الى القمة العربية الاقتصادية في الكويت التي تلتئم الاثنين لاقراره، على الدعوة الى الوقف الفوري للعدوان الاسرائيلي والى انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة فورا.

ويدعو ايضا الى «فتح جميع المعابر وانهاء الحصار المفروض على قطاع غزة وفق الآلية المقترحة في المبادرة المصرية». كما نص مشروع القرار على «التزام اعادة البناء والاعمار في قطاع غزة والاراضي الفلسطينية وتوفير الامكانات المالية اللازمة لهذا الغرض والتي تقدر بما يزيد على ملياري دولار، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية».

ويدعو مشروع القرار الى «تقديم دعم اضافي بما لا يقل عن خمسمئة مليون دولار لدعم موازنة السلطة الفلسطينية» ويناشد دول العالم المشاركة في عملية اعادة الاعمار. وعقد وزراء خارجية الدول العربية اجتماعهم الطارىء في الكويت أمس الجمعة للبحث في موضوع الحرب في غزة استعدادا لقمة الكويت العربية، وذلك تزامنا مع انعقاد قمة في العاصمة القطرية في هذا الشأن ما يعكس الخلافات المتعاظمة بين الدول العربية التي تبدو عاجزة عن توحيد جهودها لوقف العنف في القطاع.

وحضر الاجتماع عدد من وزراء خارجية الدول العربية بمن فيهم وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط والسعودي الامير سعود الفيصل فيما غاب وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني (رئيس الوزراء ايضا)، وتمثلت دول عدة على مستوى ادنى من وزير خارجية.

وتلا الفيصل الذي تراس الاجتماع البيان الختامي الذي اكد اتخاذ قرار ان «تبقى اجتماعات المجلس الوزاري العربي مفتوحة لمتابعة تطورات الاوضاع في غزة».

وكانت مصر والسعودية ردتا على دعوة قطر الى عقد قمة عربية طارئة، بالتأكيد ان قمة الكويت تشكل الفرصة المناسبة لبحث الوضع في غزة.

واعلن الفيصل ليل أمس الأول الخميس بعد انعقاد قمة خليجية طارئة في الرياض، ان قادة دول مجلس التعاون الست وافقوا على بحث موضوع غزة خلال قمة الكويت الاقتصادية. الا ان عبد الرحمن العطية الامين العام للمجلس الذي يضم السعودية والكويت والامارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين وقطر، قال بعد القمة« انه لم يكن هناك اجماع حول هذه المسألة».

ورغم الجدل الذي اثارته الدعوة القطرية للقمة الطارئة وعدم اكتمال النصاب القانوني للقمة، عقدت قطر (قمة غزة الطارئة) خارج اطار الجامعة العربية بمشاركة دول عربية واسلامية مع حضور لافت للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.

وقال الامير سعود بعد الاجتماع ردا على سؤال حول القمة التي استضافتها الدوحة «ليست اول مرة يحصل شيء مثل هذا. نأمل الا تكون آثاره سلبية اكثر مما يجب».

اما موسى فشدد على ان قمة الدوحة تعقد خارج اطار الجامعة العربية بينما قمة الكويت قمة عربية كاملة، الا انه اعتبر انه «لن يتم تجاهل قرارات قمة الدوحة». وعن اتخاذ قطر وموريتانيا قرارا بتجميد علاقاتهما مع اسرائيل خلال قمة الدوحة، قال موسى «انها خطوة مهمة جدا للرد على العربدة الاسرائيلية».

وقال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قبيل بدء الاجتماع «ان الوضع العربي اصبح فوضى كبيرة جدا ومؤسفة جدا ومؤذية جدا».

وكان وزير الخارجية السعودي دعا نظراءه العرب خلال الاجتماع الى دعم الجهود المصرية الرامية الى وقف اطلاق النار في القطاع، والى البحث في امكان العودة الى مجلس الامن لاستصدار قرار تنفيذي للقرار 1860. واعتبر الفيصل ان الحرب في غزة ان استمرت، فان آثارها وانعكاساتها ستكون خطيرة وبعيدة المدى.

وناشد الدول العربية انشاء صندوق لاعمار غزة. ودعا الوزير السعودي في كلمته في الاجتماع المغلق الى النظر في جدوى العودة الى مجلس الامن لاستصدار قرار تنفيذي يساهم في تنفيذ القرار الدولي الداعي الى وقف اطلاق النار في غزة.

وشدد الفيصل على البدء بحوار جاد وشامل حول هذه التوصيات مع الادارة الاميركية الجديدة التي تتسلم الحكم في واشنطن اعتبارا من العشرين من يناير برئاسة باراك اوباما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى